الأبناء.. وخطورة اختراق الخصوصية عبر منصات التواصل

ديما الرجبي

عمان- تداول العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أخيرا الكثير من المعلومات عن خصوصية تطبيق "واتس آب" الذي شهد بتحديثه الجديد شروطا خصوصية تجبر من يريد الاستمرار بالتفاعل عبر هذا التطبيق بالموافقة عليها أو الغاء حسابه الخاص عند رفض الشروط.
وعبر العديد من مستخدمي هذا التطبيق عن استيائهم لهذه الخطوة التي من شأنها تعريض خصوصياتهم للخطر من قبل مستغلي فجوات التحديث أو التطبيق نفسه الذي يمنح الموافقة بالاطلاع والمشاركة بجميع ما يمتلكه المستخدم على هاتفه الذكي.
من هنا، وجدنا أن أبناءنا الأكثر انخراطاً واندماجاً بهذا العالم الفضائي بحاجة الى تثقيف حول استخدام هذه التطبيقات والمحافظة على خصوصيتهم من خلالها دون التعرض لهزات قرصنة أو مراقبة من قبل التطبيق نفسه.
نظراً لاستقلالية أغلب الأبناء في استخدام هواتف خاصة بهم بعيداً عن ذويهم وكونهم الأكثر استخداماً للتطبيقات الذكية والكاميرا يجب الحذر لما هم مقبلون عليه من تطوير يطال هذه التقنيات التي من شأنها اختراق حياة ابنائنا، وتشكيلها بما يتناسب وسياساتهم الخاصة التي تستهدف بالمقام الأول تغييب الوعي عن هذا الجيل المتعلق بهذا الفضاء الواسع.
وبعيداً عن ايجابيات هذه التقنيات الحديثة يجب التعامل بحزم بما يخص ما تتم مشاركته أو تخزينه أو تصفحه على هواتفهم الخاصة، خاصة المراهقين الذين اصبحوا يتخذون هذه التطبيقات نمطا اجتماعيا يتفاعلون من خلاله مع عوالم مختلفة واصدقاء افتراضيين يشاركونهم جميع تفاصيل حياتهم دون الرجوع الى رأي الاباء بهذا الأمر وهو ما يشكل خطراً كبيراً عليهم ويجعلهم عرضة للقرصنة بهدف الابتزاز أو التنمر.
تتجه التكنولوجيا إلى تأطير الحياة الاجتماعية وقولبتها في صندوق ضيق وتحت مجهر يتيح للجميع الاطلاع على خصوصيات بعضهم بعضا دون الشعور بالخوف أو التردد وبغرس مفاهيم رقمية في عقول أبنائنا تحت عناوين ثورة معلوماتية أو حرية رقمية أو اندماج رقمي عالمي.
لذلك يجب أن نبدأ بأخذ الخطوات المناسبة التي من شأنها حماية ابنائنا على اختلاف فئاتهم العمرية أثناء استخدامهم لمواقع التواصل أو الالعاب الالكترونية أو التطبيقات وتعريفهم على مفاهيم أخرى من شأنها بث الحذر والخوف لديهم للتعاطي مع هذه الصفحات بوعي أكبر.
يجب أن يدرك ابناؤنا بأن أنظمة التجسس وسرقة الحسابات والاختراقات والابتزاز هو واقع يرافق هذا العالم الجديد.
لذلك أولى النصائح التي تحدث عنها مختصون في مجال الأمن السيبراني هي أن لا يقوم الطفل / المراهق بنشر أي شيء يندم عليه حتى لا يتم استغلاله ضده وتحذيرهم من خطورة هذا الأمر.
وايضاً تفعيل الخصوصية على الصفحات الخاصة بهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال خيارات الحماية المتوفرة في كل تطبيق وهو أمر يجب أن يشرف عليه الآباء وجعل الصفحات خاصة للأصدقاء وليس عامة.
والأهم عدم تداول أو مشاركة صور عائلية أو خاصة بالمراهقين، حيث إنه من السهل الحصول عليها من قبل القراصنة ناهيك عن ان مواقع التواصل الاجتماعي تحتفظ بكل أنشطتك على صفحتك الخاصة وهو ما يزيد خطر اختراق الخصوصية وتعرض ابنائنا لخسائر نفسية نحن بغنى عنها.
وأخيراً، يجب أن يمنح الآباء الثقة والأمان لأبنائهم ليتمكنوا من مصارحتنا بما يشاهدونه أو يتداولونه أو يشاركونه خاصة اذا تعرضوا لقرصنة تلاها ابتزاز يعرضهم للخطر.
الأفضل أن نقف على احتياجاتهم ومعالجة اخطائهم بدلا من تضييق الخناق عليهم ومحاسبتهم حتى يتسنى لهم طلب المساعدة منا بأي موقف يتعرضون له.
في المحصلة هذا العالم الافتراضي فرض هيمنته على الجميع خاصة هذا الجيل لذلك وحيث إن واجبنا يكمن في حمايتهم من أنفسهم، يجب البدء في التعامل مع قضية حماية الخصوصية لأبنائنا بجدية أكبر وتثقيفهم بما يخص مخاطر هذه التطبيقات.

اضافة اعلان

*كاتبة متخصصة في مجال قصص الأطفال ومدربة صعوبات تعلم