اتحاد يهودي – عربي، لكن بصورة مختلفة

إسرائيل هيوم اوفير توبول 15/6/2020 1985 – مصر. الحاخام عوفاديا يوسف، الحاخام الرئيس السابق، دعي الى زيارة دبلوماسية لدى رئيس الدولة التي خدم فيها في السابق قبل سنوات من ذلك كحاخام للجالية. كان له هدف واحد وهو اقناع الرئيس المصري بتغيير خطة تطوير ضخمة في القاهرة، في اطارها كان هناك شارع رئيسي خطط لأن يمر فوق المقبرة القديمة للجالية اليهودية. الحاخام وآريه درعي، الشاب الى جانبه، شككا في استعداد حسني مبارك لاستثمار الملايين في اقامة جسر فوق المقبرة. وللغرابة، هو وافق. ليس فقط في مصر، ففي تونس تم مؤخرا وقف خطة للبناء فوق المقبرة اليهودية "لبورجيل" بعد تدخل احفاد الجالية هناك. الكثير من ذوي الاصول المغربية الذين يزورون المقابر القديمة، تحدثوا عن اشخاص محليين مخلصين يهتمون بالحفاظ على هذه المواقع. وعند تفشي فيروس الكورونا في المغرب نشر فيلم قصير لمسلمين وهم يصلون في قبر الحاخام عمرام بن ديوان. هذه المقابر تعتبر رمز للعلاقة اليهودية – العربية التاريخية، وقيمة احترام الميت المشتركة بين اليهودية والاسلام. في مخالفة شديدة لروح هذه الاقوال، في بلدية تل ابيب التي تتفاخر في الايام العادية بكونها منفتحة ومتسامحة، يجري منذ سنوات صراع ضد السكان المسلمين في يافا بسبب نية اقامة مبنى عام على ارض مقبرة "الاسعاف" القديمة. وبعد ان رفض التماس المجلس الاسلامي في يافا، باشرت بلدية تل ابيب في هذا الاسبوع في الاعمال، الامر الذي أدى الى احتجاج السكان، الذي يمكن أن يتحول الى احتجاج عنيف. من تجند للوقوف الى جانب سكان يافا المسلمين هو بالذات عضو الكنيست ينون ازولاي من شاس، في رسالة شاركه فيها عضو الكنيست احمد الطيبي. في حسابه في تويتر دعا ازولاي اعضاء حزبه الذين يسيطرون على وزارة الداخلية للتدخل. "سياستنا كدولة يهودية هي الدفاع عن المواقع المهمة لنا من ناحية دينية. أنا أعتقد أن هذا لا يجب أن يكون مختلفا عندما يدور الحديث عن مقبرة اسلامية". ازولاي يعمل من خلال فهم ديني مشترك بينه وبين سكان يافا. احترام وكرامة الميت يعكسان احترام احفاد هؤلاء الموتى، سكان يافا انفسهم، تراثهم وقصتهم الجماعية. ومن تجول مؤخرا في يافا شاهد كيف أنه تحت حكم رون خولدائي امتلأت بالمنشآت السكنية التي تتجاهل أي ذكر للماضي الشرقي، اليهودي والاسلامي، للمدينة أو يحولونه الى زينة فلوكلورية. الجانب الآخر لعملة خولدائي هو بتسلئيل سموتريتش، الذي اصدر حكما اثناء زيارته في النقب بأن الفتيات البدويات هن "قنبلة موقوتة" يجب علاجها مسبقا. وقبل بضع سنوات صادق على الفصل بين الوالدات اليهوديات والوالدات العربيات في المستشفيات. ازولاي وسموتريتش محسوبان في الحقيقة على اليمين الاصولي، لكن الفجوة بينهما كبيرة. فسموتريتش ينتمي لمن يعتبرون النزاع القومي صراع ثقافي وعنصري فيه يلعب اليهود دور الشخص المتنور. وازولاي لا يوجد لديه أي شيء من هذه الغطرسة. بالعكس، هو ينظر بنفس المستوى اليهم ويبحث عن قاسم مشترك مع المسلمين. هذه كانت دائما مقاربة زعماء يهودية الشرق. وحتى في بداية الاستيطان عندما كان اليهود الذين يتحدثون العربية يعتبرون المسلمين حلفاء في تطوير البلاد. منذ سنين يحاولون اقناعنا بأن "اسرائيل الاخرى"، الشرقية والتقليدية، هي عنصرية وفاشية. ولكن عمليا، هي التي تظهر مرة تلو الاخرى بأن الطريق لحياة مشتركة وآمنة بين اليهود والعرب يجب أن تمر بالقيم المشتركة، حيث أن القيم الرئيسية فيها هي احترام الانسان، والميت ايضا، من خلال احترام طائفة وتراث وديانة الآخر. ولا توجد أي طريق اخرى.اضافة اعلان