الأردن يكافح مائيا لمواجهة أزمة تغير المناخ

oxlcu16b
oxlcu16b

إيمان الفارس

عمان - فيما حذر تقرير دولي من مخاطر تفاقم أزمة المياه العالمية مع ما وصفه بــ "انهيار" المناخ، تسعى وزارة المياه والري لتنفيذ خطتها الاستراتيجية التي تنسجم وتبعات وعواقب أزمة تغير المناخ.اضافة اعلان
وأبدى التقرير الذي نشره الموقع الدولي The Guardian أول من أمس، مخاوفه إزاء ارتفاع حدة ندرة المياه والفيضانات والجفاف وحرائق الغابات في جميع أنحاء العالم، مشيرا لدور الاحتباس الحراري في تعطيل دورة المياه على كوكب الأرض.
وفي حين تتوالى الدعوات الدولية حيال ضرورة مجابهة قضية ندرة المياه، باعتبارها أبرز تحديات عواقب التغير المناخي عالميا، يمضي قطاع المياه الأردني في إستراتيجية لتعزيز سياسة بناء المنعة التي تعتمدها الوزارة رسميا؛ لمواجهة تأثيرات التغير المناخي على المياه.
ونبهت وزارة المياه والري، في وقت سابق، من خطورة مؤشرات ازدياد درجات الحرارة، وجفاف الينابيع، وتراجع الهطلات المطرية بنسبة تتراوح بين 15 %-21 % في المناطق الغربية من المملكة وازديادها في المناطق الشرقية والجنوبية.
ويعاني قطاع المياه تحديات متزايدة، تتمثل في تراجع المصادر المائية، وازدياد الطلب، واللجوء وما يترتب عليه من أعباء، وارتفاع كلف المياه، خاصة ما يتعلق بوضوح آثار وظواهر التغير المناخي في الأردن، ومنها هطل الأمطار، والتقلبات المناخية.
وبينت في هذا الخصوص، أن المملكة تتعايش وحالة غير مسبوقة من التغييرات المناخية، في الوقت الذي بدت فيه تأثيراتها واضحة بتراجع معدلات الهطل المطري على المنطقة والأردن بشكل خاص، إضافة لحدوث هطلات مطرية غزيرة وتقتصر على فترات قصيرة ومواقع محددة.
وباتت هذه الظروف مصدر قلق لدى قطاع المياه، من حيث تأخر المواسم المطرية، أو حدتها احيانا، أو تذبذب الهطلات بين الفينة والأخرى، وسط مخاطر نتائج دراسات علمية حديثة، تمثلت في ازدياد درجات الحرارة، مايعني زيادة التبخر من مختلف المصادر المائية، وجفاف الينابيع.
إلى ذلك، رجح التقرير الذي تمحور حول تفاقم أزمة المياه العالمية إثر تدهور المناخ، أن ترتفع درجة الحرارة عالميا بمقدار 1.5 درجة مئوية عما هي عليه الآن في غضون العقدين المقبلين، وفق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، موضحا أن ارتفاع درجات الحرارة سيكون مصاحبا لتغيرات كبيرة في دورة المياه على كوكب الأرض، حيث تصبح المناطق المبتلة بالفعل أكثر رطوبة، وتصبح المناطق القاحلة بالفعل عرضة لمزيد من الجفاف.
أما بخصوص هطل الأمطار، فبين التقرير أن هطل الأمطار الغزيرة سيتكثف بنسبة 7 % لكل درجة مئوية إضافية إثر الاحتباس الحراري.
وأكد التقرير أن التغيرات المتوقعة بدأت واقعيا، لافتا إلى ازدياد حالات الجفاف سوءا في بعض المناطق الجافة واستمراريتها لفترات أطول، محذرا من مخاطر تبخر المزيد من المياه، مما يؤدي لتفاقم الجفاف.
وتوقع التقرير أن تنخفض رطوبة التربة، وترتفع فترات الجفاف في المناطق القاحلة بالفعل مثل البحر الأبيض المتوسط ​​وجنوب إفريقيا، مرجحا أن يزداد التقلب الموسمي لهطل الأمطار، مع تقلص أيام هطل الأمطار إلى جانب زيادة كثافة الهطل.
وتعد التغييرات في أنماط هطل الأمطار الطبيعية على الكوكب من أكبر تأثيرات أزمة المناخ، حيث يشمل التقرير التاريخي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أكثر من 200 صفحة حول هذه القضية التي احتوت نتائجها على أشد التحذيرات حتى الآن من مشاكل تغير المناخ.