"إياد نصار".. مطلوب اعتذار!

ليست الإجابة عن السؤال وحدها كانت سيئة وغير موفقة، بل إن السؤال بحد ذاته يعد راسبا مهنيا وإيحائيا خبيثا، يحمل ما بين كلماته غلا مبيتا تجاه الزوجة غير المصرية، لأسباب معروفة لدينا المطلعين على حياة الإعلامية وفاء الكيلاني!اضافة اعلان
فعلى الرغم من أن الفنان الأردني إياد نصار قد حاول في بداية الجواب الالتفات على المقارنة بين الزوجتين؛ الأردنية والمصرية، بتحويل المسار إلى تجربتين منفصلتين لا علاقة لهما بجنسية صاحبتيهما، لكنه وللأسف الشديد وعندما وضع في الزاوية، قرر أن يقول إنه يمكن الاعتماد على الزوجة المصرية فقط.
لا أعرف ما المغزى من فصل الإجابات على أساس مناطقي أو ديني أو طائفي، حين يتعلق الأمر بقضايا اجتماعية وأسرية مثلا. ولا أعرف حقيقة ما رأي الإعلامية الذكية بمقارنة مماثلة ما بين الزوج المصري والسوري على سبيل المثال!
من المعيب أن تستند برامج إعلامية بكاملها على تضادات عنصرية تلامس قضايا حساسة مثل الدين والجنس والأصول، خصوصا عندما يكون الضيف "الضحية" من جنسية أخرى عليه أن يثبت طوال الوقت مدى ارتباطه وحبه وانتمائه وسعادته بالدولة المضيفة، كما يحدث حصريا مع إياد نصار، دونا عن بقية الفنانين العرب المتواجدين في القاهرة، بمن فيهم أردنيون بالمناسبة، يعتزون بأصولهم ولهجاتهم وأطباق أمهاتهم وذكريات مدارسهم وأحيائهم، تماما مثلما هم مدينون بالعرفان لمصر الحاضنة التاريخية للمواهب المهاجرة من بلادها.
كنا في هذه الزاوية تحديدا، زميلاتي وزملائي وأنا قد كتبنا قصائد تهلل لفن وإبداع نصار طيلة السنوات الفائتة. وكنا "نعاير" القائمين على الثقافة الوطنية لدينا به كثيرا. ولازلت شخصيا أعتز بموهبته وأدائه وهدوئه الإعلامي.
لكن وعندما يتعلق الأمر بقضية رأي عام، وتهاجم الزوجة أو المرأة الأردنية من قبل فنان أردني، بدون أدنى أسباب تدعوه إلى ذلك اللهم مجاملة البرنامج والمذيعة والزوجة الحالية، فهذا وضع لا يعتقد إياد نصار أن يتقبله منه الناس، حتى لو كانوا أصدقاء قدامى. فعلى الأقل تلك الصداقة القديمة يا إياد سمحت لكثير منا الاطلاع على ظروف وقصص وتجربة زواجك من أردنية، وكيف كانت وحتى مدة قصيرة لا أعرف متى انتهت صراحة، تتحلى بمنتهى الطيبة والأخلاق الرفيعة واحترام الآخر.
الزوجة الأردنية هي والداتنا وجداتنا وأخواتنا وبناتنا، اللواتي لا يحتجن إلى شهادة من أحد في العالم تدلل على صبرهن وتفانيهن وتضحياتهن من أجل البيت والأولاد. وبكل شهادات العالم العربي، أثبتت الزوجة الأردنية أيها الفنان المبدع كم هي ناجحة ومثابرة وصاحبة "نفس" في الطبخ ومدبرة منزل درجة أولى، وفوق كل ذلك جميلة قلبا وقالبا، مثلها مثل كثير من الزوجات غير الأردنيات طبعا.
أما عن مسألة الاعتماد عليها من عدمه، الذي حاولت أن تشرحه في ردك على الهجوم الكبير على مقابلتك الأخيرة في برنامج "تخاريف"، فبالله عليك إن كان هذا هو معيارك للاعتماد فعلا، فأعط أي امرأة في الدنيا تحبك وتهتم لمصلحتك ومستقبل أولادك، ظروفا مادية وراحة في التصرف ومدارس أجنبية وعلاقات عامة مفتوحة، ستهبك بكل تأكيد أولادا يتحدثون بلغات أجنبية ويحسنون التصرف في المجتمعات الراقية.
مع أنني وبتجارب تعد بالمئات، وهي محلية الصنع يا إياد، أعرف أولادا وبناتا يرفعون الرأس ويشرفون أنفسهم وأهاليهم، وهم لم يختبروا ربع ما يحققه ويوفره أهال آخرون ماليا ودراسيا ومعارفيا لهم.
ربما عليك أن تعيد التفكير مرة واحدة فقط، وتعتذر للزوجات الأردنيات اللواتي أعرف كثيرات منهن كن فخورات جدا بك، وكأنك واحد من أبنائهن.