الأدوات المطبخية القديمة رفيقة ربة المنزل لجودتها في الخدمة بلا نهاية للعمر الافتراضي

أدوات مطبخ بأحد المحال في عمان -(أرشيفية)
أدوات مطبخ بأحد المحال في عمان -(أرشيفية)

حلا أبوتايه

عمان- تحتفظ أم أحمد بمجموعة من الأدوات الكهربائية والمنزلية التي يزيد عمرها على 40 عاما، وذلك لكونها أصلية وتتحمّل، فضلا عن جودتها التي تضاهي الأدوات المنزلية الحديثة والمتطورة.
وتطهو أم أحمد اللحم بـ" طنجرة الضغط" التي يعود عمرها إلى عمر ابنها البكر والذي ولد في العام 1968؛ إذ اشترت لها أمها هدية "طنجرة ضغط " في ذلك العام.
ورغم امتلاك أم أحمد لأكثر من "طنجرة ضغط" حديثة، إلا أنها لا تحب ان تطهو اللحم إلا بطنجرة الضغط "الأم" كما تسميها.
وتشعر أم أحمد باختلاف الفرق بين طناجر الضغط التي لديها وطنجرة الضغط "الأم" من خلال سرعة الطهي والأمان التي تمتاز بها الأخيرة.
كذلك ما تزال أم رامي تستخدم "خلاط المولينكس" الأصلي، والذي يعود عمره إلى أكثر من عشرين عاما، في حين وضعت الخلاطات الأخرى الجديدة  في إحدى الرفوف المهجورة في خزانة المطبخ.
وتبين أم رامي أن الخلاطات الجديدة لا تتحمل الاستخدام المتكرر، فأكثر من مرة تأخذها إلى محل الأدوات الكهربائية لإصلاحها.
وتستخدم المتزوجة حديثا، صفاء محمد، أدوات كهربائية ومنزلية يعود عمرها لأكثر من ثلاثين عاما، أعطتها إياها والدتها لاستخدامها في الطبخ.
وتشير صفاء إلى أن هناك فرقا كبيرا بين الأدوات المنزلية القديمة والحديثة من حيث الوزن والشكل والجودة.
ويقول صاحب محل للأدوات الكهربائية، مصعب الحلواني، إن الأدوات الكهربائية المتطورة لاتضاهي تلك الأصلية.
ويشير الحلواني إلى أن الأجهزة الكهربائية القديمة تحظى بسمعة طيبة لدى المواطنين الذين جربوها، خلافا للأجهزة الحديثة والتي لا تتحمل كثيرا.
ويلفت الحلواني إلى أن كثيرا من المواطنين يشكون من بعض الكهربائيات ذات الماركات العالمية، والتي سرعان ما تخرب رغم أن القديم منها يخدم لعشرات السنين.
ويؤكد أستاذ التسويق، الدكتور هاني الضمور، أن الشركات الكبرى كالسيارات والشركات الصغيرة كشركات الأدوات الكهربائية عدلت من سياستها التسويقية لزيادة حجم المبيعات من خلال إدخال بعض التقنيات التي تحدد عمرها المنتجات الافتراضي.
الخبير الاقتصادي، الدكتور حسام عايش، يؤكد أن الشركات المصنعة للمنتجات الكهربائية وغيرها اتجهت إلى تصنيع منتجات ذات جودة أقل حتى لا تخدم طويلا باعتبار أن الاستهلاك هو عجلة النمو للشركات وبالتالي زيادة التسويق.
وأضاف عايش أن الشركات بدأت بإدخال تقنيات على منتجاتها ساهمت في قصر عمرها الافتراضي.
ولفت عايش إلى أن وجود شركات عديدة ودخولها إلى الأسواق أدى إلى زيادة التنافسية من خلال تخفيض الأسعار، الأمر الذي جعل من المنتجات المصنعة رخيصة الثمن ولا تأخذ منحى السلع المعمرة والأصلية.
ويعرّف خبراء التسويق السلع المعمرة بأنها تلك السلع التي تخدم فترات زمنية طويلة، مثل الأجهزة الكهربائية كالثلاجات والغسالات والمركبات، بخلاف السلع غير المعمرة، التي تستهلك في فترات زمنية أقل مثل الملابس والأغذية. وتقل الأهمية النسبية للسلع العمرة من التجهيزات المنزلية عن 1 % بين الأردنيين؛ حيث تنفق الأسرة الأردنية نحو 70 مليون دينار سنويا على التجهيزات المعمرة، بحسب مسح نفقات ودخل الأسرة الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة في 2010. وبحسب نفس المسح، تنفق الأسرة الأردنية نحو 373 مليون دينار على اقتناء السيارات سنويا وبأهمية نسبية من الانفاق تبلغ نحو 3.4 %، يضاف إليها نحو 240 مليون دينار كمصاريف تأمين وصيانة، وبأهمية نسبية من الإنفاق تبلغ 2.22 % تقريبا.

اضافة اعلان

[email protected]