الآن المعركة على الحصانة لنتنياهو

Untitled-1
Untitled-1
هآرتس بقلم: تسفي برئيل الآن بقي أمر واحد صغير وهو تشكيل حكومة ما. النتائج الأولية ونتائج العينات ما زالت لا تمنح الحق في السرور أو تعطي رخصة للاحباط. حسب نتائج العينات ليس هناك تأكيد أن بنيامين نتنياهو لن يواصل إدارة حياتنا، ويحدد جدول الأعمال السياسي والاجتماعي، وأن ينضج العنصرية إلى أن تتحول إلى جزء لا يتجزأ من الهوية الإسرائيلية، وأن يعزز الانهيار بين الدين والدولة، وضمان أن ما كان هو فقط المقدمة للكابوس القادم. وسواء شكل نتنياهو حكومة وحدة مع أزرق أبيض أو مع إسرائيل بيتنا أو صهر في داخله كل اليمين بما في ذلك الحريديين، النتيجة النهائية ستكون واحدة: دولة محتلة، وحشية وجامحة، لديها ذراع قضائي مضروب وتعليم متدني وجهاز صحة يحتضر. مومياء لديمقراطية محنطة في رزمة ممزقة. هذه دولة الأمل الوحيد الباقي لها ينتظر في قاعة المحكمة التي ربما سيصل اليها نتنياهو ويطلب منه تقديم الحساب على تسببه بالتخريب الشديد والمتعمد للقيم الاساسية للمجتمع، وتلقي واعطاء رشوة والتسبب بفزع الجمهور. في الوقت الحالي إسرائيل تنضم إلى دول سيئة اخرى، التي فيها مدعون عامون شجعان وقضاة مصممون تحولوا إلى جنود الصف الأول المستعدون للاستلقاء على الجدار، واحيانا مثلما في الارجنتين، أن يعرضوا حياتهم للخطر بدلا من أن يقوم النظام السياسي بتطهير صفوفه ويقوم الجمهور بلفظ الوباء من داخله ولو بسبب الخجل. "المحاكمة" هي السبب الوحيد الذي أثار حملة الانتخابات السابقة في شهر نيسان (أبريل) والانتخابات التي جرت أول من أمس. لا يوجد أي خلاف حول موضوع سياسي أو اقتصادي، ولا توجد ازمة أمنية ولا مواجهة فكرية، حددت جدول أعمال إسرائيل في الأشهر الطويلة التي سبقت الانتخابات. من صوت لنتنياهو لم يفعل ذلك من اجل تعزيز المستوطنات وضم المناطق أو التعبير عن دعمه للحرب ضد ايران – مثلما أن من لم ينتخب الليكود لم يفعل ذلك بسبب قيم ومبادئ سامية. بيبي نعم أو بيبي لا، هو الشيفرة الوحيدة لفهم التصويت. وهاكم الأمر غير المعقول. قبل الانتخابات اظهرت الاستطلاعات وجود تعادل بين الليكود وأزرق أبيض، وكل واحد منهما حصل على 32 – 34 مقعدا. ولكن نفس هذه الاستطلاعات اوضحت بأن هناك شريحة جماهيرية مهمة، ثابتة ومحددة، قدرت بحوالي نصف المستطلعين الذين يعتقدون أن نتنياهو فقط يمكنه قيادة الدولة. لا توجد أي سبيل لحل التناقض بين هذين المعطيين، عدا عن التحديد بأنه حتى من يختلف مع الليكود، هو غير مستعد للتنازل عن نتنياهو. أي أنه يمكن الاختلاف على تفسير التوراة، يمكن أن تثور حرب بين أتباع غور و"يمينا"، بين الصهيونية الدينية وقوة يهودية، لكن ليس على وجود الخالق. ليس مهما ماذا سيكون لون الائتلاف القادم ومن سيكونون اعضاء فيه. المعركة على استمرار حياة نتنياهو السياسية وانقاذ نفسه من المحاكمة والحفاظ على ملكية الهيكل في شارع بلفور. هذه ستكون الخطوط الاساسية للحكومة القادمة. وفي كل ذلك لن تكون للجمهور أي صلة. فقد أنهى دوره وارساليته بوضعه بطاقة التصويت، وربما منح نتنياهو التفويض لتشكيل الحكومة. من الآن الجميع سيكونون مجندين لحرب ضد الواقع المهدد. كل اتفاق وكل بند في الميزانية والاعطاء سرا وعلنا، سيكون مشروطا بمسألة واحدة وهي الحصانة أم لا. الجواب بسيط: سحب الحصانة يعني الخيانة للجمهور الذي يعتقد أن نتنياهو قادر على ادارة الدولة. هذا هو الجواب الذي سيحصل عليه كل من يرغبون في الانضمام الى حكومة وحدة وطنية، حتى لو كان اسمهم غانتس، اشكنازي، لبيد وبيرتس. وحتى لو رفعوا علم الدولة الديمقراطية العلمانية. أيها الاصدقاء الاعزاء، نتنياهو سيقول دولة علمانية أو دولة دينية، مسيحانية أو فاشية، هذه أمور تافهة. أولا وقبل أي شيء، وقعوا على الحصانة، من فضلكم.اضافة اعلان