اعتماد الفارسي.. من مطبخها الإنتاجي الصغير تنعش حياة أسرتها

اعتماد الفارسي.. من مطبخها الإنتاجي الصغير تنعش حياة أسرتها
اعتماد الفارسي.. من مطبخها الإنتاجي الصغير تنعش حياة أسرتها

ديمة محبوبة - في لحظة تغيرت حياتها وانقلبت رأسا على عقب، تفاصيل عاشتها هي وأفراد عائلتها شابها الكثير من المصاعب والمتاعب والتقلبات، لكن في المقابل امتلكت الصبر والعزيمة والقوة لكي تستطيع التأقلم مع نمط جديد لم يكن سهلا. اعتماد الفارسي وعائلتها المكونة من زوجها وبناتها الخمس وابنها الوحيد جاؤوا من سورية أثناء الحرب في العام 2013، إلى الأردن، ليكون بيتهم الثاني والبلد الذي استقبلهم وقدم لهم الحماية والدعم والرعاية.

اضافة اعلان


وتبين أن هناك معاناة لا يمكن حتى الحديث عنها أو وصفها لصعوبتها وثقل تفاصيلها، فمن يترك حياته في بلده التي اعتاد عليها وعايش كل ما فيها من تفاصيل، ويراها في لحظة تتغير ملامحها؛ لن يتقبل الأمر، ويكون الحل الهرب بحثا عن الأمان لمكان آخر.


عند وصول اعتماد إلى الأردن برفقة عائلتها، عانوا جميعا أوضاعا نفسية ومادية صعبة، فوجدت نفسها المسؤولة عن هذه العائلة، زوجها المريض لم يكن يقوى على العمل، وأولادها الصغار بحاجة للحماية والرعاية وتوفير مستلزمات ضرورية يصعب الاستغناء عنها في ظل صعوبات الحياة.


وتضيف "الحياة بالفعل كانت صعبة، وسط بدايات جديدة تحتاج للكثير من الجهد والعمل والقدرة على التحمل". كانت الأفكار تراودها من هنا وهنالك بكيفية تغيير نمط الحياة نحو الأفضل والتأقلم سريعا مع التغيير، لافتة إلى أنها زوجت ثلاثا من بناتها وكان الحال شبه معدوم في وقتها، ومن بين أبنائها من ما يزالون على مقاعد الدراسة.


الحياة بدأت تتغير بعد فترة، والبداية كانت حينما تذوقت جاراتها طعامها الذي وصفنه بـ"النفس الطيب والطعم اللذيذ"، وشجعنها على أن تبدأ في صنع الطعام وبيعه، كالكبة الشامية والسمبوسك، وورق العنب (الدوالي)، وبعض الحلويات البسيطة كالكيك والهريسة، فمن يتذوق كل ما تتفنن به يداها يبدي إعجابه كثيرا، ويشتري منها الطعام، ويسوق لها من قبل المحيطين ويكون الحديث عن لذة الوجبات التي تعدها وتبدعها يداها.


ومن هنا، وجدت أن لديها مساحة خاصة بها تنتج من خلالها طعاما لذيذا ليصبح لديها مطبخ إنتاجي يقدم مختلف الأصناف، واستطاعت الوصول لصندوق المرأة، واقترضت مبلغا ماليا من هذه المؤسسة ليساعدها على تحمل أعباء مطبخها الإنتاجي، وعملت على شراء ما يلزمها من أدوات ومستلزمات طعام وبدأت بالعمل.


مر ما يقارب أربعة أعوام على مطبخها الإنتاجي، ومنذ ذلك الوقت اختلفت حياتها، حيث بات يدر دخلا معقولا عليها وعلى عائلتها، حتى بناتها يعملن معها ويساعدنها في إنتاج الطعام وإعداد الطلبيات والوجبات الغذائية والتسويق لما ينتجه المطبخ.


وفي شهر رمضان المبارك، تكون هناك فرصة تسويقية لتجهز طلبيات الكبة والسمبوسك والحلويات، مع شريكتها التي تساعدها على الانتشار عبر صفحات السوشال ميديا، وهنالك طلبيات على مدار اليوم لإنتاج أطباق خاصة بشهر رمضان، ما أسهم بأن يدر الدخل عليها وعلى عائلتها.


تتمنى اعتماد أن تكون قادرة على إنتاج أصناف أكثر لعل الحال يصبح أفضل، متأملة بأن تجهز مطبخا إنتاجيا أكبر وأكثر اتساعا من مطبخها الحالي وأن تساعد عائلات أخرى عبر التعاون معا ليعم الخير ويتحسن الدخل.


يذكر أن "صندوق المرأة للتمويل الأصغر"، هي شركة مساهمة خاصة غير هادفة للربح، لا توزع أرباحاً على الإطلاق، مسجلة لدى وزارة الصناعة والتجارة الأردنية وتعمل تحت إشراف ورقابة البنك المركزي الأردني، وهي جزء من شركة "تنمية"، شبكة مؤسسات التمويل الأصغر في الأردن.


رؤية الصندوق تتمثل بإعطاء التمويل الأصغر لجعل المجتمع أكثر عدلاً ومساواة، تتمكن فيه النساء من كسر دائرة الفقر وتحقيق الازدهار والرفاه لحياة متكاملة.


ويقدم الصندوق خدمات مالية وغير مالية مستدامة، لصاحبات المشاريع الصغيرة من ذوات الدخل المحدود لتحسين المستوى المعيشي لهن ولأسرهن وتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً.


ومنح الصندوق، منذ تأسيسه، أكثر من مليون ونصف مليون تمويل لغايات مختلفة، مشاريع صغيرة ومتوسطة، وتعلم، وتحسين منازل.

اقرأ أيضاً: