الأزمة السياسية في إسرائيل تحتم إجراء انتخابات تشريعية ثالثة

القدس- تستعد دولة الاحتلال الإسرائيلي لتنظيم انتخابات تشريعية ثالثة خلال عام في مسعى لحلّ الأزمة السياسية الأسوأ في تاريخها.
ولم يتيح اقتراعان تشريعيان في نيسان (ابريل) وأيلول (سبتمبر) الماضيين في إخراج منتصر واضح بين رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو وخصمه الوسطي بيني غانتس الذي يقود تحالف أزرق أبيض.
ففي انتخابات 9 نيسان (ابريل)، سعى نتنياهو، منذ 2009، إلى الفوز مجددا رغم مزاعم الفساد المرتبطة به، وقد جاءت النتائج متساوية بين حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو وتحالف أزرق أبيض الذي يتزعمه المسؤول العسكري السابق بيني غانتس، وكلّف البرلمان نتنياهو بعد تلقيه دعم أحزاب يمينية صغيرة، ما شكل خطوة أولى في مسار تشكيل حكومة أغلبية، الا أنه فشل في جمع أغلبية في البرلمان عقب أسابيع من المساومات السياسية، وانتهت المهلة ووافق البرلمان على تنظيم انتخابات جديدة.
وعقب انتهاء الانتخابات في 17 أيلول (سبتمبر)، أظهرت النتائج مجددا تساويا بين حزبي نتنياهو وغانتس، وفي تطور مفاجئ، اقترح نتنياهو على غانتس تشكيل حكومة وحدة، لكن الأخير اشترط أن يكون هو رئيسها.
وأعلنت النتائج الكاملة والنهائية في 25 أيلول (سبتمبر) لتؤكد المأزق، وحصل تحالف أزرق أبيض على 33 مقعدا مقابل 32 لحزب الليكود. ورغم تحالفاتهما، فشل الحزبان في جمع 61 مقعدا لتحصيل أغلبية. في 25 أيلول (سبتمبر)، كلف رئيس الدولة رؤوفين ريفلين نتنياهو بتشكيل الحكومة خلال 28 يوما، ورفض غانتس الانضمام للحكومة، وبرر ذلك باحتمال توجيه تهم فساد لنتنياهو.
وفي 21 تشرين الأول (أكتوبر)، أعلن نتنياهو فشله، وكلف الرئيس غانتس بتشكيل الحكومة.
في 8 تشرين الثاني (نوفمبر)، قام نتنياهو بتعيين نفتالي بينيت بمنصب وزير الدفاع، وقال إن حزبه الجديد سيلتحق بالليكود، ما عدد مقاعد نتنياهو إلى 35، متقدما بمقعدين على تحالف أزرق أبيض.
في 20 من الشهر ذاته، أبلغ غانتس الرئيس بعجزه عن تشكيل الحكومة، قبل ساعات من انتهاء المهلة.
في مسعاه لتجنب تنظيم انتخابات ثالثة، كلف ريفلين البرلمان باختيار شخصية جديدة خلال ثلاثة أسابيع.
ورغم أن البرلمان بإمكانه اختيار أيّ نائب لتشكيل الحكومة، بقي نتنياهو وغانتس المرشحين الفعليين الوحيدين.
وفي 21 تشرين الثاني (نوفمبر)، وجه المدعي العام تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة لنتنياهو. وهذه المرة الأولى التي يحاكم فيها رئيس وزراء إسرائيلي وهو في المنصب.
رفض نتنياهو التهم، واعتبرها محاولة لإزاحته من الحكومة.
وفي 11 كانون الأول (ديسمبر)، انقضت مهلة البرلمان لتكليف رئيس حكومة، وحل الكنيست نفسه على أن تنظم انتخابات جديدة في 2 آذار (مارس) المقبل.-(أ ف ب)

اضافة اعلان