اعتزال وفرصة

 

هآرتس -  أسرة التحرير

مع اعتزال النائب اوفير بينس – باز فقدت الكنيست برلمانيا مجربا وسياسيا يكافح في سبيل القيم، وليس فقط في سبيل المناصب. بينس، الذي استقال من حكومة ايهود اولمرت احتجاجا على انضمام افيغدور ليبرمان ذي البرنامج السياسي العنصري، عارض ايضا دخول العمل الى حكومة بنيامين نتنياهو الى ان دحر نحو مجموعة "المتمردين" في الحزب وانتقل معها الى الهوامش السياسية. وقد علل استقالته المفاجئة يوم الخميس الماضي بالقول "علقت في وضع متعذر، في طريق بلا مخرج".

اضافة اعلان

بينس ضرب نموذجا شخصيا في رفضه "الكفاح في سبيل الكرسي" من دون قدرة على التأثير، ولكن هناك معنى أوسع لمغادرته، فضعف "المتمردين" الذين فقدوا القدرة على الانشقاق وتشكيل كتلة يسارية مستقلة، يعزز السياق الائتلافي بين نتنياهو ورئيس العمل ايهود باراك ويجعل حكمهما مستقرا.

نتنياهو يحكم من دون معارضة حقيقية من اليسار. العمل وكاديما، الحزبان اللذان مثلا منذ العام 1977 البديل لحكم الليكود، ممزقان داخليا حول مسألة الانضمام الى الحكومة، هذا من الداخل وذاك من الخارج. رئيسة المعارضة تسيبي ليفني منشغلة في المعركة على القيادة في حزبها، ولا تتحدى نتنياهو في عرض سياسات بديلة. ميرتس، التي بالكاد اجتازت نسبة الحسم، تعنى بـ "مسائل ذاتية ضيقة". وصوتها بالكاد ينطلق في المواضيع الوطنية المركزية.

نشأ فراغ في الخريطة السياسية، وهناك حاجة الى اطار حزبي يكافح في سبيل السلام، والعدل الاجتماعي وحقوق المواطن. وثمة حاجة لسياسيين يكافحون من اجل الطريق والافكار، ويجندون لهم تأييدا جماهيريا، ولا يكافحون فقط من اجل الوظائف. ثمة حاجة الى ايديولوجيا بديلة لحكم "النعم واللا" لرئيس الوزراء. ثمة حاجة الى زعامة قيمية تقول "لا لليبرمان".

اعتزال بينس يجسد ضعف اليسار في اسرائيل، الذي فقد ليس فقط احد زعمائه البارزين – ولكن ايضا الفرصة الاكبر التي نشأت اليوم لاعادة بنائه. ولقد أظهرانجاز تسيبي ليفني في الانتخابات الاخيرة بأن هناك ناخبين كثيرين يؤيدون "سياسة اخرى". والان ثمة حاجة لزعماء ونشطاء يرفعون الاعلام المنكسة، ويبنون المعسكر من جديد ويجندون المقترعين له.

مهمتهم لن تكون بسيطة، ولكنهم سيقومون بتلبية حاجة حيوية للديمقراطية الاسرائيلية.