الأطفال ومخاطر الإنترنت

نايل هاشم المجالي يلاحظ في الآونة الاخيرة تزايد إقبال الاطفال وبنسبة كبيرة على استخدام الانترنت كوسيلة تواصل ومعلومات، تقليداً للكبار او ربما في كثير من الاحيان هروباً من المشاكل الاسرية، او للتواصل مع الاصدقاء، وآخرون لا تعرف شخصيتهم الحقيقية او للتسلية، أو لأسباب عديدة أخرى. هناك فوائد عديدة للإنترنت، ولا أظن أن أحدا يمكن أن يستغني عنه اليوم، ولكن أيضا هناك مضار ومخاطر، ان لم يكن هناك حدود مسموح بها لطفلك وتعريفه بتلك المخاطر التي تتجاوز تلك الحدود، فهو بالنسبة للطفل مثل المكتبة في مدينة كبيرة تحتوي على كل شيء، ويأتي اليها الناس من كل مكان، ويلتقون فيها، ويتشاركون المعلومات والافكار وغير ذلك، وكل واحد من هؤلاء الاشخاص يعرض فيها كل ما يريد ويتبادلون النشاطات المختلفة، لذلك فالاطفال يلجؤون الى هذه المكتبة خاصة اذا كان هناك مشاكل اسرية او انشغال للوالدين بالعمل والمناسبات وعدم اعطاء اولادهم الرعاية المناسبة ولا المشاركة الايجابية. كذلك فإن فارق العمر بين الاشقاء له دور كبير في عدم مشاركتهم والتفاعل الايجابي معهم او مساعدتهم بالاجابة على كثير من التساؤلات والاستفسارات، او توجيههم التوجيه السليم، لذلك تجد الاطفال يدخلون الى مواقع محظورة او يتعاملون مع شخصيات وهمية، فالطفل يجب ان يتعارف على اكبر قدر ممكن من الاصدقاء والبحث عن المعلومات وعن كل ما هو جديد ليصبح محترفاً لينطلق الى بقية انحاء العالم ليبحث عن المستجدات والاصدقاء من جنسيات مختلفة، فيصبح في كثير من الاحيان يحب الانطواء والعزلة والبعد عن الآخرين والبعد عن المجتمع الحقيقي والتقرب الى مجتمع الإنترنت وفيسبوك وتويتر. عند ازدياد وقت مكوث الطفل على المواقع الإلكترونية يصبح هذا العالم هو عالمه الجديد، فيحصل خلط كبير بين الصديق الحقيقي والصديق الافتراضي الذي يرغبه بأشياء كثيرة، وقد يزوده بصور وافلام مختلفة، ليضيع المعنى الحقيقي والمفهوم الحقيقي للاستعمال الامثل للانترنت، ونجده يميل للثقافات الجديدة والبعد عن ثقافة بلاده وتراث بلاده وعن القيم والمبادئ الاخلاقية والاجتماعية، وتصبح له عادات وسلوكيات جديدة في تعامله ولبسه وحواره. من هنا، على الاهل ان يساعدوا أطفالهم في إنشاء صفحة فيسبوك ويشرحوا لهم مخاطره الموجودة، وكيف له أن يحمي نفسه من ذلك، وعدم اضافة من يشاء بل فقط الاصدقاء والاقرباء، والتأكد من شخصية أي شخص آخر والسؤال عنه من قبل الاهل، وأيضا أن يكون التعامل بواسطة الكمبيوتر في مكان مكشوف كصالة جلوس اي مكان فيه اكثر من شخص، وعلى الاهل تشجيع ابنائهم للعب في الحديقة او الرياضة والسباحة ومشاركة الآخرين اصدقاء واقرباء، وتوجيههم نحو اليدوية والحركية والفكرية العملية ليتحرك ويشارك ويتفاعل مع الآخرين. النشاط الجسدي المنتظم ضروري لنمو الطفل وللحالة النفسية والذهنية والاجتماعية وتحسين صحته وادائه الاكاديمي، كما أن الصداقة مع الآخرين تعزز المنافسة الشريفة وتبني روح العمل في فريق واحد، ويمكن أن تعلم الانضباط والاحترام والقيادة.اضافة اعلان