اشتراط موافقة ولي أمر الطفل على التلقيح هل يضعف الثقة بمطعوم كورونا؟

محمود الطراونة

عمان- اعتبر خبراء أن اشتراط موافقة ولي الامر على تطعيم الاطفال ذوي الأعمار الأقل من 18 سنة "يثير المخاوف بشأن المطعوم لهذه الأعمار"، معتبرين ان "فكرة إلزامية المطعوم غير واردة لتلقيح الأطفال، خصوصا وأن الدراسات حول هذا الأمر لم تكتمل بعد".اضافة اعلان
غير ان خبير الفيروسات الدكتور عزمي محافظة قلل من أهمية هذه المخاوف، لافتا الى ان "حصول الابن على المطعوم باعتباره غير عاقل أو بالغ، يستوجب موافقة ولي الأمر بالضرورة".
واعتبر محافظة في تصريح لـ"الغد"، أن "التطعيم غير ملزم، ولن تقوم المدارس بفرضه، إلا أن العالم بأجمعه أكد ان اصابة الاطفال لا تسبب أعراضا واضحة، كما أنها نادرة الوفيات وبالتالي لا ضرورة لتطعيم الأطفال الا للمساهمة في تحقيق المناعة المجتمعية". وأوضح أن الأطفال في العالم يتلقون مطاعيم أخرى غير كورونا، وهي تستلزم أيضا موافقة ولي الأمر، مشددا على انه في حال تم تطعيم الأطفال بمطعوم كورونا من شأنه أن يحد من انتشار الوباء.
وبين أن الفئات التي يجب التركيز عليها هي كبار السن وذوي الاختطار، وهي فئات تم شمولها ليصار إلى التدرج في الأعمار وصولا الى الاطفال، مؤكدا أن "لا شيء يخيف، وأن إلزامية التطعيم غير مبررة، حتى لو كانت للأطفال أو لأعمار أخرى بطرق غير مباشرة".
وفي السياق، يشير خبير وبائي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"الغد"، إلى أن "الحكومة تهدف من تطعيم الاطفال إلى رفع أعداد متلقي المطاعيم، علما أن تلقيح الاطفال ما يزال قيد الدراسة"، لافتا الى ان شركة فايزر هي "فقط من اعلنت عن مأمونية لقاحاتها للأطفال".
وكان وزير الصحة فراس الهواري أكد امام النواب في تصريحات صحفية مؤخرا، أنّه "لن تفرض إلزامية التطعيم لعودة المدارس، بل هو خيار فرضته الظروف"، منوها إلى أن "الإجراء مجرب ومدروس وتشترطه عديد الدول".
وأشار إلى أن "ما يهم الوزارة حاليا منع نقل عدوى كورونا من الطلبة لأولياء الأمور، لأن أي عودة للتجمعات قد تكون ناقلة للعدوى"، لافتا إلى أن "الدراسات العلمية أثبتت أن الفئة العمرية التي تبلغ 10 سنوات فأكثر تتصرف كالشخص الراشد بتلقي ونقل العدوى، بينما تضعف قدرة العدى للفئات الأقل من هذه السن". وشدد على أن "عدم تطعيم الأهالي في بعض الفترات يمنع عودة العائلات إلى أعمالهم في الخارج"، مشيرا إلى أن "التوقيع على تعهد الأهالي لتطعيم أبنائهم يعتبر من الإجراءات الاعتيادية"، مؤكدا وجود ضغط كبير من قبل الفئة العمرية (16-18) على تلقي اللقاح بسبب اشتراط الجامعات الخارجية لذلك.
وأشار إلى أن دراسات أخرى تجري حاليا بشأن الأعمار الأصغر سنا، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض البلدان بدأت بتطعيم الأطفال بلقاح سينافورم الصيني.
وبيّن أن الوزارة "خصصت مطعوم فايزر فقط لتطعيم الأطفال، ولن تخصص لهم لقاح سينافورم، مع إعطاء الحرية بتلقي اللقاح وبموافقة أولياء الأمور"، موضحا أن المطاعيم الأخرى ستكون مبرمجة حتى لا تؤثر على تلقي اللقاح للأطفال.
وكانت وزارة الصحة قررت تخفيض سن التطعيم ضد فايروس كوفيد19 إلى عُمر 12 سنة اعتبارا من 25 تموز (يوليو) الحالي وبدون موعد مسبق، مبينة أن التطعيم سيكون اختيارياً وبمطعوم فايزر تحديداً للفئة العمرية أقل من 18 سنة وبموافقة ولي الأمر. من جهته قال استشاري الامراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد الطراونة إن "اشتراط موافقة ولي الأمر تضعف ثقة المواطن بالمطعوم وتشتت الجهود الوطنية"، لافتا الى أنه "يجب ان يسبق اللقاح انتشار العدوى".
واشار في تصريح لـ"الغد"، إلى ان مطعوم كورونا للاطفال ما يزال قيد البحث والدراسة، رغم التأكيد على ان الحل الوحيد للجائحة هو المطعوم، غير ان على الحكومة ووزارة الصحة اللجوء الى تثقيف المواطنين وزيادة الوعي بالمطعوم بطرق أكثر نجاعة، وأقرب الى فهم المواطن بدلا من اشتراطات غير مجدية.