اشارة تحذير

يديعوت أحرونوت

شلومو بتركوفسكي  8/8/2017

انتقلت الموجة الحالية من التحقيقات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الآونة الاخيرة إلى مرحلة اخرى. والاحساس لدى الجمهور وفي الساحة السياسية هو أن القضايا المختلفة انتقلت منذ الآن من مرحلة الثرثرة إلى مرحلة التورط الحقيقي. وهكذا القي بيّ في افكاري نحو 15 سنة إلى الوراء، إلى القضايا التي يبدو أننا جميعا تمكنا من نسيانها.اضافة اعلان
رئيس الوزراء كان في حينه ارئيل شارون، الذي رفع إلى منصب رئاسة الوزراء على اجنحة اليمين الايدولوجي، ولا سيما من رجال الاستيطان في يهودا، السامرة وغزة (نعم، في حينه كان ما يزال الاستيطان اليهودي مزدهرا ومنتعشا في قطاع غزة).
اسماء القضايا وكأنها مأخوذة من عالم آخر: قضية الجزيرة اليونانية، قضية سيريل كيرن، قضية الشركات الوهمية. مرت السنوات وهذه الاسماء، التي كانت ذات مرة في العناوين الرئيسة، تكاد لا تكون تعني شيئا لاحد. ولكن محظور على الزمن ان يطوي كل شيء في النسيان. فهذه الاسماء يجب أن تكون اشارة تحذير حمراء فاقعة، ولا سيما في هذه الأيام، أيام قضية 1000، قضية 2000، قضية 3000 ومن يدري ماذا سيأتي بعدها.
عندما تفجرت قضايا شارون الأولى، هرع اليمين السياسي من مربضه لحماية رئيس الوزراء في حينه، الذي حظي، وبقدر غير قليل من الحق، بلقب "أبو المشروع الاستيطاني". وكان الاحساس في اليمين في حينه، مثلما لدى اجزاء في اليمين اليوم، بأن هذه كانت ملاحقة على خلفية سياسية. وشعر كثيرون جدا بأنه استخدمت هذه الحالة سياسيا في الجهاز القضائي بهدف المس باليمين والمس بالاستيطان.
غير أنه وكما يقول الشاعر:"كيف انتهى هذا الكل يعرف". متعذر أن نعرف هل كان في تحقيقات شارون أي ذرة من الملاحقة السياسية. ما هو سهل لنا هو ان نقدر بأن شارون نفسه اعتقد بأن هذه ملاحقة سياسية. وكان الاحساس على ما يبدو أنه ملاحق على خلفية آرائه واعماله، والطريق إلى حل المشكلة هو تغيير الآراء وتغيير الطريق. أما فك الارتباط الذي وقع في حينه، وتقرير تاليا ساسون (في موضوع البؤر الاستيطانية في المناطق) والذي واصل المس بالاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة كل يوم تقريبا، فكانا النتيجة المريرة والاليمة.
مثلما في حينه اليوم ايضا، يكاد يكون رد الفعل التلقائي والمفهوم في اليمين هو اعتبار التحقيقات والمنشورات حولها ملاحقة سياسية، نوع من محاولة تغيير حكم اليمين في مسار يتجاوز الديمقراطية. المشكلة هي أن تجربة الماضي تفيد، كما اسلفنا، بأن الدفاع التلقائي عن الفاسد لا يعمل حقا في صالح بلاد إسرائيل.
إذا كان ثمة بالفعل فساد وثقافة فساد، ففي نهاية الطريق ستتجه هذه بالذات نحو المعسكر من الداخل. معسكر اليمين ملزم بأن يحذر من اعطاء ظهر لمن من شأنه في لحظة الحقيقة أن يدير له الظهر. في هذه اللحظة لا يوجد ما يدعو الى مطالبة نتنياهو بالاستقالة فمثل هذه المطالبة لن تكون نزيهة في ضوء المرحلة المبكرة التي توجد فيها التحقيقات ضده. ولكن بالتأكيد مطلوب فتح سبع عيون عليه، وذلك للتاكد من أنه لا ينحرف عن الطريق تحت ضغط غرف التحقيق.