إنها القدس أخت عمان

عندما ينادي الأقصى يلبي المقدسيون النداء، وعندما تقرع اجراس المهد إيذانا بانتهاك صهيوني يهرع اهل المدينة شيبا وشبابا صبايا ونساء تلبية لصوت الأذان وقرع الاجراس، هناك في القدس ينسى الجميع مشاكلهم ومعاناتهم وتحضر فقط قيم البطولة والمقاومة والعز والعنفوان. هناك في القدس يمارس ارهاب صهيوني ممنهج .. انتهاك فاشي للمقدسات.. قطعان مستوطنين مسعورين يريدون تدنيس كل ما يتعلق بنا من روحانيات، هناك عدوان نازي يمارسه مرتزقة صهاينة حضروا من اصقاع العالم بأمل سلخ القدس عنا، ولكن هيهات هيهات، فللقدس ابناء واهل لا يتنازلون عنها وإن تنازل البعض، لا ينسون عروبتها وان غض بعضهم النظر، لا ينسون الاقصى والمعراج والاسراء وان حاول البعض تجريب سرديات فاشلة لتغيير وجه التاريخ الذي تلطخ بخيانتهم، نعم للقدس أهلا وسكانا ومؤيدين لا ينسون قيامة المسيح على ارض القدس ودور القتلة انفسهم الذين يمارسون الدور نفسه حتى اليوم في تسليمه لقتلة، ولا ينسون معراج نبي الرحمة من القدس باتجاه السماء. أولئك القتلة يعرفون يقينا أنهم لا يستطيعون كتابة تاريخ جديد، وأن القدس كما كل فلسطين ستعود يوما لأهلها وإن طال الزمن، قد لا تكون عودة المسلوب والمسروق اليوم أو غدا ولكن مهما مر الزمن وتقلبت الأعوام فإن الحق سيعود ولو بعد مئات السنين، فالتاريخ لم يحدثنا أبدا ان أي استعمار استمر حتى النهاية، والكتب لم تخبرنا أبدا ان أعظم الامبراطوريات مهما استمرت في الارتفاع استمرت دون نهاية، والحقيقة الثابتة أن القاتل الذي يقتل يوميا في القدس بدم بارد سيخرج يوما وإن طال الزمن، وأولئك الذين حضروا من شتى بقاع العالم وجلسوا على ارض ليست لهم وسرقوا بيوتا لم يعمروها، وشربوا من مياه لم يحفروا آبارها، سيتعين عليهم الخروج والرحيل يوما، ومن ساهم في تمادي سلطتهم ومنع الوصول اليهم سيكون بلا حول ولا قوة للدفاع عنهم، وقتها سيعرف الحميع وسيكتب التاريخ أن أولئك المشردين الذين حضروا سيعودون الى مساكنهم الاولى. اليوم في القدس مقاومة تنادي ما تبقى من نخوة، في القدس شباب وفتية كلهم عنفوان، يقاومون المحتل، وصورهم تظهر لنا وللعالم، كلها رجولة وقوة واستبسال، أولئك الأبطال في عيونهم رغبة تحرر وفي اياديهم حجر من سجيل يعلنون للعالم وللعرب وللصهاينة ان الجيل يرث جيلا، والمقاومة تولد مقاومة، والوطن لا ينسى ولا يباع ولا يشترى، والتاريخ لا يمكن تزييفه او سرقته او تغيير معالمه، والقدس لأهلها ولأصحابها مسلمين ومسيحيين، والحقيقة الثابتة ان الصهاينة لا يملكون فيها لا إبره ولا حجر. يحق لنا الفخر بشباب لم تطوهم نيف وسبعون عاما من الاستعمار، ولم ينسيهم البطش الذي مارسه مستعمر غاصب ان ارض القدس والاقصى والقيامة محتلة، أولئك يعرفون يقينا ان القدس ستبقى عاصمة فلسطين، وان ترامب وزبانته وكل حركات التطبيع العربية والتخاذل الدولية وكل عبايات الذل التي حضرت لذر الرماد في العيون لم تستطع إقناع شبل فلسطيني لم يتجاوز عامه الثامن عشر ان القدس محتلة، ولم ينجحوا في ابعاده عن قضيته، وكل الاموال التي اخذت ذهبت أدراج الرياح وأثبت المقدسيون انهم سيلبون نداء القدس يوما، ويخرجون بصدور عارية وحجارة واطارات مشتعلة للدفاع عن الاقصى، فهذا المكان يخصهم وحدهم، والقيامة لهم وحدهم، وعلى العالم الذي ينظر ويعاين ان يواصل دفن رأسه في الرمال، ويكتفي بعبارات ضبط النفس. نعم، فكل المؤامرات التي حيكت وتحاك حتى اليوم لن تقنع احدا بالتعامل مع القاتل وكأنه بريء، ومع الاحتلال والاستعمار وكأنه واقع، فالقدس خط احمر، وستبقى عمان تمارس دورها كأخت للقدس تسمع أنينها .. تتواصل معها، وستبقى عمان مهما تساقطت اوراق التوت العربية تتلمس وجع القدس اليومي وتتفاعل معه، وتسمع الأنين وتستجيب له.اضافة اعلان