اكتشاف جديد يمكن من توقع الاستجابة لمضادات الاكتئاب

مضادات الاكتئاب تؤثر في علاج المرض وتختلف الاستجابة لها من شخص لآخر - (أرشيفية)
مضادات الاكتئاب تؤثر في علاج المرض وتختلف الاستجابة لها من شخص لآخر - (أرشيفية)

عمان- يسجل باحثون من المركز الطبي لجامعة لويولا ما قد يكون الأسلوب الأول الذي يعتد به للتوقع ما إن كان مصاب الاكتئاب سوف يستجيب للدواء المضاد للاكتئاب أم لا، بحسب موقع www.sciencedaily.com، الذي أشار إلى أن هذا الأسلوب يقوم على أخذ عينة من الدم لمعرفة مستويات بروتين معين يعرف بعامل النمو البطاني الوعائي VEGF فيه.اضافة اعلان
فقد وجدت دراسة من الجامعة المذكورة أن 85 % ممن كانت نسبة هذا البروتين لديهم مرتفعة عن المستوى الطبيعي، قد أظهروا تحسنا جزئيا إلى كامل من الاكتئاب بعد استخدامهم لمضاد الاكتئاب إسيتالوبرام escitalopram، المعروف تجاريا بالليكسابرو Lexapro. أما من كانت نسبة البروتين المذكور منخفضة لديهم، فقد استجاب 10 % منهم فقط للدواء المذكور.
وقد ذكر الطبيب الدكتور أنجيلوس هالاريس، أن هذه هي المرة الأولى التي يتواجد فيها ما يمكن من توقع الاستجابة للأدوية المضادة للاكتئاب.
ويذكر أن الطبيب الدكتور هالاريس هو من قام بتقديم نتائج هذه الدراسة خلال الاجتماع السنوي لجمعية الطب النفسي الحيوي للعام 2011 واجتماع إلينويز السنوي الرابع للدماغ والسلوك والمناعة.
وتجدر الإشارة إلى أن نحو 60 % من مصابي مرض الاكتئاب لا يستجيبون بشكل كامل للأدوية المضادة للاكتئاب من المحاولة الأولى، ما يجعل الطبيب يقوم باستبدال الدواء للنصاب مرة تلو الأخرى ليصل إلى الدواء المناسب له.
أما عن الكيفية التي أجريت بها الدراسة المذكورة، فقد شارك بها 35  شخصا من مصابي اضطراب الاكتئاب الشديد الذين يستخدمون الإسيتالوبرام، والذي ينتمي إلى مجموعة دوائية تعرف بالمثبطات الانتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين SSRIs، والتي تتضمن أدوية عديدة أخرى، من ضمنها الأدوية المعروفة تجاريا بالبروزاك والباكسيل والزولوفت.
ويذكر أن العلماء غير متأكدين تماما لماذا تعمل أدوية هذه المجموعة لدى بعض الأشخاص بينما لا تعمل لدى آخرين، إلا أن ذلك قد يعود إلى آلية عملها. فبعض الآراء تشير إلى أن هذه الأدوية تقوم بالمساعدة على إعادة التوازن الكيماوي في الدماغ. أما حديثا، فقد قدم علماء نظرية جديدة لتفسير آلية عمل المجموعة الدوائية المذكورة، وهي تكوين الخلايا العصبية؛ أي أن هذه الأدوية تساعد على تجدد الخلايا الدماغية في مناطق معينة من الدماغ بعد ضمورها لدى مصابي الاكتئاب.
وقد قامت الدراسة المذكورة بدعم النظرية الأخيرة؛ إذ يبدو أن الإسيتالوبرام، وهو الدواء المستخدم في الدراسة والتابع للفئة المذكورة من الأدوية، يبدأ بتشغيل الخلايا الدماغية التي أصبحت غير نشطة بفعل مرض الاكتئاب. ويذكر أن هذا التجدد بالخلايا يتغذى بالبروتين المذكور، والذي يقوم بتحفيز نمو الأوعية الدموية في الدماغ، كما ويعمل بأساليب أخرى في الدماغ للحفاظ على صحة ونشاط خلاياه.
ويمكن الاستخلاص من ذلك أن مرضى الاكتئاب الذين كانت لديهم مستويات عالية من البروتين المذكور كانت نسبة التجدد عالية أيضا لديهم، ما يساعد على التخفيف من أعراض الاكتئاب بعد استخدامهم الدواء المذكور، وهذا على عكس من كان لديهم نقص في مستويات هذا البروتين.
ومن الجدير بالذكر أنه إن تم دعم نتائج هذه الدراسة بدراسات أخرى، فسوف يصبح بإمكان الأطباء اختيار العلاجات المناسبة لمرضاهم عن طريق أخذ عينة دم وفحص مستويات البروتين المذكور فيها. فإن كانت مرتفعة، فبإمكانهم إعطاء المصاب أحد أدوية المجموعة الدوائية المذكورة. أما إن كانت منخفضة، فعندها يجب عليهم إعطاء المصاب دواء مضادا للاكتئاب من مجموعة دوائية أخرى أو علاجه بأسلوب آخر.

ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني
 وكاتبة تقارير طبية
[email protected]