الأردن والسعودية: وجهات نظر متطابقة حيال تطورات الإقليم

جلالة الملك أثناء لقائه الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي
جلالة الملك أثناء لقائه الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي

عمان-الغد- التقى جلالة الملك عبدالله الثاني مساء أمس، سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، وتم في اللقاء الذي جرى في قصر الحسينية، "التأكيد على متانة العلاقات بين البلدين الشقيقين، ورغبة القيادتين في تعزيز هذه العلاقات".اضافة اعلان
ورأى مراقبون أن الزيارة الأولى لولي ولي العهد السعودي للأردن أمس، ومباحثاته المثمرة في عمان، تعكس عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، وتنفي عمليا تحليلات عديدة راجت مؤخرا عن تراجع الدفء في العلاقة الأردنية السعودية، بعد تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن
عبد العزيز آل السعود للحكم قبل أشهر.
ولفتوا إلى أن الزيارة المهمة أمس، تعيد ترسيم نقاط الالتقاء الواسعة بين المملكتين الشقيقتين وقيادتيهما، تجاه ملفات عديدة، ثنائية وإقليمية وعربية، متوقعين أن تنعكس نتائج الزيارة والمباحثات التي أجريت خلالها في عمان، على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين من جهة، وعلى التدشين لمرحلة جديدة من التعاون والتحرك تجاه عديد من التحديات والأزمات المشتعلة في المنطقة والإقليم.
وأكد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقائه أمس بولي ولي العهد السعودي على دعم السعودية خلال الأعوام والعقود الماضية للاقتصاد الأردني، وما ساهمت به في العملية التنموية في الأردن.
وفي ختام زيارة سموه إلى المملكة، صدر بيان مشترك بين المملكتين: الأردنية الهاشمية والعربية السعودية، أكد في مستهله على عمق "العلاقات التاريخية الوثيقة والراسخة التي تربط المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني".
ولفت البيان إلى أن ولي ولي العهد السعودي، قام بزيارته الى الأردن أمس تلبية لدعوة كريمة من جلالة الملك عبدالله الثاني، بحيث عقد جلالته اجتماعا مع سموه، نقل فيه سموه تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، إلى أخيهما جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأضاف البيان أنه عقدت مباحثات ثنائية وموسعة بين الجانبين، ركزت على علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين، والتطورات الراهنة في المنطقة، والتي كانت وجهات نظر خادم الحرمين الشريفين وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني متطابقة حيالها.
وأشار البيان الى أنه بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني، اتفق في المباحثات على أهمية تعزيز التعاون الاستراتيجي السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني بين البلدين.
وفي هذا النطاق، أكد البلدان على أهمية العمل المشترك في مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، حماية لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، ودفاعاً عن أمن المنطقة وشعوبها، كما أكدا على أن سلامة وأمن البلدين، هو كلٌ لا يتجزأ.
وجرى بحث تطورات الأوضاع المؤلمة في سورية وسبل إيجاد حل يضمن الأمن والأمان للشعب السوري وحقوقه، وكذلك بحثا تطورات الأوضاع في اليمن، وما يقوم به التحالف بقيادة السعودية من جهود كبيرة، استجابة لمناشدة الحكومة الشرعية للدفاع عن الشعب اليمني الشقيق، وحماية أمنه واستقراره، والدعم الإنساني الذي يقدم لمساعدة الشعب اليمني في تجاوز أزمته.
وقال البيان إنه "تم التأكيد على تكثيف الدعم الدولي للأردن في جهوده المتعلقة باستقبال اللاجئين السوريين، وتحمل أعبائهم، وما يبذله الأردن من جهود إنسانية في هذا المجال".
وأكد الجانبان، على أهمية وحدة العراق وأمنه وضرورة إشراك كافة مكونات شعبه في العملية السياسية، ليكونوا يدا واحدة في الدفاع عن ترابه وبناء مؤسساته والحفاظ على استقلاله.
كما أكد الجانبان رفضهما القاطع لمحاولات تدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية، والهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها، والمنافية لكافة المواثيق والأعراف الدولية، وشددا على أن مبادئ حسن الجوار تقتضي الابتعاد عن التدخل في شؤون الدول العربية ومحاولات بسط الهيمنة.
هذا وأكد الطرفان على أهمية التقدم في العملية السلمية على أساس المبادرة العربية للسلام، وقرارات الشرعية الدولية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في حصوله على حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة، ذات السيادة الكاملة.
ومن جانبه، أكد سمو الأمير محمد بن سلمان، حرص خادم الحرمين الشريفين، على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والارتقاء بالعمل المشترك في كافة المجالات، وتوفير فرص الاستثمار المشتركة بينهما، والتي من شأنها أن تعود بالنفع للبلدين والشعبين الشقيقين.
وفي ختام اللقاء، نقل ولي ولي العهد السعودي، تحيات جلالة الملك إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز.
وعبر الأمير محمد بن سلمان عن بالغ شكره وتقديره لجلالة الملك والحكومة الأردنية على ما لقيه والوفد المرافق من كرم الضيافة وحسن الاستقبال.
وحضر المباحثات سمو الأمير فيصل بن الحسين، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل الزبن، ومستشار جلالة الملك لشؤون الأمن القومي مدير المخابرات العامة الفريق أول فيصل الشوبكي، ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور جعفر حسان، ومبعوث جلالة الملك للمملكة العربية السعودية الدكتور باسم عوض الله.
وحضرها عن الجانب السعودي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، والمستشاران في الديوان الملكي فهد بن محمد العيسى، وسعود بن عبدالله القحطاني، والسفير السعودي في عمان الدكتور سامي الصالح، وعدد من أعضاء الوفد المرافق.
وكان جلالة الملك في استقبال سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لدى وصوله باحة قصر الحسينية، يصحبه سمو الأمير فيصل بن الحسين، حيث حيت الضيف ثلة من حرس الشرف.
كما كان جلالته في وداع سمو الشيخ محمد بن سلمان لدى مغادرته مطار الملكة علياء الدولي.
وكان في الوداع سمو الأمير فيصل بن الحسين، وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، والسفير السعودي وأركان السفارة السعودية في عمان.
وكان ولي ولي العهد السعودي وصل إلى عمان أمس، حيث كان في استقباله بالمطار سمو الأمير فيصل بن الحسين.-(بترا)