إيران ترفض بحزم دعوات "صقور" واشنطن وإسرائيل لتفكيك منشآتها النووية

الرئيس الإيراني حسن روحاني أثناء اجتماعه مع وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو في طهران أول من أمس - (ا ف ب)
الرئيس الإيراني حسن روحاني أثناء اجتماعه مع وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو في طهران أول من أمس - (ا ف ب)

عمان - الغد - ترفض ايران رفضا قاطعا تفكيك أي من منشآتها النووية، مؤكدة بلسان رئيسها حسن روحاني، أنها ستواجه أي خطط من هذا النوع "كما ينصح الصقور في واشنطن وتل أبيب" لكن روحاني تعهد بإبقاء المنشآت قاصرة على الاستخدامات السلمية.

اضافة اعلان

ووجدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية التي أجرت مقابلة مع الرئيس الايراني حسن روحاني، أن طهران في عهد رئيسها الإصلاحي "تتخذ نهجا حازما بشأن الملف النووي".
روحاني في الحوار مع الصحيفة البريطانية شدد على أهمية التوصل إلى تسوية شاملة للملف النووي الإيراني بعد الاتفاق المبدئي الذي تم أخيرا في جنيف. وبخصوص المكالمة الهاتفية التي تمت بينه وبين الرئيس الاميركي قال روحاني "لقد وجدت الرئيس أوباما يتحدث بلغة شديدة الاحترام والذكاء"، موضحا أن المكالمة تمت على هامش وجوده في نيويورك خلال قمة الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة.
وتقول الصحيفة، حسبما أورد موقع بي بي سي، إنه خلال الأيام المائة الأولى لروحاني في منصبه تغير الكثير من العلاقات بين واشنطن وطهران والتي انقطعت على المستوى الدبلوماسي منذ الثورة الإسلامية العام 1979 لدرجة أن الصحيفة عنونت للحوار في صفحتها الداخلية بعنوان آخر "ثورة روحاني خلال الأيام المائة الأولى".
وتنقل الصحيفة عن روحاني قوله "الخلافات مع واشنطن التي استمرت 35 عاما لا يمكن حلها بين يوم وليلة لكننا بحاجة إلى تهدئة الأمور حاليا وتوطيد الثقة بين الطرفين خطوة خطوة".
وأوضح أن "الخلافات بين الطرفين معقدة بشكل تراكمي لكن خلال الأيام المائة الماضية كان هناك انفتاح إيراني وهو ما يمكن أن يزيد خلال الفترة المقبلة".
ويضيف روحاني "إذا تم تنفيذ الخطوات المنصوص عليها في الاتفاق المبدئي الأخير الذي توصلنا إليه في جنيف وبشكل حذر وتدريجي فإننا سنكون قد تقدمنا خطوة للأمام نحو استعادة الثقة". وكانت الولايات المتحدة قامت الجمعة الماضي في بادرة تمهيدية لبدء الاتفاق بتخفيف العقوبات عن طهران لتشمل دولا مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية كخطوة اولى للسير في الاتفاق. أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فأكد حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية، أن "ايران ستقرر بمفردها مستوى تخصيب اليورانيوم الذي تحتاجه".
وأضاف "فقط تفاصيل (التخصيب) قابلة للتفاوض في المرحلة النهائية من المفاوضات" مع الدول الكبرى في مجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا).
وكان تخصيب اليورانيوم في صلب عملية شد الحبال بين إيران والدول الكبرى التي تتهم اسرائيل إيران بالسعي الى حيازة السلاح الذري وهو ما تنفيه طهران.
وينص اتفاق جنيف الذي يفتح المجال امام ستة أشهر دقيقة من المباحثات من أجل التوصل الى اتفاق "كامل" على ان طهران وافقت على الحد من مستوى تخصيب اليورانيوم الى ما دون نسبة 5 % في انتظار اتفاق نهائي مع الدول الكبرى.
وفي مقابل تعليق جزئي للعقوبات الدولية التي تنعكس سلبا على اقتصادها وافقت إيران أيضا على تحويل نصف مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 % (حوالي 200 كلغ) الى وقود للمفاعل الطبي في طهران وخفض النصف الآخر الى أقل من 5 %. وتشكل الولايات المتحدة مع روسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا مجموعة "5+1" التي فاوضت إيران للتوصل الى الاتفاق التاريخي معها في جنيف الأحد الماضي والذي وافقت طهران بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف محدود في العقوبات المفروضة عليها.
وسيتعين على خبراء الوكالة الذرية خصوصا تفتيش المنشآت الحساسة لتخصيب اليورانيوم في نطنز وفردو ومفاعل المياه الثقيلة في أراك على نحو يومي. إلا أن الوكالة الذرية ليس لديها مفتشون موجودون باستمرار في إيران والزيارات تتم إجمالا من جانب فرق من مفتشين اثنين.