علا عبد اللطيف - تعاني فريال التي تقطن في منطقة المشارع بلواء الغور الشمالي العوز الشديد، منذ حوالي 20 عاما، أمضتها في بيت متهالك يلتصق بجدرانه الفقر، وتسكنه مرارة الحرمان.
الأربعينية فريال التي بدت صابرة على ما تواجهه من ظروف قاسية بعد انفصالها عن زوجها، تخفي دموعها وهي تصدر آهات "الحسرة والألم"، فالفقر الذي "لا يرحم"، وفق تعبيرها، يلازم أيامها ويذيقها مرارة الحرمان.
وتعاني الأربعينية أوضاعا صحية صعبة إثر إصابتها بمرض السكري والضغط وهشاشة العظام وأمراض أخرى ناتجة عن فقر الدم.
تقول بحسرة "لا سند يساعدني على تجاوز حياة كلها آلام وهموم"، موضحة أنها كانت تربي بناتها الصغار وعددهن 3 في ظروف صعبة وتستعين بذلك على العمل في المزارع لتوفير احتياجات أسرتها من مأكل وملبس ومشرب، لكن استمرار ضيق الحال الشديد دفعها الى إخراج بناتها من المدرسة، لينتهي بهن المطاف الى الزواج المبكر خوفا من الفقر والحرمان، لتبقى وحيدة تصارع المرض والفقر.
بكل قناعة، تقول فريال "كان قرار تزويج بناتي رغم صغرهن هو القرار المناسب في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى تعاني منها العائلة".
تعيش فريال في بيت من الطوب سقفه من صفائح الحديد "الزينكو" ويخلو من شروط السلامة العامة، ويفتقد لأدنى متطلبات الحياة الكريمة.
تؤكد فريال أن منزلها ورثته عن والدها وتحول الظروف المالية الصعبة دون البحث عن منزل آخر في المنطقة بسبب ارتفاع أجرة المنازل.
وأضافت أنها تقدمت لمديرية التنمية الاجتماعية للحصول على مساعدة تمكنها من عمل الصيانة اللازمة للمنزل ولكن دون أي جدوى، مشيرة الى أن منزلها أصبح وكرا للعقارب والزواحف، وخصوصا أن درجات الحرارة ترتفع في الصيف لدرجة غير محتملة لغياب وسائل التبريد جراء انقطاع التيار الكهربائي بسبب تراكم الفواتير.
وأضافت أن فواتير المياه متراكمة أيضا، وتحول الظروف المالية دون سدادها، وتعتمد على تعبئة الجالونات من الجيران المقربين.
وتتقاضى فريال مبلغ 50 دينارا شهريا من صندوق المعونة الوطنية، في حين أن أجرة تنقلها من البيت الى المستشفى لتلقي العلاج تفوق الـ100 دينار، ناهيك عن متطلبات الحياة الأخرى من مأكل وملبس وشراء أدوية.
وتتابع، أن الطبيب قرر إجراء عملية لها لتركيب مفصل، لكن ظروف البيت غير مهيأة لذلك وليس لديها القدرة المالية على توفير المتطلبات الصحية داخل المنزل، من مرافق صحية سليمة وسرير طبي، ناهيك عن الأدوات الصحية الأخرى، لترضى بوضعها الصحي الحالي وترفض إجراء العملية، لحين أن يتحسن وضعها المالي.
اضافة اعلان