الأردنيون يودعون 2021 بجريمة ويستقبلون 2022 بأخرى

موفق كمال عمان- ما لبث أن ودع الأردنيون عامهم الماضي (2021) بجريمة قتل بشعة أول من أمس في محافظة الكرك، راح ضحيتها أمرأة ورجل، وأوقف مدعي عام الجنايات الكبرى على اثرها متهمين اثنين مدة أسبوعين على ذمة التحقيق، حتى استقبلوا عامهم الجديد بجريمة قتل في احدى مناطق جنوب بعمان، بعد ان أطلق شخص عيارا ناريا على آخر ليرديه قتيلا بسبب خلافات بينهما. وقالت مصادر مقربة من التحقيق، ان مدعي عام الكرك اوقف السيدة التي قتلت جارتها أسبوعين على ذمة التحقيق في مركز اصلاح وتأهيل الجويدة بتهمة القتل القصد، وذلك بسبب خلاف بينهما على حراثة أرض كانت ممرا لعائلة المتهمة بالقتل حسب اعترافاتها، كما اوقف زوج المغدورة بتهمة التحريض على القتل مدة أسبوعين على ذمة التحقيق في مركز أصلاح وتأهيل ماركا، فيما تم التعميم على زوج القاتلة بصفته فار من وجه العدالة بتهمة التدخل بالقتل، أما طفل المغدورة، فقد تم تحويله الى مدعي عام أحداث الكرك والمتهم بقتل أحد أقارب المتهمة بقتل والدته. وحسب ذات المصادر فإن العائلتين متجاورتان بالقرب من منطقة السماكية في لواء القصر بمحافظة الكرك وكلتاهما من البدو الرحل وتسكنان في بيوت شعر ويعملان في رعي الاغنام، وقد نشب خلاف بين ربتي العائلتين ظهر الخميس، بسبب حراثة قطعة أرض، حيث اتهمت المتهمة جارتها المغدورة، ان عائلتها حرثت الارض لمنعهم من المرور، وعلى ضوء ذلك تطور النزاع، ما دفع المتهمة حسب اعترافاتها وبتحريض من زوجها بإطلاق النار بواسطة سلاح اتوماتيكي على جارتها لترديها قتيلة على الفور. وبعد وفاة الضحية أقدم زوجها على تحريض طفله الحدث (16) عاما بضرورة الثأر لأمه، وأعطاه مسدسا لهذه الغاية، حيث توجه بالقرب من منزل المتهمة ليجد (ابن سلفها) وليجهز عليه بعدد من الرصاصات. وعلى إثر جريمتي القتل تطورت الاحداث الى مشاجرة عنيفة تدخلت على إثرها قوات الدرك ومديرية الامن العام لفض المشاجرة التي انتهت بإصابة ثلاثة أشخاص آخرين. ومثل الطفل الذي ثأر لأمه، أمام مدعي عام الاحداث في محافظة الكرك على خلفية قتله لقريب المتهمة بقتل أمه. وبينت المصادر، ان قوات الامن وبعد ضبط جميع أطراف المشاجرة قامت بحملة تفتيش، ضبطت على إثرها عددا من الاسلحة النارية من بينها السلاح الاتوماتيكي الذي استخدمته السيدة في قتل جارتها، والسلاح الناري (المسدس) الذي استخدمه الطفل ليثأر لأمه. وفي حال ثبوت جريمة القتل القصد بحق المتهم بالقتل فإن عقوبتها تصل الى الاشغال الشاقة 20 عاما. وبلغ عدد جرائم القتل المرتكبة في الأردن منذ بداية العام وحتى مطلع تشرين الثاني الماضي نحو 80 جريمة قتل، وتعتبر جريمة الكرك هي آخر جريمة قتل ارتكبت في العام 2021، كما أنها من أبشع الجرائم التي عايشها الشارع الأردني خلال العام الماضي، وفق خبراء علم الجريمة. واستقبل الأردنيون عامهم بجريمة قتل في احد مناطق جنوب عمان، عندما تبلغت عمليات الامن العام بمقتل شخص بعيار ناري، حيث تمكنت الاجهزة الامنية من القبض على المتهم وتحويله الى مدعي عام الجنايات الكبرى. وبهذا الصدد يصف استاذ علم الجريمة والاعلامي الدكتور فايز أبو قاعود ما يحدث قائلا: أن اشكال الجريمة من البلطجة وتعاطي المخدرات وحالة الانفلات الامني أحيانا، تطل برأسها مجددا في ظل ضعف قانون العقوبات المعمول به حاليا، والذي اصبح لا يواكب التطورات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في المجتمع الاردني، مشيرا الى ان قانون العقوبات يواجه قصورا في تحقيق الردع العام. واشار الى انتشار ظواهر جرمية جديدة وبشكل يومي أصبحت تؤرق المواطن الاردني وتضر بسمعته، نتيجة اعمال ترتكب بعد انهيار المنظومة الاخلاقية والقيمية، وهذا يعني ان مؤشرات الجريمة في الاردن بارتفاع غير مسبوق ويجب عقد ورش عمل ونداوات لمناقشة الواقع الجرمي لوضع الحلول المناسبة. ودعا الى ضرورة مراجعة القوانين وسد الثغرات على المجرمين واقترانها بقضاء عادل وناجز وتغليظ العقوبات، لتحقق منظومة رادعة تخفض من الظواهر الجرمية، داعيا الى ضرورة مراجعة قانون العقوبات وسد جميع الثغرات التي يستغلها المجرمون في ارتكاب جرائمهم لتكون طوق نجاة لهم من العقوبة.

إقرأ المزيد : 

اضافة اعلان