الأصناف الغذائية المعدة منزليا: فائدة صحية كبيرة

تحضير مشروبات رمضان في المنزل يحمي الأسرة من المواد الحافظة والسكر المضاف - (ارشيفية)
تحضير مشروبات رمضان في المنزل يحمي الأسرة من المواد الحافظة والسكر المضاف - (ارشيفية)

مجد جابر

عمان- تحرص كثير من ربات البيوت على تصنيع بعض المواد الغذائية والعصائر والحلويات في بيوتهم قدر المستطاع حفاظاً على صحتهم وصحة أبنائهم، وضمانا للقيمة الغذائية لما يتم تصنيعه. ويأتي ذلك الوعي بعد صور عديدة وأخبار تنشر باستمرار عن تلف المواد الغذائية وعدم نظافتها وعرضها في أماكن مكشوفة وتعرضها للهواء والغبار والحشرات، والمواد الحافظة المستخدمة بتلك الاطعمة المضرة بالصحة.اضافة اعلان
الثلاثينية هناء أحمد هي واحدة من تلك السيدات التي شاهدت قبل أسبوعين صورة لأحد المحال وهو يحضر عصائر في بيئة ملوثة والحشرات حولها من كل مكان، تلك الصورة جعلتها تشعر بخوف شديد وعدم اطمئنان من أشياء تقوم بشرائها من الخارج.
وبعد تفكير توصلت هناء الى أنها ستقوم بتعلم طريقة أغلب العصائر من قمر الدين والخروب والتمر الهندي والكركديه وعرق السوس من الألف الى الياء وتقوم بصناعة كل يوم واحد في البيت، مبينةً أنها بهذه الطريقة تعرف تماماً ماذا استخدمت من مواد ومدة صلاحيتها وبالكميات التي تريد الحصول عليها، فضلا عن أن الكلفة تكون أقل.
وتؤكد أنها بهذه الطريقة تشعر باطمئنان تام وأبناؤها يشربون العصير الصحي دون أخوف من صلاحيته ونظافته.
لانا علي هي واحدة أخرى اختارت هي وجاراتها أن يقمن بالتجهيز لشهر رمضان من خلال الاجتماع كل يوم في بيت واحدة، وعمل الكبة والسمبوسك والمتبل والمعجنات وغيرها من المقبلات التي تستخدم في رمضان، وكل شيء ممكن أن يتم تحضيره في دون أن تدخل فيه مواد حافظة أو غير مفيدة.
وتضيف أنها وجدت هي وجاراتها أن هذه الطريقة أفضل بكثير من شراء الجاهز وفي الوقت ذاته اكثر نظافة وبعيدة عن أي أصباغ ومواد حافظة ومدة صلاحية قد تكون منتهية، مبينة أنها تحتاج لجهد مضاعف الا أن الايجابيات أكثر، فضلا عن المتعة ومساعدة الاطفال مما يضفي البهجة على الشهر الكريم.
وفي ذلك تقول اختصاصية التغذية علا أسعد أن صناعة الأشياء في البيت يحمل فوائد عدة من الناحية الصحية، لأن ربة البيت تعرف ما الذي تستخدمه ومدى فائدة الصنف الذي امامها، ومدة صلاحيته ومدى نظافته.
وتلفت أسعد إلى أن الأمر المهم هو أن الصنف لن يحتوي على مواد حافظة، وبالتالي سيحمل فائدة صحية أكبر لجسد الانسان، كون المواد الحافظة تؤثر سلبا على صحة الانسان.
وتشير أسعد الى أن استسهال السيدات وتوفر البضائع بكثرة في السوق وطريقة التسويق المغرية كلها أسباب في الاقبال على هذه المنتوجات، الا أن ذلك كله لا يعني أن هذا هو المنتج المناسب للصحة لذلك لا بد من زيادة الوعي عند الناس.
وتضيف أسعد أن هناك كثيرا من المواد الغذائية مثل الكبة والسمبوسك والعصائر كلها يتم صناعتها في البيت، لافتةً الى أن أغلب العصائر في المحال 80 % منها عبارة عن سكر والمادة المركزة تكون نسبة خفيفة جداً، وهو الأمر المختلف تماماً في البيت حيث تتحكم ربة البيت بالكميات التي تضعها.
وتنوه أسعد الى أن الرجوع لكل المنتجات الطبيعية في المنزل، تحدث فرقا كبيرا وتعطي طاقة عالية، الى جانب أنها تحتوي على كل العناصر المفيدة، وذلك يمد الجسم بالقيمة الغذائية العالية.
وتذهب خبيرة المنزل منيرة السعيد إلى وجود حالة من الوعي الكبير عند الناس في الفترة الأخيرة بهذا الأمر، خصوصاً في رمضان. وتؤكد على أهمية عمل قائمة لدى ربة المنزل تشمل كل يوم على تحضير نوع معين من العصائر في البيت والاستغناء عن المواد المصنعة والحافظة التي تباع.
ولا بد من توعية الأبناء والأحفاد بالابتعاد عن المواد "المبكتة" والمصنعة، مبينةً اهمية تحضير الأكل في البيت قدر المستطاع، فبتلك الطريقة تدرك ربة البيت ماذا استخدمت على عكس ما يتم شراؤه من الاسواق.
وبهذه الحالة تكون التكلفة أقل على الأسرة، وفق السعيد، وتصنع ربة الأسرة ضعف الكمية، كذلك الحال بالنسبة للحلويات بما يتناسب والوضع الصحي للعائلة، وفي ذلك فائدة كبيرة على العائلة من الجانب الصحي والغذائي.