أيمن أبو حجلة
عمان – وقع المنتخب الوطني في المجموعة السابعة إلى جانب الدومينيكان وفرنسا وألمانيا، في الدور الأول من بطولة كأس العالم 2019 لكرة السلة التي ستقام في الصين في الفترة ما بين 31 آب (أغسطس) إلى 15 أيلول (سبتمبر).
وأقيم أمس السبت حفل قرعة البطولة في مدينة شينجن الصينية، وشارك في سحب القرعة أسطورة كرة السلة الأميركية كوبي براينت، أمام حشد كبير من عشاق كرة السلة إضافة إلى ممثلي المنتخبات الـ32 المشاركة بالبطولة، علما بأن عضوي اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة دينا هلسة وصليبا العمش، ومدرب المنتخب الوطني جوي ستايبينغ حضروا الحفل.
وتوزعت منتخبات البطولة على ثماني مجموعات، كل مجموعة تتكون من 4 منتخبات، ويبلغ عدد مباريات هذا الدور 48 مباراة (3 مباريات لكل منتخب، 6 مباريات لكل مجموعة)، وأول منتخبين في كل مجموعة سيبلغان الدور الثاني، فيما سيخوض صاحبا المركزين الثالث والرابع من كل مجموعة سيخوضان أدوار تحديد المراكز من 17 إلى 32.
ويتكون الدور الثاني من 4 مجموعات (كل مجموعة تتكون من 4 منتخبات)، وتنتقل نتائج المباريات الثلاث في الدور الأول إلى الدور الثاني، وكل منتخب يلعب أمام المنتخبين اللذين لم يواجههما في مجموعته بالدور الأول، ليبلغ عدد مباريات هذا الدور 16 مباراة (مباراتان لكل منتخب، 4 مباريات لكل مجموعة)، وأول منتخبين من كل مجموعة سيبلغان الدور ربع النهائي، فيما يتم تحديد ترتيب صاحبا المركزين الثالث والرابع من كل مجموعة، بين المركزين 9 و16 وفقا للقوانين المعتمدة بكرة السلة.
وتعتبر مباريات تحديد المراكز ضرورية من أجل تحديد الترتيب النهائي للبطولة والذي سيتم اعتماده لتأهيل 7 منتخبات إلى أولمبياد طوكيو 2020، و16 منتخبات إلى 4 بطولات تأهيلية للألعاب الأولمبية، وهذه المنتخبات الـ16 يضاف إليها أفضل منتخبين من كل مجموعة جغرافية، ليرتفع عدد المنتخبات المشاركة في البطولات التأهيلية لألعاب طوكيو إلى 24 منتخبا.
برنامج مباريات "الصقور"
وسيخوض المنتخب الوطني مباراته الأولى في مشاركته الثانية بالبطولة بعد الأولى العام 2010، أمام الدومينيكان يوم الأحد الموافق الأول من أيلول (سبتمبر)، قبل أن يلاقي فرنسا يوم الثلاثاء (3 أيلول-سبتمبر) ثم ألمانيا يوم الخميس (5 من الشهر ذاته)، وتقام جميع مباريات المجموعة في مدينة شينجن.
وفي حال حقق المنتخب الوطني مفاجأة مدوية وتمكن من خطف إحدى بطاقتي التأهل إلى الدور الثاني الذي يقم بنظام المجموعات أيضا، فإنه سيقابل المنتخبين المتأهلين عن المجموعة الثامنة التي تضم كندا والسنغال وليتوانيا وأستراليا، علما بأنه يصطحب معه نقاط الدور الأول إلى الدور الثاني، أما في حال فقد فرصة المنافسة باحتلاله أحد المركزين الثالث أو الرابع في المجموعة، فإنه سيلعب مع صاحبي المركزين الثالث والرابع في المجوعة الثامنة، ضمن أدوار تحديد المراكز من 17 إلى 32.
عليان: لن نكون صيدا سهلا
وأكد رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة محمد عليان، أن منتخب "صقور الأردن" سيسعى إلى تحقيق فوز على الأقل في نهائيات كأس العالم، لكي يرفع حظوظه في التأهل إلى البطولات التأهيلية إلى أولمبياد طوكيو 2020.
وأضاف عليان على هامش سحب قرعة كأس العالم، أن المنتخب الوطني لكرة السلة يملك أهدافا واضحة وطموحا تنافسيا كبيرا، ولن يقبل أن يكون صيدا سهلا لمنتخبات مجموعته، مشيرا الى أن المجموعة قوية للغاية ولا يمكن تجاهل قوة المنافسين.
وأشار رئيس اللجنة المؤقتة الى أن التركيز اليوم ينصب على وضع خطط ومعسكرات تدريبية، وخوض مباريات ودية مع منتخبات قريبة من حيث المستوى واسلوب اللعب مع منتخبات المجموعة، مؤكدا أن مدرب المنتخب جوي ستايبينغ يقوم خلال وجوده حاليا في الصين، بترتيب مواعيد تلك المباريات الودية المقترحة.
وأكد عليان أن اتحاد كرة السلة الأردني سينظم بطولة الملك عبدالله الثاني خلال شهر تموز (يوليو) المقبل، قبل المشاركة بكأس العالم، حيث سيوجه رقاع الدعوة الى عدة منتخبات قوية للمشاركة فيها، مشيرا في ذات الوقت الى تلقي الاتحاد دعوة من نظيره الليتواني للتعاون فيما بينهما على صعيد الشباب والناشئين.
ستايبينغ: الاستعدادات تبدأ في 15 المقبل
وكشف مدرب المنتخب الوطني جوي ستايبينغ، أنه كان يتوقع حلوله في مجموعة تضم منتخبين أوروبيين، وأشاد في الوقت ذاته بمنتخبي فرنسا وألمانيا.
وأضاف ستايبينغ في تصريحات من مدينة شينجن: "فرنسا وألمانيا منتخبان جيدان حقا، الدومينيكان من المنتخبات التي أردت الوقوع إلى جانبها، وآمل أن نتمكن من مقارعته في حال لعبنا بأسلوبنا".
وبين ستايبينغ أن مشوار الإعداد للبطولة سيبدأ في الخامس عشر من نيسان (ابريل) المقبل، وتوقع أن يخوض المنتخب من 15 إلى 20 مباراة إعدادية حتى موعد بدء المنافسات، أمام منتخبات على سوية عالية، مضيفا أنه متحمس للغاية لبدء مشواء الاعداد.
الخص: لا توجد مباريات سهلة
من ناحيته، ذكر المدرب العام للمنتخب الوطني وقائد الفريق السابق زيد الخص، أن جميع مباريات المنتخب في النهائيات المقبلة صعبة، ولم يكن ممكنا تجنب الحلول في مجموعة صعبة نظرا لقوة المنتخبات المشاركة في البطولة.
وأضاف الخص أنه واللاعبين خاب أملهم بعض الشيء لعدم تمكنهم من مواجهة المنتخب الأميركي وهو ما يعد حلما لكل لاعب كرة السلة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المنتخبين الفرنسي والألماني خصمان أوروبيان من العيار الثقيل، دون التقليل من شأن المنتخب الدومينيكاني الذي يعتبر من صفوة المنتخب العالمية ويحتل حاليا المركز الثامن عشر على سلم تصنيف الاتحاد الدولي (فيبا)، لكن الرؤية الفنية لهذه المنتخبات ستكتمل بعد معرفة اللاعبين المشاركين في كل فريق.
وأكد الخص أنه لا يوجد مستحيل في عالم كرة السلة، شريطة أن يتمتع اللاعبون بالتركيز التام، إلى جانب أن يخوض المنتخب الوطني مجموعة من المباريات الإعدادية مع منتخبات شبيهة في الأسلوب الفني مع تلك التي سيواجهها في النهائيات، مستذكرا مشاركته كلاعب في نهائيات العام 2010، عندما خاض المنتخب الوطني حينها مباريات ودية ساعدتهم على التخفيف من رهبة المشاركة للمرة الأولى.
ويتذكر الخص كذلك، المباراة التي خاضها المنتخب الوطني أمام ألمانيا في نهائيات كأس العالم 2010، والتي انتهت بفوز الألمان بنتيجة 91-73، مؤكدا أن اللاعبين تمكنوا من مجاراة خصوهم في أوقات عديدة من اللقاء، وذلك بعدما كسروا حاجز الخوف الذي رافقهم في المباريات السابقة بالبطولة، وتابع أن الرهبة يمكن أن يكون لها سلاح إيجابي يشجع اللاعبين على التخلص منها من خلال عرض رجولي خلال المباريات.
وتمنى الخص على اللاعبين الاستفادة من هذه البطولة ومشوار الإعداد لها من أجل تطوير قدراتهم وتقديم صورة مشرفة عن لاعب كرة السلة الأردني، وهو ما يساهم في مواصلة البناء على هذه التجربة من أجل الارتقاء بمستوى اللعبة على الصعيد المحلي.
عابدين: لا مستحيل في كرة السلة
أما صانع ألعاب المنتخب الوطني محمود عابدين فأكد تحفزه وزملاءه للمشاركة في البطولة بعدما انتهاء القرعة، مشيرا أنه ورغم صعوبة المهمة، فإنه مؤمن بمقولة لا مستحيل في كرة السلة.
واعتبر عابدين أن خوص مباراتين أمام فرنسا وألمانيا يعتبر أمرا في غاية الأهمية بالنسبة لكرة السلة الأردنية، وهي فرصة يجب أن يستغلها اللاعبون على أكمل وجه، مشيرا إلى أهمية الاحتكاك مع المنتخبات القوية في العالم من أجل رفع مستوى اللاعبين.
وبين عابدين أهمية أن يحظى المنتخب بمشوار إعدادي قوي ومدروس من أجل تحقيق مشاركة إيجابية في النهائيات، مع إدراك ضرورة الاستفادة من هذه المشاركة بمختلف النواحي، وتمنى عابدين بصفته من لاعبي الخبرة في صفزف المنتخب، على زملائه خوض المباريات بدون خوف، إضافة إلى التحلي بالثقة اللازمة التي من شأنها تعزيز فرص الفريق في تقديم صورة مميزة عن السلة الأردنية.
سمارة: الفوارق شاسعة
إلى ذلك، صرح لاعب المنتخب الوطني السابق أشرف سمارة، بأن المجموعة التي وقع فيها المنتخب الوطني صعبة بوجود فرنسا بطلة أوروبا في العام 2013 وألمانيا بطلة أوروبا العام 1993، علما بأن كلا المنتخبين يضمان لاعبين في الدوري الأميركي للمحترفين NBA.
وتطرق سمارة للفوارق الفنية بين اللاعبين، مشيرا إلا أن راتب الدولي الفرنسي رودي غوبيرت مع فريقه يوتا جاز يبلغ 25 مليون دولار أميركي سنويا، كما يتقاضى الألماني دينيس شرودر 17.5 مليون سنويا مع أوكلاهوما سيتي ثاندر حيث يلعب إلى جانب النجمين الأميركيين بول جورج وراسل وستبروك.
وتابع سمارة: "لاعبو منتخب فرنسا يتوزعون على الدوري الأميركي وأبرز أندية مسابقة يوروليغ، أما بالنسبة لمنتخب ألمانيا فهو يضم شرودر إلى جانب لاعبين في أندية ألمانيا التي تحقق نتائج مميزة في يوروليغ، وكذلك بعضهم موجود في اسبانيا، ويمكن اعتبار منتخب الدومينيكان اقل في المستوى من فرنسا وألمانيا ولكنه ايضا منتخب عنيد وصاحب خبرات كبيرة، وبعض لاعبيه موجودون في الدوري الاسباني".
واستبعد سمارة إمكانية مشاركة نجم مينيسوتا تمبروولفز كارل أنتوني تاونز مع المنتخب الدومينيكاني، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى احتواء الفريق على مجموعة من اللاعبين المميزين مثل فارغاس وايليس بايز.
وتحدث سمارة عن أهمية المشاركة في البطولة العالمية قائلا: "اتمنى تحضير المنتخب بما يليق بالحدث، فعلم الاْردن زين كل معالم الصين على المباني والمقرات الرياضية، واليوم كان رائعا ان ترى علم بلادك بين 32 منتخبا".
وتابع: "ثانيا، يتوجب دعم المنتخب بشكل كبير على المستوى المادي والمعنوي، مع الوضع بعين الاعتبار أن فرنسا وألمانيا ليستا فقط مدرستين كبيرتين في كرة السلة، بل هما منجمان رياضيان بشكل عام".
وختم: "تأهل الاْردن لهذا الحدث لا يعني بالضرورة البحث عن الفوز فقط، فالفوز والخسارة وجهان لعملة واحدة في المباريات بشكل عام، ويجب البحث عن وضع خارطة الاْردن في سماء اللعبة، وفتح قنوات التواصل مع باقي الدول، وتوقيع اتفاقيات تعاون مع الدول اللاعبين المدربين، واخيرا والأهم تمثيل الاْردن بشكل مميز على مستوى الالتزام الحضاري والأخلاقي المكتسب من تاريخ بلدنا".
