اجتماع طارئ الاثنين لوزراء الخارجية العرب بشأن المستوطنات

منظر عام لمستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية أمس.-(ا ف ب)
منظر عام لمستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية أمس.-(ا ف ب)
القاهرة-أعلنت جامعة الدول العربية في بيان امس أنه تقرر عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب الاثنين في القاهرة لبحث "التطور الخطير لموقف الإدارة الأميركية بشأن الاستيطان الإسرائيلي غير القانوني في أرض دولة فلسطين المحتلة العام 1967". وقال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية إنه "تم الاتفاق على عقد الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب يوم الاثنين المقبل، بعد مشاورات جرت بين الامانة العامة لجامعة الدول العربية والعراق الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية ودولة فلسطين مقدمة الطلب". وكانت السلطة الفلسطينية طلبت الثلاثاء عقد اجتماع وزاري طارئ لجامعة الدول العربية بعد إعلان الولايات المتحدة أنها لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة متعارضة مع القانون الدولي. وأعلن المندوب الدائم للسلطة لدى جامعة الدول العربية في القاهرة ان الموقف الأميركي الجديد "مخالف للقانون الدولي". ويأتي الموقف المفاجئ لادارة الرئيس دونالد ترامب بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل وبسيادة دولة الاحتلال على الجولان السوري المحتل. وأعربت السعودية عن رفضها لموقف الولايات المتحدة من المستوطنات الاسرائيلية، معتبرة أن بناء هذه المستوطنات عقبة أمام تحقيق السلام مع الفلسطينيين. بالسياق، انتقد الفاتيكان قرار الولايات المتحدة عدم اعتبار المستوطنات الإسرائيلية معارضة للقانون الدولي، ليضم صوته بذلك إلى الانتقادات الدولية التي قوبل بها هذا التحول في سياسة واشنطن. وقال الكرسي الرسولي في بيان لم يسم فيه الولايات المتحدة إن "القرارت الأخيرة تهدد بتقويض عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية والاستقرار الإقليمي الهش أصلاً بشكل إضافي". الى ذلك، أغلقت السلطات الإسرائيلية امس مكاتب مؤسسات فلسطينية عدة عاملة في القدس الشرقية المحتلة لمدة ستة أشهر تتهمها بتنفيذ أنشطة تتعلق بالسلطة الفلسطينية وفق ما أفاد ممثلون لتلك المؤسسات. وتمنع إسرائيل أي مظهر سيادي للسلطة الفلسطينية في مدينة القدس. وشملت قرارات الإغلاق مكتب شركة الأرز للإنتاج التلفزيوني ومقرها مدينة الناصرة شمال البلاد، ومكتبي تلفزيون فلسطين ومقره رام الله ومديرية التربية والتعليم الفلسطينية والمسجد الرصاصي في البلدة القديمة. واوقفت القوات الإسرائيلية مدير مكتب مديرية التربية والتعليم سمير جبريل ومدير مكتب شركة الأرز في القدس أيمن أبو رموز وحولتهما للتحقيق بحسب ما أفاد محامي هيئة شؤون "الأسرى والمحررين" الفلسطينية محمد محمود. وأفاد المحامي محمود بتمديد توقيف سمير جبريل حتى اليوم. وسلمت السلطات أوامر استدعاء للتحقيق لكل من المدير العام لشركة الأرز نزار يونس، ومراسلة تلفزيون فلسطين في القدس كريستين ريناوي. وجاء في قرارات الإغلاق الموقعة من قبل وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان والتي اطلعت وكالة فرانس برس على نسخ منها أن الإغلاق سببه إقامة هذه الجهات "أنشطة للسلطة الفلسطينية أو نيابة عنها أو تحت رعايتها في نطاق دولة إسرائيل بدون تصريح" وفق القانون. وأوضح مسؤول في مكتب الأوقاف الإسلامية فضل عدم ذكر اسمه أن المسجد الرصاصي "أغلق كونه ملاصقا لمكتب مديرية التربية والتعليم ويستخدم من قبل أساتذة وطلاب مدرسة دار الأيتام الإسلامية كمصلى". وأضاف المسؤول أنهم "طالبوا الشرطة الإسرائيلية بإعادة مفتاح المسجد". واستنكر المشرف العام على الإعلام الرسمي في السلطة الفلسطينية أحمد عساف القرار. وقال عساف لفرانس برس "انزعجت إسرائيل من الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في القدس (...) لا تريد لأحد أن يفضح جرائمها في القدس المحتلة وعاصمة دولة فلسطين". ووفقا لعساف "تشجع قرارات الإدارة الأميركية الأخيرة إسرائيل على مزيد من الانتهاكات ونحملهما المسؤولية". من جهة ثانية، صادرت السلطات الإسرائيلية جهاز حاسوب وملفات للمركز الصحي العربي الواقع على مقربة من سور البلدة القديمة في المدينة المحتلة كما أخضعت مديره للتحقيق. وقال مدير المركز أحمد سرور عقب خروجه من التحقيق "اقتحم نحو 40 عنصرا من القوات الخاصة والشرطة وحرس الحدود والمخابرات الإسرائيلية المركز وشرعوا بتفتيشه وصادروا جهاز حاسوب ووثائق وملفات". وبحسب سرور الذي اقتيد إلى مركز تحقيق المسكوبية فقد خضع للتحقيق لمدة أربع ساعات وتركزت الأسئلة على "ما إذا كان للمركز علاقة بالسلطة الفلسطينية". وأكد سرور "أن المركز خاص ومسجل كشركة غير ربحية ولا يرتبط بأي جهة مهما كانت". ودانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي قرارات الإغلاق. وقالت عشراوي في بيان " تتعمد إسرائيل إكمال التطهير العرقي للفلسطينيين في القدس مع استهداف جميع جوانب الحياة الفلسطينية هناك وفي جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة". واستنكرت وزارة الإعلام الفلسطينية ونقابة الصحفيين الفلسطينيين والمركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" وغيرها من المؤسسات القرار الإسرائيلي.-(وكالات)اضافة اعلان