إيران تهدد الولايا­ت المتحدة

هآرتس بقلم: عاموس هرئيل 15/5/2019 الأخبار تواصل التدفق من الخليج الفارسي بوتيرة متسارعة. الأول من أمس الثلاثاء، وللمرة الثالثة خلال يوم، وردت أنباء عن ضرب لمواقع مرتبطة بصناعة النفط في السعودية وإمارات الخليج. وحسب ما نشر في "نيويورك تايمز" فان البيت الأبيض يفحص خطط عسكرية ضد إيران، احدها تضمنت ارسال قوات مهمات خاصة كبيرة تضم 120 ألف جندي الى المنطقة. اختيار الأهداف الإيرانية أدى الى تذبذب استثنائي في سوق النفط واصبح يقلق الإدارة الأميركية. في الهجوم الأول في ليلة يوم الأحد حدثت انفجارات في حاملتي نفط سعوديتان، والى جانبهما حاملة نفط اماراتية وحاملة نرويجية قرب ميناء الإمارات. لكل هذه الناقلات الكبيرة حدثت اضرار ولكن لم تكن إصابات من الانفجارات. الهجوم بعد ايام من تحذيرات استخبارية وصلت للأميركيين بشأن عمليات مخطط لها في صناعة النفط، تم النظر اليه بصورة واضحة كعملية ايرانية، رغم أن طهران قالت ردا على ذلك بأن هذا كان استفزاز من دولة ثالثة تريد زيادة التوتر. حسب تحليل الاستخبارات الإسرائيلية هذه هي صورة الوضع الآخذة في التبلور مؤخرا في الخليج: التغيير الأساسي في موقف إيران – من اشارات حذرة الى الوصول إلى شفا المواجهة العنيفة – ينبع من انعطافة في سياسة طهران. حتى وقت قصير، النظام كان يعتقد أنه يستطيع الصمود امام ضغط العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية وأنه من الافضل الانتظار الى موعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني 2020 على أمل أن يخسر ترامب فيها، دون الدخول الى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وبدون الانسحاب من الاتفاق النووي. النظام غير المقاربة على خلفية اشتداد الازمة التي يوجد فيها اقتصاد ايران والاحتمال الذي هو ليس غير معقول في أن ترامب سيعود الى البيت الأبيض لاربع سنوات أخرى. إيران أملت في البداية توثيق العلاقات مع أوروبا كمحور يتجاوز ترامب، في المجال الاقتصادي وذلك بغرض تخفيف تأثير العقوبات. وفي المجال السياسي من اجل تعزيز الاتفاق النووي الذي انسحبت منه أميركا قبل سنة. عمليا، عدد كبير من الدول الأوروبية الكبرى تخشى من المتاجرة مع ايران. الضرر للاقتصادي الايراني يتوقع أن يزداد بصورة كبيرة ايضا بسبب الغاء الاعفاءات الامريكية للدول التي استمرت بشراء النفط الإيراني في بداية هذا الشهر، والآن بسبب العقوبات الجديدة التي أعلنت عنها واشنطن ضد صناعة المعادن في إيران. استخراج النفط الإيراني وصل إلى ذروته في اعقاب التوقيع على الاتفاق النووي في 2015، 2.5 مليون برميل يوميا. الآن يمكن لهذه النسبة أن تنخفض إلى مليون برميل يوميا، وهو رقم يمكن أن يحول استمرار التصدير إلى أمر غير مجد اقتصاديا. ايضا اعلان أميركا عن حرس الثورة الإيراني كمنظمة ارهابية وفرض عقوبات ضده تقلق النظام في إيران. المعضلة الإيرانية تعتبر في اسرائيل تعارض بين الالتزام بالاتفاق النووي – رغم ضغط أميركا – مع وجود خطر معقول لاستمرار الانهيار الاقتصادي وبين تصعيد المواجهة مع الولايات المتحدة ودول الخليج مع امكانية الانسحاب من الاتفاق. في بيان صدر في الأسبوع الماضي هددت طهران بتقليص التزامها بالاتفاق النووي (دون الانسحاب منه) بعد شهرين. بعد وقت قصير من ذلك حدثت الهجمات على مواقع النفط حيث في الخلفية تستمر الانذارات عن عمليات إرهابية إيرانية اخرى ضد اهداف امريكية وعلى رأسها القوات الموجودة في العراق. أمس وبعد ضرب ناقلات النفط في الامارات اهتم قائد وحدة القدس في حرس الثورة، الجنرال قاسم سليماني، أن ينشر على حسابه في الانستغرام صوره مع رؤساء المليشيات الشيعية في العراق. هذا يظهر استفزاز مزدوج ضد الامريكيين. من جهة سليماني يشير الى أن لديه كما يبدو "دفع بالغيبة" – أنه لم يكن في منطقة الهجمات. من جهة اخرى الرعاية العلنية للمليشيات تعطي اشارات على أن الإيرانيين يمكنهم الاستعانة ايضا بها في خطوات ثأر ضد الأميركيين. هذه ما زالت ليست حرب. وتجميع القوات الأميركية في الشرق الاوسط ما زال محدود جدا. ولكن حسب التقديرات الاستخبارية نشأ هنا وضع خطير. لم يبق لإيران أي مجال اقتصادي كبير للمناورة، وفي هذه الاثناء هم لا يوافقون على عرض ترامب بأن يتم اجراء حوار مباشر معهم مثلما فعل مع كوريا الشمالية. الطرفان بالمناسبة تصادما في السابق في مياه الخليج. في 1988 وفي اواخر الحرب العراقية – الإيرانية هاجمت الولايات المتحدة منشأة نفط ايرانية كبيرة وأصابت سفن إيرانية كثيرة بعد أن تبين لها بأن النظام يستخدم الالغام من اجل المس بحركة الأسطول في الخليج. إسرائيل لا تشارك في هذه الاثناء بصورة مباشرة في التوتر في الخليج. يبدو أن خطوات ترامب في المنطقة تم تنسيقها بشكل كبير مع رئيس الحكومة نتنياهو الذي يتلقى الانباء أولا بأول عن الخطوات الأميركية. الانطباع الذي تولد في القدس هو أن السعودية ودولة الإمارات، وليس إسرائيل، هي التي تقع في مرمى الهدف الفوري لإيران اذا واصلوا تصعيد تبادل اللكمات. ولكن في الخلفية هناك احتمال لأن تختار طهران تفعيل مبعوثين ايضا قريبا جدا من الحدود الإسرائيلية. مرشح رئيسي لذلك هو الجهاد الإسلامي في القطاع الممول من قبل طهران، ويتلقى منها التعليمات بين حين وآخر. الأيام القادمة في القطاع ستكون حساسة نسبيا رغم تحويل الأموال القطرية لغزة، وذلك بسبب الجدول الزمني لهذا العام: يوم النكبة ومسابقة الاورفزيون في تل ابيب.اضافة اعلان