الأسبرين.. قصة دواء عجيب بدأت منذ آلاف الأعوام

الأسبرين.. قصة دواء عجيب بدأت منذ آلاف الأعوام
الأسبرين.. قصة دواء عجيب بدأت منذ آلاف الأعوام

واشنطن - يبدو أن حبة الأسبرين أصبحت دواء لكل شيء، فهي مسكن للآلام، ومانع محتمل للجلطات، ومكافح مفترض للسرطان في قرص واحد، وربما يفكر أحدهم أن مخترع الأسبرين هو عبقري، لكن الحقيقة هي أن البشر يستخدمونها منذ آلاف الأعوام.

اضافة اعلان

ويقول أستاذ أمراض القلب في جامعة كاليفورنيا الدكتور كارول واتسون إن "الأسبرين هو واحد من تلك الأشياء التي كانت موجودة منذ وقت طويل وقبل حتى أن تكون هناك تجارب سريرية أو أي نوع من المعرفة العلمية".

وعاد الأسبرين إلى الواجهة مؤخرا، بعد أن نشرت دراسة في مجلة "لانسيت"، تقول إن حبة أسبرين يوميا، يمكنها على ما يبدو خفض مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة 20 في المائة على الأقل خلال فترة 20 عاما.

وكلمة "أسبرين" لم تأت من فراغ، فهي مشتقة من كلمة "سبيرايا،" وهي فصيلة من الشجيرات تحتوي المصادر الطبيعية للمكونات الرئيسية للعقار وهي حمض الصفصاف.

ويمكن العثور على هذا الحمض، والذي هو بمثابة الأسبرين في العصر الحديث، في الياسمين والفول والبازلاء وبعض الحشائش مثل البرسيم، وأنواع أخرى من الشجيرات.

ويقول ديارمويد جيفريز، مؤلف كتاب "الأسبرين: قصة الدواء العجيب،" إن قدماء المصريين كانوا يستخدمون قشرة الصفصاف كعلاج للآلام والأوجاع، لكنهم لم يكونوا يعرفون آنذاك أن ما كان يخفض درجة حرارة الجسم والالتهاب كان حمض الصفصاف".

وأتت كتب أبقراط، الطبيب اليوناني الذي عاش منذ العام 460 إلى 377 قبل الميلاد، على ذكر تلك المادة، وقالت إن أوراق الصفصاف يمكنها تخفيف الآلام والحمى".

ولم يكن حتى آلاف الأعوام في وقت لاحق أن بدأ الناس في عزل المكونات الأساسية للأسبرين، فقد أعاد رجل دين في القرن 18 يدعى إدوارد ستون، اكتشاف الأسبرين، عندما كتب تقريرا عن كيفية إعداد مسحوق لحاء الصفصاف الذي أفاد نحو 50 مريضا عانوا من أمراض البرد وغيرها.

وفي بدايات 1800 ميلادية، اكتشف الباحثون في جميع أنحاء أوروبا حمض الصفصاف، وتمكن الصيدلي الفرنسي هنري ليرو من عزل مكوناته في العام 1829، بينما اكتشف هيرمان كولبي حمض الصفصاف الاصطناعي في العام 1874.

أما الأسبرين الذي نعرفه اليوم، فقد خرج إلى حيز الوجود في أواخر العام 1890 في شكله الحالي، عندما استخدمه الكيميائي فيلكس هوفمان في باير بألمانيا لتخفيف آلام الروماتيزم عن والده.

وابتداء من العام 1899، بدأ توزيع مادة على شكل بودرة لهذا العنصر إلى الأطباء لإعطائها للمرضى، وأصبح هذا العقار حديث الساعة، إلى أن بدأ يباع على شكل أقراص من دون وصفة طبية في العام 1915.