ارتفاع الإصابات بـ"أوميكرون".. تحذيرات من انعكاسات سلبية على الحياة العامة

محمود الطراونة

عمان- اعتبر خبراء أوبئة ان الاسبوع المقبل سيحفل بالإصابات، بعد ارتفاع نسب الاصابة بمتحور اوميكرون، ما يستدعي إجراء سلسلة قرارات حكومية، وفقا لتغير المؤشرات الوبائية، فيما حذروا من تزامن هذه الارتفاعات، مع عودة التعليم الوجاهي، ما سيؤدي لتفاقم الانتشار الوبائي على نحو كبير، وهو ما يستدعي، إعادة تأجيل موعد الفصل الدراسي.

اضافة اعلان


وقال هؤلاء في تصريحات منفصلة لـ"الغد"، إن تأثيرات أوميكرون ستنعكس في سائر القطاعات الطبية والاقتصادية والاعمال والخدمات، بسبب الاعداد الكبيرة من المصابين المعزولين في منازلهم.


واعتبروا ان تأخير الفحوصات لثلاثة ايام بسبب عطل في برنامج قراءة الفحوصات، سيسهم بارتفاع الاصابات، لأن المعدل اليومي يقارب الـ20 الف اصابة، وبالتالي ستنتشر الاصابات دون معرفة المصابين بإصابتهم.


واشاروا الى ان النتائج التي ستصدر، تجميعية وليست ذروة الموجة التي يتوقع بان تكون في النصف الثاني من الشهر الحالي، ما يرتب استحقاق اعادة النظر في موعد عودة الدراسة لطلبة المدارس، والتي ستكون في منتصف الذروة التي تمتد غالبا بين أسبوع و10 ايام.


وحث الخبراء الحكومة على زيادة الفحوصات، واجراء مسح شامل للتأكد من مدى انتشار أوميكرون محليا، فضلا عن توسيع المنظومة الصحية لاستقبال اعداد كبيرة من المصابين، وسط توقعات بارتفاع المؤشرات الوبائية، ومنها زيادة الدخولات للمستشفيات وغرف العناية الحثيثة.


وفي السياق، قال مستشار رئاسة الوزراء مسؤول ملف كورونا الدكتور عادل البلبيسي لـ"الغد" ان اوميكرون لا يعطل الحياة اليومية، لافتا الى انه لم يرصد توقف أي مؤسسة عن عملها بسبب انتشاره.


واضاف البلبيسي أن الانتشار الحالي متوقع ولا يؤثر في ديمومة العمل او غياب الموظفين، بخاصة الكوادر الصحية، موضحا بأن وزارة الصحة لديها الخطط الكفيلة لمواجهة اي ارتفاعات كبيرة، من بينها العمل بنظام المناوبات، والدوام الجزئي.


ولفت الى انه يجري تحديد نسبة غياب الكوادر الصحية والمعلمين والمدرسين وفقا لحالتهم الصحية، نافيا اكتشاف إصابتين من المتحور المعدل، وأما "المتحور الفرعي (بي ايه 2)، لانه موجود لدينا منذ زمن، ولا يؤثر على حجم الارتفاعات او الخريطة الوبائية".


عضو المركز الوطني لحقوق الانسان رئيس لجنة الصحة الدكتور ابراهيم البدور قال لـ"الغد" "إذا اردنا معرفة نسبة الانتشار الفعلية علينا اجراء مسح عشوائي وفحوصات عشوائية وغير موجهة، وزيادة اعداد الفحوصات"، لافتا الى انه "كلما ارتفع عدد الفحوصات زادت اعداد الاصابات والنسب الايجابية".


وقال ان "جميع الاردنيين سيصابون بمتحور اوميكرون، ذلك ان الفيروس سريع الانتشار، واعداد المطعمين بالجرعة المعززة لا يتجاوز الـ1 % من السكان، اي نحو 400 الف شخص".


وبين ان جرعتي المطعوم لا تحميان بأكثر من نسبة 30 %، فيما سيصاب نحو 70 % بالمتحور الجديد، مشددا على ضرورة زيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات والتشديد على الاشتراطات الصحية كالكمامة والتباعد، وايجاد خطط بديلة في حال حدوث ارتفاع الكبير بالاصابات.


من جهته، قال خبير الاوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني "نحن في الاسبوع الوبائي الخامس، والرابع من الموجة الرابعة، متوقعا ارتفاع حجم الاصابات لتتراوح بين 25 و30 الف اصابة يوميا".


ولفت المعاني إلى أن الاسبوع الوبائي الحالي شهد ارتفاعات كبيرة من حيث المؤشرات الوبائية ودخولات المستشفيات، وارتفاع النسب الايجابية الى حاجز 30 %، فضلا عن وصول الحالات النشطة الى نحو 100 الف اصابة".


وبين ان ارتفاع الاصابات الحالي "لا يعكس الوضع الوبائي الحقيقي، نظرا لانخفاض اعداد الفحوصات مقارنة مع حجم الانتشار"، لافتا الى اهمية اجراء فحوصات عشوائية بأعداد كبيرة.


وعبر عن اعتقاده أن المواطنين "يعزفون عن اجراء الفحوصات بسبب الاعراض الخفيفة للمتحور اوميكرون، والتي تتشابه مع نزلات البرد والانفلونزا الموسمية واعراض الرشح، فضلا عن خوف المواطنين من عزلهم بين 7 الى 10 ايام في منازلهم".


وقال إن تأخير ظهور البيانات للفحوصات بسبب الخلل في قراءتها يشير الى انعكاسات كبيرة على الوضع الوبائي من حيث اصابة 20 الف شخص يوميا بدون معرفتهم، وسرعة الانتشار الناجمة عن ذلك.


وبين ان على الحكومة تسريع وتيرة التطعيم وتعزيز العمل بالاشتراطات الصحية، ومنع الحفلات والتجمعات الكبيرة، فضلا عن التوعية بأهمية اجراءات الوقاية.


ودعا الى ضرورة تأجيل بدء الفصل الدراسي الثاني لطلبة المدارس، لانه "يأتي في ظل ذروة الموجة الرابعة، ما يساهم في سرعة الانتشار، وتعديل البروتوكولات فضلا عن ضرورة توفير الادوية المضادة للفايروسات والعلاجات الجديدة للمواطنين.


ولفت الى ان النتائج التي ستصدر عن وزارة الصحة للفحوصات هي نتائج تجميعية ولا تمثل ذروة الموجة التي يتوقع ان تكون في النصف الثاني من الشهر الحالي، وهو ما يرتب استحقاق اعادة النظر في موعد عودة الدراسة لطلبة المدارس، والتي ستكون في منتصف الذروة، وغالبا ما تمتد بين اسبوع و10 ايام.


وكان وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول أكد وصول نسبة التطعيم في المملكة الى 53 %.


غير ان مصدرا مطلعا رفض الكشف عن اسمه، أكد لـ "الغد" ان 70 % من الاردنيين حاصلون على المطعوم، فيما يحتاج الأمر إلى تكثيف الاجراءات على المقيمين من غير الاردنيين والوافدين واللاجئين للتطعيم؛ لأنهم يشكلون فرق النسبة بين المطعمين وغير المطعمين، وهو ما يوجب التنبه له من المؤسسات الرسمية.

إقرأ المزيد :