استراتيجية "العين بالعين" الإيرانية في الخليج

قارب تابع للبحرية الإيرانية يقوم بأعمال الدورية في مياه الخليج - (أرشيفية)
قارب تابع للبحرية الإيرانية يقوم بأعمال الدورية في مياه الخليج - (أرشيفية)
ترجمة: علاء الدين أبو زينة روبن رايت* - (ذا نيويوركر) 19/7/2019 في 4 تموز (يوليو) 1982، قام أفراد من ميليشيا يمينية مسيحية بإيقاف سيارة تحمل لوحات دبلوماسية وتحمل مبعوثين إيرانيين كباراً خارج بيروت. ومن بين الركاب الأربعة كان أحمد موتيفاسيليان، الملحق العسكري في السفارة الإيرانية في لبنان، كما أنه بطل معروف جداً من أبطال الحرب الإيرانية-العراقية. وكان قد أشرف أيضاً على نشر أكثر من ألف عنصر من قوات الحرس الثوري الإيراني، رداً على غزو إسرائيل للبنان قبل أربعة أسابيع. وتم العثور على سيارة الدبلوماسيين الإيرانيين في وقت لاحق مهجورة. وناشدت إيران مطالِبة بتحرك دولي -خاصة من الميليشيات المسيحية وحلفائها في الولايات المتحدة وإسرائيل- للعثور على الرهائن الإيرانيين. ولم يحدث شيء. وفي 19 تموز (يوليو)، اختطف مسلحون ديفيد دودج، القائم بأعمال رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، من أرض الحرم الجامعي المطل على البحر الأبيض المتوسط. وكان دودج أول رهينة أميركي يُختطف في بيروت. وأمضى سنة بالضبط، في سجن إيراني. وتدخلت سورية للمساعدة على تحرير دودج، في ما كان في جزء منه محاولة للتقرب من الولايات المتحدة في لحظة ضعف لدمشق. كان ذلك التعامل بطريقة "العين بالعين" بين إيران والولايات المتحدة بداية لقصة الرهائن الطويلة التي شملت المزيد والمزيد من الضحايا خلال العقد التالي. كما وسم هذا النهج استراتيجية إيران الثورية في التعامل مع ما تعتبره تهديدات. وقال لي وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف يوم الخميس قبل الماضي في نيويورك: "نحن نرد دائماً". والدرس هو، كما قال: "لا تلعبوا مع إيران". منذ 3 أيار (مايو)، واجهت الولايات المتحدة أيضاً جولة أخرى من التوترات مع الجمهورية الإسلامية. وأصبحت الدولتان عالقتين مرة أخرى في حلقة أخرى من دوامة "العين بالعين" المقلقة. ويوم الخميس، 18 تموز (يوليو)، دمرت البحرية الأميركية طائرة إيرانية من دون طيار فوق مضيق هرمز ذي الأهمية الاستراتيجية. وكانت الطائرة من دون طيار على بعد ألف قدم من السفينة البرمائية الهجومية "يو. أس. أس. بوكسر"، وتجاهلت النداءات المتكررة التي طالبتها بالابتعاد، كما قال الرئيس ترامب. وأضاف ترامب: "هذا هو العمل الأحدث من العديد من الأعمال الاستفزازية والعدائية التي تقوم بها إيران ضد السفن العاملة في المياه الدولية. إن الولايات المتحدة تحتفظ بالحق في الدفاع عن أفرادنا ومنشآتنا ومصالحنا، وتدعو جميع الدول إلى إدانة محاولات إيران تعطيل حرية الملاحة والتجارة العالمية". ويتم شحن ما يقرب من ثلث النفط المنقول بحراً في العالم عبر المضيق، الذي يقع جزء منه في المياه الإقليمية الإيرانية. يوم الجمعة، 19 تموز (يوليو)، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن احتجاز ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني وتبحر في الخليج بسبب عدم امتثالها "للقوانين واللوائح البحرية الدولية". وقال مالك السفينة إنه لم يتمكن من الاتصال بـ"سينتا إمبيرو" وطاقمها المكون من 23 رجلاً منذ أن كانت محاطة بسفن مجهولة الهوية وطائرة هليكوبتر. وصرح مسؤولون أميركيون لشبكة "سي. إن. إن" بأن إيران استولت أيضاً على ناقلة نفط ثانية، هي "إم. في مسدار" التي ترفع العلم الليبيري، يوم الجمعة. وجاءت الأزمة الأخيرة في الخليج في أعقاب قيام بريطانيا باحتجاز ناقلة إيرانية قبالة جبل طارق في الرابع من تموز (يوليو). وادعت بريطانيا أن الناقلة "غريس-1" كانت تنقل النفط إلى سورية في انتهاك للعقوبات الأوروبية. وجاءت الإجراءات البريطانية في أعقاب قرار قضائي صدر يوم الجمعة في جبل طارق، وهو إقليم بريطاني، بتمديد احتجاز الناقلة "غريس-1" لمدة ثلاثين يوماً أخرى. تشكل هذه التطوراً تصعيداً خطيراً للتوترات بين إيران والغرب، وربما تهدد أمن ناقلات تصدير النفط عبر المضيق. وعلى النقيض من الولايات المتحدة، استمرت بريطانيا حتى الآن في احترام الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في العام 2015، وحاولت التوسط في التوصل إلى صفقة يمكن بها التحايل على العقوبات الأميركية العقابية ضد إيران. وقال الرئيس ترامب للصحفيين بعد ظهر يوم الجمعة قبل الماضي: "يُظهر هذا (احتجاز الناقلة البريطانية) ما أقوله عن إيران. المتاعب. لا شيء سوى المتاعب. إنه يظهر لكم أنني كنت على صواب بشأن إيران". تلقي إدارة ترامب باللوم على إيران في التوترات الأخيرة، بما في ذلك الهجمات التي تعرضت لها ست ناقلات أجنبية خارج مضيق هرمز، في خليج عمان. وفي 20 حزيران (يونيو)، أسقطت إيران طائرة أميركية من دون طيار بصاروخ أرض-جو. وزعمت أن الطائرة المسيَّرة -من طراز "غلوبال هوك"، وهي واحدة من أكبر الطائرات في الأسطول الأميركي- كانت في المجال الجوي الإيراني؛ وتم استرداد أجزاء كبيرة من حطامها في المياه الإيرانية، في حين ادعت الولايات المتحدة أن الطائرة كانت تطير في المجال الجوي الدولي. وقيل إن ترامب وافق على توجيه ضربة انتقامية إلى بطاريات الصواريخ الإيرانية المرتبطة بإسقاط الطائرة المسيَّرة، لكنه تراجع بعد ذلك بسبب احتمال مقتل العشرات من الإيرانيين في الضربة. مع ذلك، كان الذي بدأ دورة الصراع الحالية من وجهة نظر إيران هو ترامب في أيار (مايو) من العام الماضي، عندما سحب الولايات المتحدة من صفقة نووية تاريخية تم إبرامها مع إيران وتوسطت فيها القوى الست الكبرى في العالم -بعد عامين من الدبلوماسية الشاقة- في منتصف العام 2015. وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، أعاد ترامب فرض العقوبات الاقتصادية التي كان قد تم رفعها كحافز لإيران للحد من برنامجها النووي المثير للجدل. وتعهدت الإدارة الأميركية الآن بقطع جميع صادرات النفط الإيرانية -إلى الصفر- لإجبارها على تقديم المزيد من التنازلات بشأن برنامجها النووي ودعمها للجماعات المتطرفة، وتطوير الصواريخ، والتدخل في الشرق الأوسط، وانتهاكات حقوق الإنسان فيها. وردت إيران بالتعهد بأن تجعل الآخرين يعانون إذا لم يُسمح لها بتصدير النفط، وهو القطاع الحاسم لاقتصادها. تشكل هذه أزمة "الدجاجة والبيضة" الأحدث فقط بين البلدين. وكانت الديناميات نفسها قد عملت مراراً وتكراراً في مواجهات إيران مع الخصوم الإقليميين والدوليين منذ ثورة العام 1979. وما تزال بعض هذه النزاعات مستمرة؛ وقد أضاف كل منها طبقة تزيد من تعقيد حل أي منها. في تسعينيات القرن الماضي، استمرت إيران في المطالبة بالحرية لدبلوماسييها المفقودين في لبنان. وفي الوقت نفسه، ظل الأميركيون يختفون في شوارع بيروت. ويعتقد الكثير من المسؤولين الأميركيين أن وكلاء إيران هم الذين كانوا يقومون بعمليات الاختطاف. وفي العام 1988، عرض علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الرئيس القوي للبرلمان الإيراني في ذلك الحين، مقايضة -أن يعود الإيرانيون الأربعة المفقودون في مقابل عودة الرهائن الأميركيين التسعة في لبنان. وقال في خطبة لصلاة الجمعة: "إذا كنتم مهتمين بإطلاق سراح جماعتكم المحتجزين كرهائن في لبنان، فعليكم إخبار الكتائب (المسيحية) بالإفراج عن أفرادنا الذين ما يزالون في أيديهم منذ سنوات، والذين ليست لدينا أي أخبار عنهم". وفي العام 1990، التزم الرئيس جورج بوش الأب بالمساعدة على تحديد مكانهم. وقال عن الإيرانيين: "هذا شيء يشعرون بشدة إزاءه. إنه شيء أود أن أفعله. وأعتقد أنهم سيعتبرون ذلك بادرة حسن نية"، والتي يمكن أن تدفع بطهران إلى المساعدة على إطلاق سراح آخر الأميركيين المحتجزين في لبنان. كانت استراتيجية "العين بالعين" الإيرانية واضحة بشكل خاص خلال حربها التي دامت ثمانية أعوام مع العراق. في العام 1981، فتح الرئيس العراقي صدام حسين جبهة جديدة بشن غارات جوية على ناقلات النفط الإيرانية في الخليج. وفي العام 1984، ذهب شوطاً أبعد، فضرب جزيرة خرج، وهي محطة النفط الإيرانية الرئيسية في الخليج، والعديد من الناقلات. وشرعت إيران، التي كانت قد ضبطت نفسها حتى ذلك الحين، في رد الضربات. وأصبحت "حرب الناقلات" تشكل تهديداً للطاقة الدولية. وتم امتصاص الولايات المتحدة إلى المعمعة لحماية السفن التي تنقل نفط صدام حسين -ولم يكن ذلك بلا ثمن. في العام 1987، قصفت الطائرات الحربية العراقية عن طريق الخطأ السفينة الأميركية "يو. أس. أس. سترايك" بينما كانت تقوم بدورية في الخليج نيابة عن العراق. وقُتل سبعة وثلاثون بحاراً أميركياً. وبحلول نهاية الحرب في العام 1988، كان العراق قد ضرب أكثر من مائتين وثمانين ناقلة إيرانية. وضربت إيران في المقابل 168 ناقلة تتعامل مع العراق أو مع حلفائه العرب في الخليج. وساد النمط نفسه بين الدولتين خلال ما يسمى حرب المدن. كان حسين قد توقع انتصاراً عسكرياً سريعاً ضد إيران، بالنظر إلى أن جيش الشاه كان قد دُمر بعد الثورة. ومع استمرار الحرب -في نهاية المطاف، لمدة ثمانية أعوام- بدأ العراق يستهدف المدن الإيرانية وراء الخطوط الأمامية، مثل طهران وأصفهان وشيراز وتبريز. وكنتُ قد غطيت تلك الحرب وأتذكر الصواريخ القادمة، وصفوف الأكياس الرملية المرتفعة عالياً أمام المنازل والشركات، والشريط اللاصق على النوافذ لتقليل تأثير الانفجارات. وردت إيران بالمثل. وبحلول العام 1988، كان العراق قد أطلق أكثر من خمسمائة صاروخ على المناطق المدنية الإيرانية. وأطلقت إيران في المقابل مائة وسبعة عشر صاروخ "سكود" على المدن العراقية، وخاصة بغداد وكركوك والبصرة. ومات مئات الآلاف على جانبي الصراع من هذه الهجمات. وفي المجموع، سقط أكثر من مليون ضحية. وقال لي ظريف الأسبوع الماضي: "نحن نقول، يمكنكم أن تبدؤوا حرباً، لكنكم لن تكونوا الطرف الذي ينهيها". وقد تكرر هذا النمط خلال التدخل الأميركي في أفغانستان، بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) من العام 2001، والغزو الأميركي للعراق في العام 2003. ورأت طهران في نشر عشرات الآلاف من جنود القوات الأميركية على حدودها الغربية والشرقية تهديداً لأمنها. وفي كلا البلدين، قيل أن إيران قدّمت العتاد -لا سيما العبوات المتفجرة المرتجلة- للمتمردين كوسيلة ضغط لإجبار الولايات المتحدة على الانسحاب. وعلى الرغم من أن ذلك كلف أرواحاً أميركية، فإن الدعم العسكري لم يكن كافياً بالنسبة لواشنطن لتبرير غزو إيران. وزعمت إدارة ترامب أن إيران كانت مسؤولة عن مقتل أكثر من ستمائة أميركي في العراق. في التعامل مع الجمهورية الإسلامية، يكمن التحدي في العثور على المفتاح لكسر دائرة "العين بالعين". لدى الإيرانيين تاريخ طويل، وذكريات طويلة. وقال ظريف في الجلسة الثانية التي حضرتها مع مجموعة صغيرة من الصحفيين يوم الخميس قبل الماضي: "سوف ننجو ونبقى على قيد الحياة، وسنزدهر بعد فترة طويلة من رحيل الرئيس ترامب. خانات الزمن لدينا تُقاس بآلاف السنين". حتى مع تصاعد التوترات، يبدو أن اللاعبين الرئيسيين في كل من واشنطن وطهران مهتمون بمنع اندلاع الحرب. وذكرت مجلة "بوليتيكو" الأسبوع الماضي أن الرئيس وافق (خلال لعبة غولف في عطلة نهاية الأسبوع) على اقتراح من السناتور راند بول (من كنتاكي)، بمقابلة ظريف خلال زيارته للأمم المتحدة. لكن ترامب تراجع تحت تأثير المزيد من النصائح المتشددة، لا سيما من مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، الذي كان قد دافع عن تغيير النظام في طهران قبل توليه منصبه الحالي في البيت الأبيض. وعادة ما يجتمع ظريف، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، بأعضاء حاليين وسابقين في مجلس الشيوخ أو مجلس النواب خلال زياراته للأمم المتحدة. ويوم الخميس، أقر بأنه التقى مرة أخرى بأعضاء من الكونغرس، لكنه رفض ذكر أسمائهم أو تأكيد أنه قابل بول. كما صرح بمديح نادر للرئيس. وقال: "أعتقد أننا كنا على بعد دقائق قليلة من الحرب بعد أن أسقطت إيران طائرة أميركية من دون طيار الشهر الماضي. لكن الحكمة سادت، ونحن لا نتقاتل الآن. وهذا يعطينا سبباً لكي نكون متفائلين. إذا عملنا، إذا كنا جادين، فسوف يمكننا عندئذٍ العثور على طريق للمضي قدماً". عرض ظريف الخطوط العريضة لاتفاق مُقترح لإنهاء المأزق الدبلوماسي: ستكون إيران على استعداد للتوقيع على "البروتوكول الإضافي"، الذي يوفر للوكالة الدولية للطاقة الذرية المزيد من الأدوات للتحقق من استخدام إيران السلمي للمواد النووية. وسيوفر ذلك طريقة لمعالجة المخاوف بشأن ما يسمى "شروط الغروب" المتضمنة في الاتفاق النووي للعام 2015، والتي ترفع القيود المفروضة على برنامج إيران. وقال ظريف إن الولايات المتحدة سترفع، في المقابل، العقوبات الاقتصادية عن إيران، حتى إذا لم توقع مرة أخرى على الاتفاق النووي الأصلي. في الواقع، سوف تنسخه الترتيبات الجديدة وتحل محله. مع ذلك، لا يغطي اقتراح إيران القضايا الأخرى التي تريد إدارة ترامب معالجتها -دعم طهران للحركات المتطرفة، والتدخل في الشرق الأوسط، واختبارات الصواريخ وانتهاكات حقوق الإنسان. كما أن المبادرة لا تنزع فتيل القضايا الأخرى، وبشكل أقل نقاط الوميض المتبقية من الماضي. لم يتم العثور أبداً على الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين اختفوا في بيروت، لكن إدارة بوش حققت فعلاً في القضية. وخلصت -ونقلت استنتاجها إلى إيران- إلى أن الرجال أعدِموا على يد الميليشيات المسيحية، كما أخبرني دبلوماسيون أميركيون. ولكن، من دون الجثث، رفضت إيران تصديق أن الرجال ماتوا. ويتم الآن إحياء ذكرى اختفائهم سنوياً في الرابع من تموز (يوليو) في إيران؛ وقد تعددت نظريات المؤامرة حول مصيرهم بمرور الوقت. وادعى المسؤولون الإيرانيون حتى وقت قريب أن الميليشيا المسيحية سلمت الرجال إلى إسرائيل، حيث تم سجنهم منذ العام 1982. وهذا الشهر، في الذكرى السابعة والثلاثين لاختطافهم، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بياناً ألقت فيه باللوم على الولايات المتحدة، جزئياً، في مصيرهم. وقال البيان: "بما أن لبنان كان تحت الاحتلال الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة في ذلك الوقت، فإن إيران تعتبر النظام الصهيوني ورعاته مسؤولين قانونياً وسياسياً عن الاختطاف". وإذن، إذا لم يكن بالإمكان حل قضية واضحة ومباشرة من هذا النوع، فإن من الصعب تصور إحراز تقدم وشيك في المشاكل الأثقل بكثير -البرامج النووية، وسلامة إمدادات الطاقة في العالم، والصراعات الإقليمية- التي دفعت الولايات المتحدة خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى إرسال المزيد من القوات والسفن الحربية والقاذفات إلى المنطقة الأكثر تقلباً واضطراباً في العالم. *كاتبة مساهمة في مجلة "ذا نيويوركر" منذ العام 1988. وهي مؤلفة كتاب "هز القصبة: الغضب والثورة عبر العالم الإسلامي". *نشر هذا التقرير تحت عنوان: Iran’s Eye-for-an-Eye Strategy in the Gulfاضافة اعلان