ارتفاع الأسعار.. مصدر قلق في رمضان

متسوقون في أحد المراكز التجارية بعمان-(تصوير- ساهر قدارة)
متسوقون في أحد المراكز التجارية بعمان-(تصوير- ساهر قدارة)

طارق الدعجة

عمان- فيما يواصل الناس شراء السلع الغذائية والاساسية لشهر رمضان المبارك الا أن أسعار بعضها ما يزال مرتفعا بشكل واضح.

اضافة اعلان


الزيوت والدواجن والسكر والارز والحليب المجفف وانواع من المعلبات واصناف من الخضار الاساسية مثل البندورة والبطاطا والباذنجان أبرز السلع الاساسية التي طالها ارتفاع ملحوظ خلال العام الحالي.


وتفاقمت أزمة ارتفاع الأسعار واختناق سلاسل توريد السلع الغذائية والأساسية بشكل ملحوظ في الأسواق والبورصات العالمية منذ بداية جائحة فيروس كورونا وتعمقت اكثر مع الازمة الروسية الاوكرانية.


وقال رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك د. محمد عبيدات ان "الجمعية تلقت امس العديد من شكاوى المواطنين بخصوص وجود استياء عام من ارتفاع الاسعار لمعظم السلع الاساسية والغذائية في ظل ثبات الدخل ما يعكر مزاجهم اثناء التسوق".


وأشار عبيدات الى استمرار رصد الجمعية وجود اختراقات للسوف السعرية التي وضعتها الحكومة لمادتي الدجاج والزيوت داعيا الى ضرورة تشديد الرقابة على الاسواق وعدم التهاون بايقاع اشد العقوبات بحق من يتلاعب بالأسعار ويستغل احتياجات المواطنين.


وأوضح عبيدات ان سلة غذاء المواطنين تقلصت بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع اسعار السلع الاساسية مثل اصناف من الخضار والدواجن واللحوم والزيوت والمعلبات والحليب والسكر والارز.


وجدد عبيدات دعوة المواطنين الى مقاطعة السلع التي يطرأ عليها ارتفاعات اضافة الى عدم التهافت على شراء السلع تجنبا لزيادة اسعارها بشكل غير مبرر.


وقال مدير عام سلسلة مراكز تجارية نبيل الفريد إن اي ارتفاعات بالأسعار تعكر مزاج التاجر والمتسوقين في آن واحد مبينا ان زيادة الاسعار تتطلب من التاجر تأمين اموال اضافية للحفاظ على نفس الكميات المعروضة داخل المراكز التجارية.


وأشار الفريد الى تواصل نشاط الحركة التجارية بالأاسواق مؤكدا توفر خيارات وبدائل متعددة من السلع الواحدة امام المواطنين بأسعار متفاوتة مؤكدا ان مستويات الاسعار محليا تعتبر اقل من دول المنطقة.


وأكد الفريد وجود منافسة قوية بين اصحاب المراكز التجارية من خلال العروض المخفضة التي يتم الاعلان عنها لتصب في صالح المواطنين وتشمل حزمة من السلع الاساسية والغذائية ذات جودة عالية وفترة صلاحية طويلة.


ولفت الى حدوث ارتفاع على حزمة من السلع الاساسية والغذائية خلال الفترة الماضية خصوصا لمادة الزيوت والمعلبات والسكر والارز والتونة والحليب المجفف جراء ارتفاع اسعارها بالأسواق العالمية.


وقال الناطق الاعلامي في المؤسسة الاستهلاكية المدنية محمد القيسي إن "الحركة التجارية في اسوق المؤسسة ما تزال متواصلة لكنها اقل من الايام الماضية التي شهدت اقبالا من قبل المواطنين".


وأشار القيسي الى ان اسواق المؤسسة شهدت خلال الاسبوعين الماضيين اقبالا كبيرا من قبل المواطنين على شراء سلع اساسية وغذائية نظرا لانخفاض اسعارها بنسب تصل الى 25 % مقارنة بالمراكز التجارية الاخرى خصوصا للزيوت والارز والمعلبات والسكر والحليب.


وجدد القيسي التأكيد على توفر مخزون مريح لدى المؤسسة من مختلف السلع مشيرا الى ان عمليات التوريد من قبل المصانع والتجار لمستودعات المؤسسة مستمرة.


وتوقع القيسي ان تنشط اسواق المؤسسة خلال الاسبوعين المقبلين خصوصا مع إلغاء الحظر بكافة اشكاله وعودة المناسبات الاجتماعية واقامة الولائم.


وكان نقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق أقر في تصريحات سابقة بوجود ارتفاعات على أسعار العديد من المواد الغذائية المتداولة بالسوق المحلية، مرجعا ذلك لارتفاع أثمانها عالميا.


وقال الحاج توفيق إن ارتفاع الأسعار غير مرتبط بتبعات الأزمة الروسية الأوكرانية وبدأ مع تعمق أزمة جائحة فيروس كورونا وشح المحاصيل في دول المنشأ.


وأضاف أن الارتفاع طال الزيوت النباتية والأرز والسكر والقهوة والحليب البودرة وأصنافا أخرى عديدة مدعما ذلك بالعديد من المؤشرات التي صدرت أخيرا عن منظمة الأغذية العالمية (الفاو).


وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار طال كذلك الدجاج المجمد المستورد والعدس المجروش والعدس الحب والبرغل والفاصوليا والشعيرية والمعكرونة والسمك وغالبية أصناف اللحوم الحمراء المبردة والمجمدة.


وقال استاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك، قاسم الحموري، تراجع القدرة الشرائية لدى الموطن خلال السنوات الاخيرة بشكل واضح جراء تباطؤ الاقتصاد على مدى اكثر من 10 اعوام بحيث ان معدلات النمو كانت حول 2 % وهي اقل من الزيادة السكانية.


واضاف الحموري ان جائحة فيروس كورونا التي ادت ايضا الى ارتفاع كلف الشحن عالميا وخلل في سلاسل التوريد ما انعكس على زيادة مستويات الاسعار بالسوق المحلية وتعمقت اكثر مع الازمة الروسية الاوكرانية.


واوضح الحموري ان ثبات دخل المواطن وارتفاع اسعار السلع ادى الى ضعف بالقدرة الشرائية مشيرا الى اغلاق منشآت بسب ضعف الإقبال عليها وهذا يؤثر على تباطؤ عجلة الاقتصاد وزيادة معدلات البطالة.


وأشار الحموري الى وجود ادوات لدى المواطنين للتخفيف من حدة ارتفاع الاسعار من خلال التسوق الذكي وتتبع العروض والبحث عن بدائل للسلع التي تشهد ارتفاعات كبيرة في مستوياتها.


وشدد على ضرورة تكثيف مبدأ التكافل الاجتماعي خصوصا خلال شهر رمضان المبارك في ظل وجود اسر لا تمتلك دخل يكفي لشراء احتياجات الاساسية من الغذاء.

إقرأ المزيد :