ابتكار أكبر مرآة في العالم

تليسكوب فضائي يقدم نظرة أكثر تفصيلا للكون-(أرشيفية)
تليسكوب فضائي يقدم نظرة أكثر تفصيلا للكون-(أرشيفية)

لندن- بعد محاولة فاشلة في شهر آذار (مارس) الماضي، تمكن علماء الفلك من إنتاج أكبر تليسكوب بصري افتراضي في العالم يربط أربعة تليسكوبات ببعضها.اضافة اعلان
ومكن ربط هذه التليسكوبات، التي أنتجت في تشيلي، العلماء من تشغيلها كجهاز واحد عبارة عن مرآة هي الأكبر في العالم. ويبلغ نصف قطرها مائة وثلاثين مترا.
وأطلق على التليسكوب المؤلف من التليسكوبات الأربعة اسم "التليسكوب الهائل"، وهو يوجد في مختبر" بارانال".
وكانت عملية الربط التي جرت الخميس بمثابة اختبار علمي لشبكة التليسكوبات الجديدة، وهي الخطوة الأخيرة قبل أن يبدأ العمل العلمي المتصل بالمشروع.
ومن شأن ربط الوحدات الأربع لتشكل التليسكوب الهائل أن يمكن العلماء من الحصول على نظرة أكثر تفصيلا للكون من التجارب السابقة التي استخدم فيها تليسكوبان أو ثلاثة لإنتاج مرآة افتراضية.
وتعرف عملية ربط التليسكوبات ببعضها باسم "إنترفورميتري". وبذلك يصبح هذا التليسكوب الهائل أكبر تليسكوب بصري أرضي في العالم.
وفضلا عن تشكيل المرآة الهائلة، تحسن عملية "إنترفورميتري" أيضا وبدرجة هائلة معدل الوضوح وقدرات التكبير في التليسكوب الهائل.
وهذا التليسكوب الهائل هو أحد تليسكوبات عدة أنشأها مرصد جنوب أوروبا في صحراء أتاكاما.
وهذا المرصد الأوروبي منظمة بحثية دولية مقرها في مدينة ميونيخ الألمانية وتمولها خمس عشرة دولة.
ووصف هذا التطور بأنه فتح في مساعي العلماء لكشف أسرار الكون.
ويقول جان فيليب بيرجر العالم الفرنسي المشارك في المشروع إنه رغم أن المحاولة الأولى لربط التليسكوبات الأربعة حدثت في آذار (مارس) العام 2011 ، فإنها لم تعمل بشكل جيد.
وقال إن ظروف هذه المحاولة كانت سيئة لدرجة ان البيانات لم تكن لها قيمة، ما اضطر العلماء إلى وقف التجربة بعد نصف ساعة فقط بعد أن تبين ان الوضع لن يتحسن.
وأضاف أن التجربة الجديدة هي بالفعل أول محاولة حقيقية أتاحت المراقبة لعدة ساعات متصلة لاختبار النظام المبتكر في ظروف مختلفة.
وقال العالم الفرنسي إنه من الآن، سيكون هذا النظام متاحا للأوساط الفلكية، مشيرا إلى أن أي عالم فضاء يعمل في بارانال أو يزوره سيتمكن من استخدام النظام.
ويضيف بيرجر أنه في حالة استخدام التليسكوب الهائل، ستصبح قدرة التكبير أفضل عشرين مرة.
وأوضح أنه رغم أن ابتكار أكبر مرآة بنصف قطر مائة وثلاثين مترا قد تحقق بالفعل بربط أبعد تليسكوبين، فإن استخدام التليسكوبات الأربعة يعطي علماء الفلك ميزات عدة.
وأشار إلى أن احدى هذه الميزات زيادة الكفاءة والقدرة على إعادة بناء الصورة من أجل مراقبة الأشياء الأكثر تعقيدا في السماء.-(بي بي سي)