استشهاد فلسطيني والاحتلال يقتحم المدن والقرى الفلسطينية ويشن حملة اعتقالات

517338-01-08
517338-01-08

نادية سعد الدين

عمان - استشهد شاب فلسطيني، أمس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بينما تقاطر المستوطنون المتطرفون في مجموعات كبيرة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك وتنفيذ جولات استفزازية داخل باحاته، والاعتداء على المصلين الذين تدافعوا لنصرة المسجد والدفاع عنه.اضافة اعلان
وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، إن "الشاب الفلسطيني حبيب المصري (24 عامًا)، استشهد متأثراً بجراحه التي أصيب بها الليلة الفائتة برصاص قوات الاحتلال شمالي قطاع غزة".
وأضاف القدرة، في تصريح له، إن "الشهيد المصري كان قد أصيب برصاصة في منطقة الصدر؛ قبل أن ينقل بحالة حرجة جداً إلى المشفى الطبي في غزة ويُفارق الحياة".
وأفاد بأن "شابين فلسطينيين أصيبا أيضاً برصاص قوات الاحتلال، شمال قطاع غزة، فضلاً عن ثلاثة مواطنين شرقي مخيم البريج وسط القطاع"، وذلك خلال قيام قوات الاحتلال بإطلاق نيرانها العدوانية تجاه الشبان المشاركين في فعاليات "الإرباك الليلي" شرقي بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة.
كما شنت طائرات الاحتلال عدة غارات جوية ضد مناطق متفرقة في القطاع، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مواطنين، حيث استهدفت مخيم العودة، ومناطق في وسط القطاع وجنوبه.
من جانبه، أوضح المتحدث باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، بأن "الفعاليات الجماهيرية التي يبدعها الشباب الثائر شرق قطاع غزة، تؤكد قدرتهم المستمرة على الإبداع والصمود، وإصرارهم الكامل على الاستمرار حتى كسر الحصار عن قطاع غزة".
ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من آذار (مارس) الماضي، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.
فيما يقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بعنف، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة، ما أدى لاستشهاد 274 مواطنًا؛ بينهم 11 شهيداً احتجزت جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 31 ألفًا آخرين، بينهم 500 في حالة الخطر الشديد.
على صعيد متصل؛ اقتحمت مجموعات كبيرة من المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة"، تحت حماية قوات الاحتلال، وقاموا بتنفيذ جولات استفزازية داخل باحاته حتى اندحارهم من "باب السلسلة".
ونشرت قوات الاحتلال عديد عناصرها داخل باحات المسجد وبمحيطه لحماية المستوطنين المتطرفين، مما أحدث اشتباكات مع المصلين أثناء التصدّي لعدوانهم والدفاع عن الأقصى.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن قوات الاحتلال اعتقلت سيدة فلسطينية من المسجد الأقصى عقب ملاحقتها في عدة مصليات، وحوّلتها للتحقيق في أحد مراكزها بالبلدة القديمة، كما يخضع حارس المسجد الأقصى، سائد السلايمة، للتحقيق في مركز تابع للشرطة الإسرائيلية.
كما أبعدت قوات الاحتلال رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى، رضوان عمرو، عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع، كما سلّمته استدعاء لمقابلة المخابرات الإسرائيلية أواخر الشهر الجاري، بعدما احتجزته لعدة ساعات في التحقيق، واتهمته "بالإخلال بالأمن العام في الأقصى وباب الرحمة".
وتعقيبًا على القرار، صرّح عمرو عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بأن "ما يجري تفريغ للأقصى بشكل ممنهج من النشطاء والمؤثرين أيًا كان مسماهم أو وظيفتهم".
وقال إن "سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى تدور وتطحن أهل الأقصى كل يوم بشكل متسارع، وإن استمرت على هذا المنوال ستنتهي إدارتنا للمسجد في غفلة من الأمة"، حسب قوله.
فيما استمر عدوان الاحتلال عبر الاعتداء على الطلبة والمعلمين الفلسطينيين في مدرسة النهضة الأساسية بالمنطقة الجنوبية في مدينة الخليل، مما أدى إلى إصابة العديد منهم.
وقد أطلقت قوات الاحتلال وابلًا من قنابل الغاز المُدمع تجاه المدرسة، ما أدى لوقوع حالات اختناق بين الطلبة والمعلمين، حيث قدمت طواقم الإسعاف الفلسطينية العلاج الميداني لعدد من طلبة ومعلمي المدرسة، فيما جرى نقل حالتين إلى المستشفى.
ويُشار إلى أن أكثر من 11 مدرسة في المنطقة الجنوبية بالخليل، تعاني من اعتداءات قوات الاحتلال على الطلبة والهيئة التدريسية، والتنكيل بهم عند الحواجز العسكرية. كما شنت قوات الاحتلال حملة اقتحامات ومداهمات في أنحاء مختلفة من الأراضي المحتلة، مما اسفر عن وقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوف المواطنين الفلسطينيين؛ بينهم أسرى محررون، عقب اقتحام وتفتيش منازلهم.
وطالت الاعتقالات الإسرائيلية عدداً من الفلسطينيين من بلدة بيت فوريك شرقي مدينة نابلس، ومن بلدة الخضر جنوبي بيت لحم، وبيت فجار جنوب شرقي المدينة وبيت جالا غربي بيت لحم، كما اعتقلت عدداً من الشبان الفلسطينيين من القدس المحتلة، عقب اقتحام وتفتيش منازلهم والاعتداء على أسرهم.
وأعادت قوات الاحتلال اعتقال عدد من الأسرى المحررين؛ من جنوبي مدينة نابلس، ومن حي رفيديا غربي المدينة، ومن بيت فجار جنوب شرقي بيت لحم، وقرية أبو شخيدم شمالي مدينة رام الله.