الأردنية ‘‘شمس وقمر‘‘ والمصرية ‘‘قصاقيص‘‘ تؤكدان مفاهيم الحب

مشهد من "قصاقيص" -(من المصدر)
مشهد من "قصاقيص" -(من المصدر)

سوسن مكحل

عمان- استمتع الأطفال وجمهور مهرجان الإبداع الطفولي مساء أول من أمس على خشبة مسرح محمود أبو غريب (الدائري) بالمركز الثقافي الملكي بعرض المسرحيتان "شمس وقمر" من إنتاج مركز هيا الثقافي وإخراج مجد مدانات وهلا خوري و"قصاقيص" المصرية للمخرج السيد عبد الرحمن.اضافة اعلان
وناقشت المسرحية الأردنية "شمس وقمر" والمقدمة للأطفال حكاية الصراع والمناوسات بين الشقيقين فارس ومروة اللذين قدما دورهما حنين العوالي وطارق تميمي؛ واستطاعا إيصال الرسالة التي أرادها العمل ببساطة للأطفال الحضور الذين تفاعلوا مع الشخصيتين.
وبدأت المسرحية بصراع بين الأخ والأخت حول أهمية الذكر والأثنى ومن له حق الأفضلية وناقشا بعفوية مرحلة الطفولة عبر أسئلة استفاد منها الأطفال الحضور بأن الأنثى والذكر والشقيقين يكملان بعضهما بالمواهب واللعب وصنع الأشياء الجميلة.
وتناول العمل فكرة إقصاء الآخر والتظاهر بالقوة، وحث على أهمية العمل الجماعي وأن الإنسان يستطيع أن يتشارك مع الأخ أو الآخر في طلب المساعدة والتي ستمكنه من صنع الأجمل.
هذا ما حدث بين فارس ومروة خلال العرض، فكل طرف حاول إظهار أنه الأفضل، ليكتشفا مع الوقت أن لعبهما معا وأفكارهما استطاعت أن تشكل المظهر الجميل في لعبة بناء المنزل.
واستطاع العمل بأريحية أن يصل لقلوب الأطفال بأداء متقن بالتمثيل والموسيقى والإضاءة، لينتهي نزاع الشقيقين ويتم تركيب اللعبة التي كانت تشبه قطع "الليغو" على شكل منزل جميل بمساعدة مروة وفارس اللذين تعاونا معا بعد خلافات بسيطة عدة.
وفي نهاية العمل، علّق كل من فارس ومروة صورة للشمس والقمر في دلالة على أهمية عدم الانفصال والتشباك والتعاضد بين الشقيقين، وأن الخلافات لن تدوم بينهما طالما اكتشفا بالنهاية أن العمل الجماعي والمساعدة تسهم في جعل الأشياء تبدو أجمل.
مسرحية "شمس وقمر" نفذ فيها الموسيقى محمد الوالي وهي من إنتاج مركز زها الثقافي، قصة شيّقة تتحدث عن الطموح والقدرات التي يمتلكها الإنسان سواء ذكرا أو أنثى وأهمية التعاون والتعاضد، والمسرحية تعرض على الهامش خارج المسابقة.
أما على مسرح هاني صنوبر (الرئيسي) فعرضت المسرحية المصرية "قصاقيص" التي تنافس على جوائز المهرجان وهي من تأليف عبد التواب يوسف وإخراج السيد عبد الرحمن وتمثيل حسن يوسف، محمود حسن، إيناس نور، كمال زغلول، فوزي المليجي، سعيد جبر، حمدي العربي، عمرو دياب، سلامة أبو الخير.
وتناول العرض على طريقة الحكواتي حكايات متنوعة عن مساوئ الطمع وعدم حفظ الأمانة من خلال حكايتين؛ الأولى كانت عن أهمية القناعة والأخرى عن الأمانة.
واستطاع المصري أن ينقل الجمهور إلى أجواء مميزة ومدروسة عبر إدخال الحكواتي كجزء من العمل المسرحي والذي حمل الأطفال في المسرح للتفاعل مع العرض والرد على أجزاء من الحكاية ومساعدة الشخصيات التي ظهرت على الخشبة.
الممثلون أتقنوا أدوار "البهلوانية" التي أديت خلال العمل، إضافة إلى أدائهم الشخصيات المختلفة بشكل ممتع وغير ممل ومحبب للأطفال الذين راحوا يتابعون بتمعن ماذا سيحدث خلال القصص والتي حثت على أهمية الوعي والقناعة بما لدى الإنسان.
وتطرق العمل عبر سينوغرافيا مسرحية متميزة بين إيقاع وصورة وصوت وأغنيات مناسبة لإيقاع الطفل بفخ المشاهدة، للحديث عن مواضيع مختلفة تسهم في رفع وعي الطفل خلال التطرق في مضامين المسرحية والقصص إلى شخصيات مثل "الطمع" التي تملك بالسلطان والحاكم وشخصية "الشرير" من خلال الساحر الذي يستغل شره ضد الآخرين، إضافة إلى شخصية الأمير النبيل الذي يساعد شقيقته من أنياب الوحش والساحر.
مسرحية "قصاقيص" تحكي مجموعة مهمة من قصص مدروسة بحكمة ومناسبة لعقل الطفل الذي انسجم مع شخصية الحكواتي وأداء الممثلين المتميز على الخشبة، والذي أسهم في جعل العمل متميزا وقادرا على إيصال مبتغاه وتفاعل الأطفال معه بشدة.
ويواصل مهرجان الإبداع الطفولي عروضه المحلية والعربية حتى نهاية الشهر في قاعتي المركز الثقافي الملكي، ومن المسرحيات التي ستعرض أيضا؛ "في يدي نجمة" تأليف هيا صالح وإخراج وصفي الطويل، "مريم والنسر الذهبي" تأليف فاضل السوداني وإخراج أحمد العليمات، "الخيوط المتينة" تأليف وإخراج عايد ماضي، "صاحب الهمة" تأليف منصور عمايرة وإخراج عيسى الجراح، و"الصديق الوفي" تأليف أوسكار وايلد وإخراج عصمت فاروق، إضافة الى عروض عربية من مصر وفلسطين وتونس والعراق مستضافة وندوات تقييمية للعروض تقام في قاعات المركز الثقافي الملكي، وتعلن النتائج في الحفل الختامي للمهرجان.