الأردن على عتبة "5G".. ما هي هذه التقنية؟

94f6b709-433
94f6b709-433

إبراهيم المبيضين

عمان- بين ضرورة الإسراع في إدخال خدمات "الجيل الخامس" لدفع عجلة التحول الرقمي، وتكاليف تدشينها إلى جانب تحديات يواجهها قطاع الاتصالات من سنوات، يقف الأردن اليوم على مقربة من إعلان أولى خطوات ترخيص الخدمة التي تعد أحدث أجيال الاتصالات المتنقلة في العالم الرقمي.

اضافة اعلان


الحكومة قبل أكثر من أسبوع أعلنت جديتها للبدء بالتأسيس للبينة التحتية للخدمة في وقت سبقتنا إليها 9 دول في المنطقة، والمشغلون مهتمون أيضا بإدخال الخدمة ولكن في إطار نموذج اقتصادي وفني يحفز الاستثمار فيها مع إيجاد حلول لمشاكل القطاع القائمة من سنوات في وقت يؤكد فيه خبراء أهمية الإسراع في إطلاق الخدمة في إطار معادلة تفيد كل أطرافها من: مستخدمين، وحكومة، ومشغلين يعملون في سوق تضم 7.3 مليون اشتراك خلوي و 11 مليون مستخدم للإنترنت بمختلف تقنياتها.


ما هي خدمة الجيل الخامس؟ وما مميزاتها؟ وما خريطة انتشار الخدمة في المنطقة والعالم؟ وما مستقبلها؟ وما خريطة الطريق التي ستعلن عنها الحكومة لإدخالها إلى السوق الأردنية، عن كل هذه الأسئلة يجيب مسؤولون في الحكومة وقطاع الاتصالات وخبراء محليون التقتهم "الغد"، وأجمعوا كلهم على أهمية الإسراع في إدخال الخدمة التي اعتبروها "ممكنا" لعملية التحول الرقمي و"قفزة كبيرة" في عالم الاتصالات.


الحكومة بصدد تأسيس البنية التحتية للاتصالات


رئيس الوزراء بشر الخصاونة، أعلن قبل أكثر من أسبوع، أن الحكومة، وخلال أيام، بصدد البدء بتأسيس البنية التحتية لخدمات الجيل الخامس في قطاع الاتصالات.


وأكد الخصاونة حرص الحكومة على مواكبة التحول العالمي السريع نحو هذه الخدمة، حيث اتخذت قرارا يمكن شركات الاتصالات الأردنية من المشغلين من البدء ببناء شبكة الجيل الخامس وتوفير خدماتها، وذلك من خلال تخصيص النطاق الترددي اللازم لذلك.


وقال رئيس الوزراء إنه جرى اتباع أفضل الممارسات الدولية والتجارب على مستوى المنطقة لتصميم النموذج الأردني في ترخيص الجيل الخامس، لافتا إلى أن قطاع الاتصالات ممكن يرتبط بشكل أساسي في تعزيز التنافسية وجذب الاستثمارات وتعزيز خدمات التعليم، والصحة، والنقل، ونشاط الصناعة والتجارة والزراعة والبنوك والطاقة، ووسائل الإعلام والتثقيف والترفيه.


وأشار الى أن الخدمة سيكون لها أثر إيجابي أيضاً على التعافي الاقتصادي بشكل عام، وتشجيع الريادة والابتكار، وزيادة فرص التشغيل وبناء الخبرات في مجال الاتصال والبنى التحتية.


الإعلان عن الأطر الفنية والتنظيمية للجيل الخامس


وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة، قال لـ"الغد"، إن الحكومة، من خلال الوزارة وهيئة تنظيم قطاع الاتصالات، ستعلن، خلال أيام، خطة الحكومة حول إجراءات تأسيس البنية التحتية للجيل الخامس، ستشمل الأطر التنظيمية والفنية لإطلاق الخدمة وتوفير الطيف الترددي اللازمة لها، وحزمة من الإجراءات التي لها علاقة بتحفيز القطاع وتطويره بشكل عام.


وأكد الوزير أن هذه الخطة هي نتاج مشاورات وما تم التوافق عليه بالشراكة مع مشغلي خدمات الاتصالات المتنقلة في المملكة، لافتا إلى أنه جرى مؤخرا عقد اجتماعات بين المشغلين وهيئة الاتصالات شملت نقاشات أخيرة قبل إعلان قرارات الحكومة بها الشأن.


وفي السياق نفسه، قالت هيئة الاتصالات إن الحكومة "تعمل جاهدة" على دعم إدخال كل ما هو جديد في قطاع الاتصالات بالمشاركة مع القطاع الخاص، وإن إتاحة تكنولوجيا جديدة مثل تكنولوجيا الجيل الخامس تحتاج إلى العديد من المشاروات مع مستخدمي الطيف الترددي والشركاء في القطاع للتوصل إلى الأسلوب الأمثل لإتاحته بما يحقق الأهداف المبتغاة من تشغيل تكنولوجيا جديدة مثل تكنولوجيا الجيل الخامس، والعمل جار في الوقت الحالي لوضع الأطر التنظيمية والفنية لإطلاق خدمات الجيل الخامس بالتشارك مع جميع الأطراف المعنية من القطاعين الحكومي والخاص.


توقع دخول الخدمة العام المقبل


الحكومة في خطة عملها الاقتصادية للأعوام 2021-2023، أكدت أنها تضع خريطة طريق لتوفير ترددات "الجيل الخامس" بهدف تشغيل الخدمات بشكل تجاري في العام 2023.


وقال مصدر مطلع في قطاع الاتصالات، إن الشركات بحاجة الى 18 شهرا على الأقل من بداية الترخيص لبناء شبكات للجيل الخامس، بما في ذلك الحصول على الموارد والمعدات والأجهزة اللازمة للأبراج والتشغيل.


وأكدت مصادر مطلعة لـ"الغد"، أمس، أن ما ستعلن عنه الحكومة خلال أيام بخصوص قطاع الاتصالات لا يقتصر فقط على الأطر الفنية والتنظيمية للجيل الخامس، ولكنه يشمل قرارات تشتمل على حوافز تشجع المشغلين على الاستثمار في الخدمة وحلول مقترحة لمشاكل عالقة في القطاع، منها ما يتعلق بالمشاركة بالعوائد وأسعار تراخيص الترددات وغيرها من المحاور.


ما خدمة الجيل الخامس؟


وقال رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الرابطة الدولية لمشغلي الهواتف المتنقلة، جواد عباسي "إن تقنية الجيل الخامس ستحدث ثورة وتغييرا كبيرا في استخدامنا للإنترنت والبيانات، كما أنها ستعزز وتطور الكثير من التوجهات والمفاهيم الحديثة في القطاع مثل التعليم الإلكتروني والصحة الإلكترونية والمدن الذكية وإنترنت الأشياء وغيرها من مفاهيم الثورة الصناعية الرابعة".


وبين عباسي أن الجيل الخامس من الشبكات اللاسلكية الحديثة، تلي الجيل الرابع، وتعد حاليا الأحدث والأسرع بين تقنيات التكنولوجيا الخلوية، وشرح قائلا: "بعدما قدم الجيل الأول إمكان إجراء مكالمات صوتية عبر الهواتف المحمولة، لتضاف إليها الرسائل النصية في الجيل الثاني، وبعدها القدرة على إرسال صور في شبكة الجيل الثالث، ثم تطوير قدرات الاتصال عبر الإنترنت في الجيل الرابع، فإن من شأن الجيل الخامس إدخال تطورات كبيرة على الاتصالات مع زيادة سرعة الاتصال بالإنترنت توازي جودة وقدرة الفايبر".


ولفت عباسي الى أن الجيل الخامس يتميز عن الجيلين الرابع والثالث بثلاثة محاور أساسية هي: سرعة التنزيل وسرعة الاستجابة والمقدرة على تقسيم الشبكة بحسب شرائح وحاجات المستخدمين، فضلا عن المقدرة الكبرى لربط عدد كبير من الأجهزة في وقت واحد.


وأكد أن إدخال شبكات الجيل الخامس مكلف جدا مقارنة بالأجيال السابقة، من حيث كلف الترددات وكلف بناء وتشغيل الشبكة وإدامتها، وخصوصا أن شبكات الاتصالات تعتمد على الكهرباء في التشغيل، مشيرا الى أهمية تسعير ترددات الخدمة وتراخيصها وتجديد التراخيص في الأردن لتكون منطقية تحفز المشغلين على الاستثمار في الخدمة.


ومن جانبه، أكد نائب الرئيس التنفيذي لشركة "أورانج" الأردن، رسلان ديرانية، أهمية إدخال خدمات الجيل الخامس للمملكة لتعزيز البنية التحتية للاتصالات ورفع الميزة التنافسية للاقتصاد، وتحفيز قطاع التكنولوجيا على الابتكار والتصدير، متأملا أن تصل الحكومة الى قرارات تحفيزية تساعد المشغلين على الاستثمار في الخدمة "المكلفة" وحل المشاكل والتحديات التي تواجه القطاع في الأصل.


كلفة الجيل الخامس تزيد بالضعف على الجيل الرابع


وقال ديرانية "إن كلفة إنشاء شبكات الجيل الخامس تزيد بالضعف على الجيل الرابع من معدات وأجهزة وأبراج، كما أن كلف الكهرباء تزيد بثلاثة أضعاف على الجيل الرابع في ظل أسعار الطاقة الحالية"، مشيرا الى أهمية تخفيف كلف الترددات والطاقة على القطاع حتى تتمكن الشركات من إدخال الخدمة وتقديمها بأسعار مقبولة للمواطن الأردني، وخصوصا أن قدرته الشرائية تقل عن المواطنين في دول المنطقة.


وأوضح أهمية الوصول الى حلول للمشاكل والتحديات العالقة في القطاع منذ سنوات، ومنها موضوع المشاركة بالعوائد بين الحكومة والشركات، وكلف الترددات السابقة التي كانت مكلفة جدا وتزيد بأكثر من ثلاثة أضعاف على أسواق أخرى، وكلف الطاقة على القطاع التي تتراوح بين 40 مليونا و50 مليون دينار سنويا؛ حيث إن هناك زيادة في فاتورة الكهرباء سنويا تصل الى ثمانية بالمائة نتيجة زيادة استهلاك الخدمات، وخصوصا الانترنت عريض النطاق.


وأضاف ديرانية، أن كل ذلك يضاف الى ما يتحمله القطاع من ضرائب مرتفعة تعد من الأعلى مقارنة بأسواق كثيرة؛ حيث إن كل دينار ينفقه المواطن اليوم على خدمات الاتصالات يهب منه حوالي 60 قرشا الى خزينة الدولة.


تكلفة إنشاء الجيل الخامس قد تصل إلى 750 مليون دينار


في تقارير صحفية، توقعت هيئة الاتصالات، أن تصل تكلفة البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس في الأردن إلى 750 مليون دينار للقطاع كاملا، والرقم ستحدده الشركات وطريقة تبنيها لطريقة إنشاء الشبكات من خلال قاعدة تشاركية أو الانفرادية في البنى التحتية.


ترددات الجيل الخامس


وعن الترددات التي تعتمد عليها تقنية الجيل الخامس، قال رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات السابق الدكتور غازي الجبور "إن الجيل الخامس يستخدم بشكل عام ترددات في نطاقات عدة، الأول أقل من 1 جيجاهيرتز، والتردد الثاني في نطاقات 3400-3800 ميجاهرتز، أما الثالث فهو 24-26 جيجاهرتز أو نطاقات أعلى".


وأشار الجبور الى أن ترددات النطاق الأول هي الترددات التي استخدمت في الجيل الثاني، وبعض البلدان استخدمت هذا النطاق للأجيال الأخرى، والترددات في النطاق الثاني قد استخدمت لدينا لخدمات الـ(WiMAX) سابقاً والأجيال المتطورة الثابتة (Fixed LTE) لاحقاً، ثم إن الترددات في النطاق الأعلى استخدمت للوصلات الميكروية منذ زمن بعيد ويوجد لدينا في المملكة أكثر من (8,450) موقعاً تبث ليل نهار على هذه الترددات، وكلها حصلت على موافقة هيئة تنظيم قطاع الاتصالات لمستوى البث الإشعاعي المقبول للهيئة وضمن الحدود الآمنة وحسب مواصفات الهيئة المستقلة للإشعاعات غير المؤينة (ICNIRP)، وهي هيئة عالمية حيادية ومستقلة.


الإشاعات حول الصحة


وحول ما يثار عن الآثار السلبية لترددات الخدمة، قال الجبور "إن المستويات الآمنة التي وضعتها هيئة (ICNIRP) للجيل الخامس هي أقل من مستويات الإشعاعات التي يمكن أن يكون لها أثر سلبي على الصحة"، لافتا الى أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أكدت أن الدراسات الكثيرة والمعمقة التي درست أثر إشعاعات الاتصالات في النطاقات الترددية المستخدمة لم تثبت أن لها أثرا سلبيا على الصحة".


هل تأخرنا في إدخال الجيل الخامس؟


وردا على سؤال فيما إذا كان هناك تأخير في الأردن في إجراءات إدخال الخدمة، قالت هيئة الاتصالات: "لا يمكن البت والقول إن الأردن متأخر في إتاحة تكنولوجيا الجيل الخامس، لأن مسألة تشغيل تكنولوجيا جديدة مثل تكنولوجيا الجيل الخامس تعتمد على العديد من العوامل، منها ما هو مرتبط بإجراءات الترخيص وأغلبها ترتبط بالحاجة الفعلية وقدرة مزودي الخدمة على إنشاء شبكات الجيل الخامس لتقديم الخدمة بالشكل المناسب وتوفر الموارد المالية اللازمة لإنشاء شبكات الجيل الخامس وما تتطلبه من استثمارات ضخمة".


بيد أن المؤسس لشركة "ستارت آبز"، المتخصصة في خدمات التحول الرقمي، محمد الخواجا، يرى أن الأردن "تأخر" في تبني شبكة الجيل الخامس؛ حيث إن معظم دول مجلس التعاون الخليجي بدأت منذ أعوام بتقديم الخدمة، ساعدها ذلك على تشكيل الاقتصاد الرقمي الجديد حولها وبناء النظام البيئي المطلوب تدريجيًا.


وقال: "إن العام الحالي هو الذي قد تنضم فيه العديد من البلدان إلى سباق الجيل الخامس، ونأمل بأن يلحق الأردن به ويستفيد منه".


وأكد أن إطلاق الجيل الخامس في الأردن سيحفز الاقتصاد بطرق عدة؛ منها تمكين المواهب من الوصول إلى فرص العمل حول العالم.

وقال: "تخيل طبيبًا أردنيًا يجري عملية مباشرة من الأردن لمريض في جزء آخر من العالم! والشركات الناشئة الأردنية ستحظى بفرص أفضل لإطلاق التكنولوجيا الثورية التي تمكنها شبكة الجيل الخامس في الأردن قبل أن تتوسع وتصدر إلى أسواق متنامية أكثر ربحية على الصعيدين الإقليمي والعالمي".


خمسة أعوام لتعميم الخدمة


الوزير الهناندة كان أكد، في تصريحات سابقة، أن التأخير في إدخال خدمات الجيل الخامس "يؤثر على قدرة الأردن في التنافسية والحلول التكنولوجية للقطاعات المختلفة"، لافتا إلى أن الاستخدام الأمثل لهذه الخدمات، يحتاج إلى أربعة أو خمسة أعوام حتى يكون مجديا لمقدمي هذه الخدمات.


وبين أنه عند دخول أي تقنية حديثة للاتصالات أو أي جيل جديد من الاتصالات، فإن هناك مرحلتين تمر بهما الخدمة، وهما مرحلة الاستخدام الطبيعي التي تشهد دخول القادرين على استخدام الخدمة من حيث الكلفة وامتلاك الأجهزة الخلوية الداعمة، ومرحلة الاستخدام الشائع عندما تبدأ معظم شرائح المجتمع ومختلف القطاعات الاقتصادية بالاعتماد على الخدمة.


الأردن في المؤشرات العالمية للاتصالات والتكنولوجيا


واحتل الأردن المرتبة 69 عالميا في تقرير مؤشر مدى جاهزية الشبكة (الاستعداد التكنولوجي) Networked Readiness Index الصادر عن معهد بورتلانز المعتمد لدى المنتدى الاقتصادي العالمي في العام 2020، متقدما 4 مراتب مقارنة بالمرتبة (73) في العام 2019.


ولكن مؤشر المعرفة العالمي عن العام الماضي، أظهر في واحد من مؤشراته الفرعية المعنية بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن المملكة احتلت المرتبة 92 في هذا المؤشر من بين 154 دولة، مقارنة مع المرتبة 73 من بين 138 دولة العام الماضي، أي أنه تراجع بمقدار 3 نقاط.


20 مشغلا تقدم الجيل الخامس في المنطقة


وأظهرت بيانات حديثة للرابطة الدولية لمشغلي الهواتف المتنقلة "جي اس ام اييه"، أنه مع نهاية العام 2021 كان هناك 20 شبكة اتصالات من الجيل الخامس تتواجد في 9 دول في منطقة الشرق الأوسط؛ أي أن 9 دول في المنطقة قد سبقتنا في إدخال خدمات الجيل الخامس.


وتتوقع الرابطة أن تتوسع قاعدة اشتراكات خدمات الجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لتسجل 42 مليون اشتراك بحلول العام 2025، ليشكل هذا الرقم نسبة تصل إلى 7 بالمائة من إجمالي اشتراكات الهواتف المتنقلة، فيما يتوقع أن يكون هذا الرقم أعلى بكثير في منطقة مجلس التعاون الخليجي ليبلغ 17 مليون اشتراك بخدمات الجيل الخامس، ستشكل نسبة تصل إلى 21 بالمائة من إجمالي أعداد اشتراكات الهواتف المتنقلة في هذه الأسواق.


الجيل الخامس متوافر في 78 دولة


وتشير بيانات الرابطة الى أن 487 مشغلا في 145 دولة أعلنوا عن استثمارهم بشركات الجيل الخامس سواء كان بالحصول على الترخيص، الفحص الفني، التشغيل التجريبي، أو إنشاء الشبكة، ومنهم 200 مشغل أعلن إطلاق شبكات الجيل الخامس تجاريا في 78 دولة.


وتتوقع شركة "إريكسون" العالمية أن يصل عدد اشتراكات الجيل الخامس في كل أنحاء العالم إلى 3.5 مليار اشتراك تغطي 60 % من سكان العالم بنهاية العام 2026.


ميزات الجيل الخامس


وعن مزايا الجيل الخامس ومقارنته بالأجيال السابقة، قال الخبير في الاتصالات والتقنية وصفي الصفدي "إن سرعة الجيل الثالث +HSPA تصل لغاية 2106 ميجا بالثانية، بمعدل تحميل 14 ميجا، سرعة الجيل الرابع 100 ميجا بمعدل تحميل 50 ميجا، سرعة الجيل الخامس تصل لـ400 ضعف الجيل الرابع، بمعدل تحميل 400 ميجا".


ولتوضيح فرق السرعات بين الجيل الثالث، الرابع والخامس من الاتصالات اللاسلكية، ضرب الصفدي مثالا بفيلم حجمه 8 جيجابايت عالي الدقة مدته ساعتان، مشيرا الى أن تحميل هذا الفيلم سيستغرق باستخدام تقنية الجيل الخامس حوالي الـ3 ثوان مقارنة بـ10 دقائق بالجيل الرابع المتقدم وحوالي 70 دقيقة باستخدام الجيل الثالث.


وبالنسبة لميزة زمن تأخير الاستجابة التي تعرف على أنها المدة التي تستغرقها الشبكة في إرسال حزمة بيانات من نقطة إلى أخرى، قال الصفدي "إن هناك فروقا كبيرة في معدل التأخير بين شبكات الجيلين الرابع والخامس؛ حيث يصل التأخير في الجيل الخامس لأقل من 1 ميلي ثانية، فيما يصل التأخير في الجيل الرابع الى أقل من 50 ميلي ثانية".


وبحسب دراسات عالمية، فالجيل الخامس يمتلك ميزة المقدرة على ربط عدد أكبر من الهواتف مرة واحدة، فالشبكة تستطيع نظريا ربط أكثر من مليون هاتف في الكيلومتر المربع الواحد، مقارنة بقدرة الجيل الرابع على ربط 60 ألف هاتف فحسب مرة واحدة.


وأكد الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "لبيبة"، المتخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، علي حجاج، أن هذه المزايا تجعل من الأهمية إدخال خدمات الجيل الثالث الى الأردن لتعزيز عمالية التحول الرقمي ودعم التطبيقات والخدمات التي تحتاج الى سرعات عالية واستجابات سريعة، وخصوصا الخدمات والتطبيقات التي تحتاج الى قرارات سريعة، مثل تطبيقات السيارات ذاتية القيادة وتطبيقات تحليل البيانات وإنترنت الأشياء.


وأشار حجاج الى أهمية إدخال الخدمة لتطوير قطاع التكنولوجيا ومهارات الشباب التقنية التي يجب أن تواكب الأسواق العربية والعالمية.


وفي الإطار نفسه، قال المدير التنفيذي لجمعية "إنتاج" نضال البيطار "إن خدمات الجيل الخامس هي ممكن للاقتصاد، ومحفز على الابتكار والإبداع وريادة الأعمال، فهي ستقدم بنية تحتية مناسبة للمطورين وصناع التكنولوجيا في مجالات مختلفة مثل الترفيه الرقمي، المدن الذكية، الأبنية الذكية، نقل وتحليلات البيانات الضخمة، الذكاء الاصطناعي، التعليم، الصحة عن بعد، التجارة الالكترونية، الدفع الالكتروني، إنترنت الأشياء، السلامة العامة، المؤتمرات المرئية، الطاقة الذكية، الزراعة الذكية، المراقبة الذكية، تعزيز العالم الافتراضي والتواصل الاجتماعي، الخدمات اللوجستية، النقل الذكي، السيارات الذكية، الشوارع الذكية، وغيرها الكثير من الأمثلة".

إقرأ المزيد :