الأسرى الأردنيون الأبطال

بعد أكثر من 100 يوم، فك الأسرى الأردنيون في السجون والمعتقلات الإسرائيلية المضربون عن الطعام إضرابهم، وذلك بعد أن رضخت سلطات الاحتلال، رغم أنها حاولت بكل الوسائل غير المشروعة وغير القانونية وغير الإنسانية ثنيهم عن إضرابهم، وكسر إرادتهم؛ إلا أن محاولاتها باءت بالفشل، ولم تتمكن من كسر إرادة التحدي والصمود لدى الأسرى الأبطال. اضافة اعلان
خاض الأسرى المضربون عن الطعام وهم؛ عبدالله البرغوثي، ومحمد الريماوي، وعلاء حماد، ومنير مرعي، وحمزة الدباس، معركة بطولية، واجهوا خلالها أشد وأعتى الإجراءات الإسرائيلية لكسر إرادتهم؛ إذ منع عنهم العلاج، ووُضعوا في العزل، وقُيّدوا بالأسرّة في المستشفيات، وحُرموا من أبسط حقوقهم. لكنهم صمدوا، وأصروا، فرضخت إسرائيل بسجانيها وسلطاتها القمعية.
إن الصمود البطولي الذي ميز إضراب الأسرى الأردنيين، فرض على الإسرائيليين الاستجابة لمطالبهم، بعد أن كانت سلطات الاحتلال ترفض الحديث مع الأسرى عن هذه المطالب، وبعد أن صرح أكثر من مسؤول صهيوني بأن سلطات السجون الإسرائيلية لن تستجيب أبدا لمطالب الأسرى. ومع أنهم جميعا كانوا معرضين للموت، ووصلت حالات بعضهم إلى درجة خطيرة جدا، إلا أنهم أصروا، ورفضوا الضغوط الإسرائيلية كافة.
إنها معركة الحرية والبطولة والتضحية التي خاضها الأسرى الأردنيون الذين علّموا العالم دروسا في التضحية والإرادة والإصرار. ويستحق الأسرى الأردنيون منا جميعا التحية والتقدير والاحترام، وأن نرفع لهم القبعات، ونحني لهم الهامات؛ فقد علمونا أن الأهداف الجليلة تستحق التضحية، وأن الأسير ليس ضعيفا، وإنما قوي، وقوي جدا بإرادته وصموده.
لم ينتصر الأسرى وحدهم في هذه المعركة، بل انتصرت معهم أُسرهم والمنظمات الأهلية والمدنية التي ناضلت يوميا من أجل تسليط الضوء على قضيتهم، والضغط على الحكومة من أجل التدخل لوقف معاناة الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية.
لم تتوقف الحملات الشعبية للتضامن مع الأسرى منذ الإعلان في الثاني من أيار (مايو) الماضي عن بدء الإضراب عن الطعام؛ إذ نُظّمت يوميا اعتصامات ومسيرات ووقفات تضامنية، ما شجع الأسرى على مواصلة نضالهم من أجل مطالبهم العادلة.
استطاع الأسرى الأردنيون من خلال معركتهم تسليط الضوء على معاناتهم، ومعاناة كافة الأسرى. كما فضحوا بتضحياتهم سلطات السجون الإسرائيلية، وسياستها وإجراءاتها العنصرية والمجرمة والعدوانية تجاه الأسرى.
الأسرى الأردنيون حققوا مطالبهم، وهم سائرون في طريق التحرر وكسر قيد السجن. إنها معركة سينتصر فيها الحق على الباطل.

[email protected]