استعراض عضلات

يديعوت أحرونوت

يوسي يهوشع

من يتابع عن كثب الخطوات الاخيرة التي تتخذها إسرائيل في جبهة الجنوب يمكنه أن يلاحظ تطورا واضحا: إسرائيل تشدد الضغط على قطاع غزة وفي واقع الأمر تشير إلى حماس لان السياسة تغيرت. بمعنى ان إسرائيل جاهزة الآن لكل سيناريو، وإذا لم تضع حماس حدا للطائرات الورقية الارهابية – وفورا – فإن الجيش الإسرائيلي لن يتردد في الرد بقوة، حتى بثمن مواجهة اوسع.اضافة اعلان
في اعقاب تواصل إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، قرر وزير الأمن أفيغدور ليبرمان أمس بالتنسيق مع رئيس الاركان غادي أيزينكوت، اغلاق معبر كرم سالم في وجه ادخال الوقود والغاز حتى يوم الاحد القادم. وهذا تشديد للحصار على القطاع بعد أن تقرر في الاسبوع الماضي منع دخول البضائع اليه. وفضلا عن ادخال الدواء والغذاء، الذي يقر بشكل تفصيلي، فإن معبر كرم سالم مغلق عمليا. وبالتوازي، اعلنت السلطات في القاهرة بان معبر رفح سيبقى مغلقا غدا أيضا امام حركة السكان من القطاع. واذا لم يكن هذا بكاف، فقد تقرر أيضا تقليص اضافي لمجال الصيد في القطاع من مدى 6 اميال بحرية إلى 3 اميال بحرية، "في ضوء استمرار محاولات الارهاب من جانب حماس". معنى القرارات واضح: غزة مغلقة تماما من كل الجوانب.
تضاف الخطوات الاخيرة إلى سلسلة اجراءات اتخذتها إسرائيل في الاسبوع الاخير وتتضمن ضمن امور اخرى انتشار بطاريات القبة الحديدة في غوش دان (الذي وسع في الايام الاخيرة إلى مناطق اخرى في منطقة الوسط) وكذا المناورة الكبرى لفرقة 162 في جنوب البلاد للتدرب على احتلال غزة. ليس صدفة ان الجيش الإسرائيلي يحرص على خلق صدى اعلامي واسع حول المناورة: هذه رسالة واضحة لحماس. "4 سنوات بعد الجرف الصامد حين شاركت قوات الفرقة مشاركة فاعلة، فإنها تتدرب الان على الجاهزية لإلحاق الهزيمة بمنظمة الارهاب حماس"، كما جاء على لسان الناطق العسكري. في اطار المناورة توجد قوات الفرقة "في جاهزية قصوى" وتتدرب على "حمل الفرقة إلى مستوى الجاهزية للحرب".
ان تشديد الضغط على حماس واستعراض العضلات الإسرائيلية هي نتيجة لانه رغم وقف النار في نهاية السبت، فإن ارهاب الطائرات الورقية والبالونات الحارقة مستمر: إذا كانت أول من أمس 6 حرائق لحقول في الغلاف، فقد سجل أمس أكثر من 15 تضمنت محاولة أولى لاستخدام "باز مشتعل".
وردا على ذلك اطلق الجيش النار نحو الخلايا المطلقة، ولكن بنية عدم القتل – بل فقط التحذير والردع لحماس التي من جهتها اطلقت صاروخا أول نحو إسرائيل منذ وقف النار. وشغل الصاروخ صافرة الانذار ولكنه سقط في الجانب الفلسطيني. "لن نقبل واقعا يركض فيه المواطنون إلى الغرف الامنية او إلى الملاجئ، هذا أيضا واقع لا يحتمل ونحن لا نعتزم التسليم به"، اوضح وزير الأمن ليبرمان. "آمل ان تستخلص حماس الاستنتاجات واذا لم تستخلص، فستدفع ثمنا باهظا".
اما حماس فسارعت أمس إلى اطلاق تهديد من جانبها إلى إسرائيل: العقوبات الإسرائيلية تعكس النوايا الإسرائيلية لتشديد الحصار على غزة وارتكاب المزيد من الجرائم ضد سكان غزة. على العالم أن يتوقف عن صمته على الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل. ان الاجراءات الانتقامية التي تقوم بها إسرائيل تعكس حجم الظلم والجريمة التي يعيشها قطاع غزة. وستكون لهذا آثار خطيرة وتتحمل إسرائيل المسؤولية".