اقتراح لعملية انفصال إسرائيلية أحادية الجانب

هآرتس

اوري مسغاف

في هذا الأسبوع تم إحياء الذكرى الـ74 لاستقلال إسرائيل أو النكبة، حسب عين الناظر. النزاع اليهودي – العربي وصل إلى طريق مسدود، ويبدو أنه لم يعد هناك أحد يحاول حله، فقط "إدارته" و"استيعابه". ولكن الوضع الراهن ليس حقا ثابتا، وهو يحكم على الشعبين بحياة أبدية تحت العنف والاحتلال. لا يوجد يوم في حياة الإسرائيليين والفلسطينيين لا يوجد فيه عنف عسكري وقومي. رؤية استراتيجية يمكنها تحليل المصالح والسعي إلى حل حتى في أوضاع معقدة.اضافة اعلان
إليكم اقتراح لعملية إسرائيلية أحادية الجانب بحيث يتم تنفيذها طبقا لجدول زمني معلن عنه مسبقا، التحدث مع العالم العربي والمجتمع الدولي، لكن بدون توقع موافقة الفلسطينيين.
يجب على إسرائيل إنهاء الاحتلال وترسيم حدودها الدائمة، التي تدافع عنها بدون تهاون وقيود. الحدود تشكل بالنسبة لها تواصلا جغرافيا وتؤمن تواصلا جغرافيا أيضا للفلسطينيين في الضفة، يشبه تقريبا مسار انابوليس في العام 2008 على أساس جدار الفصل وتضمين جميع الكتل الاستيطانية داخل حدود إسرائيل.
الجزء العربي من القدس ينتقل للفلسطينيين، الأحياء والمستوطنات اليهودية وراء الخط الأخضر في منطقة القدس (بسغات زئيف ورموت ومعاليه ادوميم وغيرها) سيتم ضمها لإسرائيل. الحرم والحوض المقدس سيتم الاحتفاظ بهما تحت وصاية دولية وتدار بصورة مشتركة. هكذا يتم أيضا في الحرم الإبراهيمي. ولكن لا يبقى أي جيب يهودي في الأراضي الفلسطينية أو جيب فلسطيني في الأراضي الإسرائيلية. الخليل وكريات أربع سيتم إخلاؤها، مثل كل المستوطنات التي ستبقى خارج الجدار. المنطقة التي ستحتويها إسرائيل داخل حدودها الدائمة سيتم ضمها، وإذا بقي فيها فلسطينيون فإنهم سيحصلون على مواطنة كاملة ومساواة في الحقوق.
الفلسطينيون سيحصلون على استقلال وسيادة كاملة في المنطقة الفلسطينية. إسرائيل لا تستطيع أن تضع أي شرط أو طلب بشأنهم، بما في ذلك نزع السلاح. هذه ستكون دولتهم، وستدار كما يريدون. لن يكون هناك حق عودة وسيتم وقف لم شمل العائلات. المواطنون الإسرائيليون الذين سيفضلون الانتقال إلى الدولة الفلسطينية سيسمح لهم بفعل ذلك دون إزعاج. حركة السكان لأهداف العمل والتجارة والسياحة يتم تنظيمها كما هو متبع في دول سيادية بواسطة التأشيرات والمعابر الحدودية. الجنود ورجال الشرطة الإسرائيليون سيتوقفون عن أن يقتلوا ويقتلوا في أزقة جنين واحتجاز فلسطينيون في الحواجز وضرب المشاركون في الجنازات.
في الوقت نفسه تعلن إسرائيل أيضا عن ضم هضبة الجولان، وتعلن لنفسها وللعالم أن هذه دولتها وهذه هي حدودها. العالم لا يمكنه قبول ذلك على المستوى الإعلاني (هذا يعارض قرارات الأمم المتحدة 242 و383 وايضا قوانين الحرب). ولكن فعليا سيكون هناك أخيرا احتمال لإسرائيل بأن تتواجد كدولة عادية والبدء في أن تعالج بجدية مشكلاتها الداخلية.
الفلسطينيون لا يمكنهم بالطبع الموافقة على هذا الحل. أيضا لأنه أقل سخاء بالنسبة لهم من كل اقتراحات التقسيم التي قدمت لهم حتى الآن، حيث نذكر أيضا أنه تم الرد عليها بالرفض واندلاع موجات مقاومة، أيضا لأنه لا توجد للفلسطينيين إمكانية للتنازل عن حق العودة أو تفويض بالتنازل عن التضحية الأبدية أمام الصهيونية. ولكن لأن الأمر يتعلق بخطوة أحادية الجانب فإنهم يتمكنون رغما عنهم من إقامة دولة حقيقية والبدء في تحمل المسؤولية عن مصيرهم. إذا ترسخت مع مرور الوقت جيرة جيدة بين الدولتين فسيكون بالإمكان البدء في النقاش أيضا على انتقال بري آمن بين الضفة وغزة. وبرنامج السيادة سيتم طرحه للاستفتاء العام في إسرائيل ويعطى فيه بالطبع حق التصويت لجميع مواطنيها، بما في ذلك العرب واليهود. إذا تم رفضه سيعرف الإسرائيليون على الأقل أنه محكوم عليهم أن يطبقوا إلى الأبد الاحتلال والعيش إلى الابد على حد السيف.