استفتاءات كرة القدم ما بين الرفض والقبول

استفتاءات كرة القدم ما بين الرفض والقبول
استفتاءات كرة القدم ما بين الرفض والقبول

القاهرة - شئنا أم أبينا فان الاستفتاءات الرياضية السنوية تفرض نفسها على عشاق أي رياضة، وهي بنظر الكثيرين مكافأة لجهد مضني مضى وحافز لعطاء وإجادة مقبلين.

اضافة اعلان

وقد اختار نقاد كرة القدم والعارفون ببواطن أمورها ساحر كرة القدم البرازيلية الجديد رونالدو دي آسيس موريرا الشهير برونالدينيو صانع ألعاب فريق برشلونة الاسباني كأفضل لاعب في العالم في استفتاء الاتحاد الدولي للعبة وجاء من بعده الفرنسي تييري هنري ثم الاوكراني أندري شيفتشنكو.

وشيفتشنكو بالذات نال قبل بضعة أيام لقب أفضل لاعب في أوروبا في الاستفتاء السنوى الذي تجريه مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية.

وفي آسيا اختار خبراء اللعبة الايراني علي كريمي لاعب العام في حين أن الافارقة لم يتفقوا بعد على اسم حتى الان بيد أنهم استبعدوا كل اللاعبين العرب من المنافسة على اللقب.

 ويبدو أن اللقب الافريقي لن يخرج عن العاجي ديدي دروغبا مهاجم تشلسي الانجليزي والكاميروني صامويل إيتو مهاجم برشلونة الاسباني على رغم من دخول النيجيري المخضرم جاي جاي أوكوشا المنافسة بعد فوزه باللقب في إحدى الاستفتاءات المحلية في بريطانيا.

وتبقى الاستفتاءات عملية سهلة نسبيا في الالعاب الفردية لكنها أصعب بكثير في الالعاب الجماعية ولاسيما في كرة القدم، ويرجع ذلك إلى أن قدرة اللاعب على فرض نفسه مرتبطة مباشرة بالنتائج التي يحققها مع زملائه ككل، وفي كل حال فان نتائج الاستفتاءات لا يمكن أن تقنع الجميع ولا تلقى قبولا مطلقا.

وهناك لاعبون يستحقون مكانا في اللوائح التي تصدر في نهاية كل عام لكن عدم تألق فرقهم ومنتخبات بلادهم في المحافل الدولية وغيابها عن الصورة هو الذي يحجب عنهم الفرصة.وليس للنقاد ذنب في ذلك طبعا لانهم لا يقدرون على متابعة كل لاعب في الكون وإنما هم ينتهزون فرصة تواجدهم معا في المسابقات الكبرى ليكونوا أراءهم أو يدلوا بأصواتهم في نهايتها.

واستفتاءات كرة القدم عديدة حتى أنها صارت تقليدا وبات من الصعب بمكان منحها درجة تتناسب وموضوعيتها.

 لكن هذا لا يمنع من القول أن أشهر الاستفتاءات هي تلك التي تجريها مجلة "فرانس فوتبول" المتخصصة التي كانت رائدة في هذا المجال من خلال إتصالاتها بنقاد القارة الاوروبية منذ عام 1956 لاختيار أفضل لاعب أوروبي وبالنقاد الافارقة منذ عام 1970 لاختيار أفضل لاعب في القارة السمراء.

ويرجع سبب تواصلها مع الكرة الافريقية بالذات منذ ذلك التاريخ إلى وجود عدد كبير من الافارقة يلعبون في عداد الاندية الفرنسية منذ زمن بعيد، فضلا عن وجود جالية إفريقية ضخمة في فرنسا مما شجع المجلة على إتخاذ مبادرتها الفريدة.

وإذا ما تناولنا المهاجم الاوكراني أندري شيفتشنكو وصانع الالعاب البرازيلي رونالدينيو وهما نجما هذا العام لثبت لنا مدى المفارقات الكبيرة التي يمكن أن تحدث في مثل هذه الاستفتاءات.  ففي وقت رأى كثيرون أن المهاجم الفرنسي تييري هنري الذي صال وجال مع نادية الانجليزي أرسنال وفاز معه بالقاب عده هو الاجدر بالجائزتين لكنه غاب عن الاثنين معا.

واعتبر محبو هنري ومحبو الكرتين الانجليزية والفرنسية معا أن حصوله على المركز الثاني في استفتاء الاتحاد الدولي لكرة القدم لم ينصفه على رغم تقدمه على شيفتشنكو الذي حل ثالثا عالميا وأولا أوروبيا.

لكن المؤكد أن العروض المخيبة التي قدمها المنتخب الفرنسي في نهائيات كأس الامم الاوروبية التي اقيمت الصيف الماضي في البرتغال أثرت كثيرا على اختيارات النقاد في الاستفتاءين الاوروبي والدولي.

ولو تمكنت فرنسا من الوصول إلى ما هو أبعد مما وصلت إليه في البطولة الاوروبية لارتفع رصيد هنري كثيرا.

أما شيفتشنكو فلم يعتمد فقط على أدائه مع فريقه الايطالي ميلان الذي توج بطلا للدوري في إقناع النقاد بجدارته لانه كان أيضا وراء إقتراب منتخب بلاده جدا من الوصول إلى نهائيات كأس العالم المقبلة المقررة في عام 2006 في ألمانيا.

بيد أن كل هذا لم يمنحه الرصيد الكافي لدى النقاد لاختياره أفضل لاعب في العالم أيضا خصوصا أن بلاده غابت عن نهائيات كأس الامم الاوروبية.

والواقع أن رونالدينيو أستحق عن جدارة لقب أفضل لاعب في العالم على رغم أنه لم يشارك منتخب بلاده الفوز بكأس أمم أميركا اللاتينية (كوبا أميركا) التي جرت هذا الصيف لغيابه عن النهائيات وخوض البرازيل هذه النهائيات بتشكيلة جلها من الاسماء الجديدة.

 لكن أداءه المقنع جدا والذي طور كثيرا من اداء فريق برشلونة بالاضافة إلى قدرة اللاعب نفسه على الابتكار وإمتاع الجماهير والنقاد معا كلها كانت عوامل ساهمت كثيرا في تتويجه ملكا على لاعبي كرة القدم في الكرة الارضية.

وانضم رونالدينيو البالغ من العمر 24 عاما إلى برشلونة في الموسم الماضي آتيا من فريق باريس سان جرمان الفرنسي فغير حال فريقه الجديد تماما وحسن كثيرا من مركزه في الدوري العام الموسم الماضي وواصل تألقه في هذا الموسم وينتظر أن يتوج بطلا لاسبانيا وربما لاوروبا أيضا.

والطريف أن رونالدينيو عرف طريقه إلى الشهرة من القاهرة تحديدا حين قاد منتخب البرازيل إلى الفوز بكأس العالم للناشئين دون 17 عاما التي استضافتها مصر في عام 1997.