الأسد في الإمارات.. كسر لعزلة سورية أم تحول جديد بالمنطقة؟

زايد الدخيل عمان- في زيارة تعد الأولى له لدولة عربية منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011، وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات، ما يكشف عن بداية سورية لتحسين علاقاتها مع بلد حليف للولايات المتحدة، فيما كانت تدعم سابقا المعارضة السورية. واستقبل ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس الاسد اول من امس، وبحثا العلاقات بين البلدين والسلام في المنطقة، كما عبر الشيخ محمد عن تمنياته، بأن تكون هذه الزيارة، فاتحة خير وسلام واستقرار لسورية والمنطقة. واكد الجانبان في اللقاء، ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وانسحاب القوات الأجنبية من بلد فيه وجود عسكري لكل من: روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة. وبحسب مراقبين، فان اللقاء، هو أحدث حلقة في سلسلة مبادرات دبلوماسية، تشير إلى تحول في المنطقة، ما يشي بإحياء دول عربية لعلاقاتها مع الأسد، في وقت تنامت فيه المؤشرات المتجهة الى حدوث تقارب بين النظام السوري ودول عربية، ومنها الاتصال الهاتفي الذي تلقاه جلالة الملك عبدالله الثاني من الرئيس الأسد في تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي، في خطوة، تعكس تقارب العلاقات بين المملكة وسورية، بعد الإعلان عن فتح معبر جابر الحدودي واستئناف الرحلات البرية والجوية بين البلدين. ويقول أستاذ العلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات، ان هذه الزيارة تأتي في ظل تغيرات متعددة تشهدها المنطقة، بخاصة بشأن سورية، إذ استقرت الأمور بعد هزيمة المعارضة وبقائها في جيوب هامشية، ونظرا لتغير الظروف الدولية، اتجهت المؤشرات لدى كثير من الدول العربية الى ضرورة التعامل مع سورية واستعادتها الى الصف العربي. وأضاف "طبعا كانت هناك خطوات تقارب متعددة مع سورية، توجت حاليا بزياره الأسد الى الامارات، فالزيارة سبقها افتتاح للسفاره الاماراتية في دمشق، وهناك كثير من الزيارات للمسؤولين الاماراتيين، ركزت على تعميق العلاقات الثنائية، وتناولت جوانب امنية من ضمنها الأمن القومي العربي. واضاف "تطورت العلاقات العربية مع سورية، واصبح موضوع عودة سورية الى جامعة الدول العربية مطروحا على كاول النقاش"، فضلا عن المباحثات بين وزراء الطاقة لكل من سورية والاردن ومصر ولبنان، لإمداد لبنان بالكهرباء والنفط. ورجح شنيكات عودة سورية في الفترة المقبلة للجامعة العربية، واستئناف الدول العربية لعلاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، مشيرا الى وجود مطالب تتعلق بالأمن والموقف من الدول الاقليمية وقضايا اخرى، بالاضافة الى مسألة إعادة إعمار سورية، وربما الحديث عن مصالحة بين الأطراف السورية هذا وارد. وزارة الخارجية الأميركية، أعربت عن "خيبة أملها وانزعاجها العميقين" من دعوة الأسد لزيارة الإمارات، وفق للمتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس. ووصف برايس الدعوة بـ"المحاولة المكشوفة لإضفاء الشرعية عليه، وهو مسؤول عن مقتل ومعاناة عدد لا يحصى من السوريين، وتشريد أكثر من نصف السكان السوريين والاعتقال التعسفي، واختفاء أكثر من 150 ألف سوري من الرجال والنساء والأطفال". السفير السابق احمد مبيضين، يقول ان واشنطن تعارض حاليا جهود تطبيع العلاقات مع الأسد، لحين إحراز تقدم صوب حل سياسي للحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف، بعد أن تطورت من انتفاضة على حكمه. ولكن مبيضين، يقول إن هدف الإمارات في الملف السوري، يكمن في كسر عزلة القيادة السورية، ودعوة دمشق للعودة إلى جامعة الدول العربية، وتعزيز مكانتها ومركزها العربي. وأضاف ان زيارة الاسد الى الامارات، تؤكد ان ابو ظبي تمضي في مسار لم الشمل، وهي ماضية ومستمرة في ذلك، مرجحا ان ينتج عن ذلك زيارات عربية لدول عدة إلى دمشق. وكان المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش، قال ان زيارة الرئيس الأسد تنطلق من توجه الإمارات إلى تكريس الدور العربي في الملف السوري، وقناعتها بضرورة التواصل السياسي، والانفتاح والحوار على مستوى الإقليم. بدوره، اكد استاذ العلوم السياسية الدكتور صدام الحجاحجة، أن هذه الزيارة ستؤسس لزيارات عربية أخرى، مشددا على أنه لا يمكن تحييد دمشق وعزلها بعد اليوم، مضيفا إن "كل ما تريده سورية هو العودة الى الحضن العربي، وان تكون دولة فاعلة في محيطها الإقليمي، والا يكون عليها حصار وعقوبات دولية". واعتبر الحجاحجة، ان الإمارات، تتميز بالتوازن في العلاقات، وهي ماضية في موضوع عودة سورية الى جامعة الدول العربية، تأكيدا منها لأهمية تعزيز الأمن القومي العربي، في ظل وجود عدة نقاط مشتركة بين الإمارات وسورية، ما سيسهل من التقارب واكتمال الجهود المشتركة للعودة الى الحضن العربي، وأبرزها النظرة المشتركة للملف الروسي الأوكراني. وكانت الجامعة العربية علقت عضوية سورية بعد اندلاع النزاع قبل 11 عاما. في تشرين الثاني (نوفبمر) العام الماضي، التقى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد الرئيس الأسد في دمشق للمرة الأولى منذ بدء الحرب السورية، وتخلل اللقاء، البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، كما اتفق على تكثيف جهود استكشاف آفاق جديدة للتعاون بينهما، بخاصة في المجالات الحيوية، لتعزيز الشراكات الاستثمارية.

إقرأ المزيد : 

اضافة اعلان