اختبار أميركي

معاريف كوليت افيتال 25/1/2021 المسافة والانشغال بالمشاكل الداخلية يمنعانا من ان ندرك حتى النهاية عمق المأساة الاميركية وحجم المخاطر التي تواجه هذه الايام الولايات المتحدة والمجتمع الاميركي. فالرفض الثابت للرئيس المنصرف ترامب قبول نتائج الانتخابات، مئات الرسائل الكاذبة والتحريضية التي نشرها كل يوم في الشبكات الاجتماعية وبالأساس حملة التحريض التي دفعت الجماهير الى تلة الكابيتول – كل هذا سيبقى يؤثر على المجتمع الاميركي، حتى في الايام ما بعد تنصيب الرئيس بايدن. مصادر مصداقة في الولايات المتحدة تروي عن وجود تنظيم سري منظم جيدا يواصل العمل تحت السطح والتخطيط لخطواته التالية. هذا العنف يهدد مجرد الديمقراطية في الولايات المتحدة. يبدو أن ثمة من يخشى هذه الايام على حياة الرئيس المنتخب، على حياة فريقه وعلى حياة اعضاء الكونغرس ممن يساعدون في محاولات عزل الرئيس المنصرف ترامب. ان لموجات العنف التي تعصف بالولايات المتحدة، لعجزها حتى الآن في معالجة وباء الكورونا والازمة الاقتصادية العميقة يوجد منذ الان، وبالتأكيد ستكون في المستقبل ايضا، تداعيات على العالم بأسره. هذا الوضع يجب أن يقلق الجمهور الاسرائيلي ايضا، الذي حذار عليه أن يركز فقط وحصريا في المسألة التي يطرحها المحللون بلا انقطاع: هل سيكون بايدن جيدا أم سيئا لاسرائيل. كل من تابع الحياة السياسية طويلة السنين لبايدن، منذ عهده كسناتور شاب وحتى هذه الايام، يعرف انه صديق حقيقي لاسرائيل. مهما يكن من أمر، فان كل حكومة تتشكل في اسرائيل بعد الانتخابات سيتعين عليها أن تعمل بكد على اصلاح العلاقات مع الحزب الديمقراطي. وحقيقة أن بايدن هو صديق لا تعني ان عليه أن يلبي كل امانينا وكان يحقق كل احلامنا. مشاكل عديدة وعسيرة تتراكم على طاولة الرئاسة. وهذه تحتاج الى العناية العاجلة والنزيهة. أولا وقبل كل شيء مطلوب رأب الصدوع العميقة في الشعب الاميركي قدر الامكان. فالترامبية ستستمر حتى بعد ترامب. اما المواضيع الخارجية، مثل أزمة المناخ، العلاقات مع روسيا والصين، النووي الايراني ومشاكل الشرق الاوسط – فكل هذه سيتعين عليها ان تنتظر اياما افضل. اولئك منا ممن يؤمنون بان الحل العادل للنزاع بيننا وبين الفلسطينيين حيوي بل ويسبق توسيع علاقاتنا مع العالم العربي – يتعين عليهم ان ينتظروا بصبر. فقلب بايدن في المكان الصحيح. الفريق المتصدر، المسؤول عن مجالات العمل المختلفة هو من افضل اصدقاء اسرائيل، ومع حلول الوقت سيكون ممكنا الاستنتاج بان اسرائيل ستعود الى طاولة المداولات كجزء من سياسة خارجية اميركية سوية واكثر نزاهة، تنسجم مع انماط السلوك الدولية. حتى ذلك الحين نأمل بان يؤدي الاجماع العالمي بالنسبة لحل الدولتين الى تعزيز مؤيدي السلام في اوساط الاسرائيليين والفلسطينيين. وفي هذه الاثناء تعالوا نصلي لسلام اميركا.اضافة اعلان