الأسير البرغوثي يطلق كتابين من أعتى السجون يتغنيان بفلسطين والحرية

نقابي يعاين كتابا للأسير عبدالله البرغوثي خلال حفل إشهار كتابيه في مجمع النقابات أمس-(تصوير: محمد مغايضة)
نقابي يعاين كتابا للأسير عبدالله البرغوثي خلال حفل إشهار كتابيه في مجمع النقابات أمس-(تصوير: محمد مغايضة)

غادة الشيخ

عمان- "وها هو الموعد يتجدد اليوم.. لأضع بين أيديكم كتابين جديدين، من كتبي التي تسللت من أعتى السجون مراقبة وتضييقا، لترى النور والحرية قبل كاتبها".. هذا ما جاء في رسالة الأسير الأردني في سجون الاحتلال الصهيوني عبدالله البرغوثي، التي أعلن فيها عن صدور كتابين جديدين له.
الكتابان، اللذان تم إشهارهما مساء أمس، في مجمع النقابات المهنية، واللذان يحملان عنواني "فلسطين العاشقة والمعشوق" و"المقدسي وشياطين الهيكل المزعوم"، جاءا، بحسب البرغوثي في رسالته، التي قرأها أخوه رائد البرغوثي خلال حفل الإشهار: "لكي أتغلب على الزمن البطيء، الذي يخنقني، فكانت الكتابة ملجأي وطريقتي الجديدة في مقاومة المحتل".
وبحضور عائلة البرغوثي وأهالي الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال الصهيوني، تم الإعلان عن إشهار الكتابين، اللذين وبحسب الأسير الأردني المحرر أنس أبو خضير (عريف الحفل)، جاءا "دليلا قاطعا على الوجه الآخر من وجوه ما يتعرض له الأسرى الأردنيون في سجون الاحتلال، من تعذيب وتنكيل وانتهاك خلف القضبان".
وبحسب أبو خضير، فإن كتابي البرغوثي يعكسان وجه الصمود والمقاومة، الذي يعيشه الأسرى الأردنيون، ووجه الإنجاز والأمل من وسط الألم والمحنة، مؤكدا أن الأسرى لم ينقطعوا عن سلسلة العمل المقاوم إنما هم حلقة أساسية فيه.
فيما وصف الشاعر والروائي الدكتور أيمن العتوم قصة الأسير البرغوثي بأنها أقرب الى الأسطورة، من حيث حجم ما قدمه من بطولات وتضحيات خدمة لأمته ووطنه.
وأكد العتوم أن كل ما يمكن وصفه وقوله عن البرغوثي "لا يرقى إلى مقامه العالي وتجربته النضالية التي تسطر في التاريخ".
وفي رسالته أهدى الأسير البرغوثي كتاب "فلسطين العاشقة والمعشوق" الى "الأخوات المحاميات والأخوة المحامين"، قائلا "لكم شكرا لما قدمتموه وما زلتم تقدمونه، حتى الآن". كما وأهداها الى فلسطين "المحامية والزعترة البرية، التي صنعتها نسجا من خيالي، انا الاسير عبد الله البرغوثي، صاحب أعلى حكم في تاريخ القضية الفلسطينية، والمحكوم علي بـ67 مؤبدا".
فيما أهدى كتابه "المقدسي وشياطين الهيكل المزعوم" الى والده الغالي "الذي علمني أن لا أركع الا لله عز وجل"، كما اهداه لامه الحبيبة "هو وكل انجاز وصلت اليه، والتي حملت همي وذرفت الدموع على فراقي وبعدي .. والى زوجتي وأطفالي".
وختم البرغوثي رسالته: "كتبي أمانة بين أيديكم، فاقرؤوها.. ومدوني بنقدكم الذي يسعدني الى لقاء أرجو أن يكون قريبا واكون معكم فعلا".
يشار الى ان الأسير البرغوثي (42 عامًا) دخل امس عامه الحادي عشر في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت البرغوثي في 5 آذار (مارس) 2003، حيث كان خارجًا من إحدى مستشفيات رام الله بالضفة الغربية، بعد أن أسرع صباحًا إلى معالجة طفلته الكبرى (تالا)، وفوجئ بالقوات الإسرائيلية الخاصة تقبض عليه وتأسره وتكبله.
وحكم على البرغوثي بالسجن المؤبد سبعا وستين مرة، وهو أعلى حكم ضد أسير فلسطيني وعربي، ويمكث في زنزانةٍ انفراديةٍ منذ اعتقاله، وخاض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لمدة ثمانين يوماً، حتى تحققت مطالبه المتمثلة بالخروج من العزل الانفرادي، والسماح له بلقاء والديه، اللذين لم يرهما منذ العام 2000.

اضافة اعلان

[email protected]