الأعمال الدرامية في رمضان وسيلة الهروب من "قلق" متابعة أخبار الوباء

بدون-عنوان-1
بدون-عنوان-1

ديمة محبوبة

عمان - بعد مرور أكثر من شهر ونصف من الحجر المنزلي، جراء تفشي وباء كورونا، واتخاذ الحكومة العديد من الإجراءات الوقائية والصحية لمنع انتشار المرض؛ أصبح العامل المشترك لدى الجميع هو المتابعة المستمرة للأخبار والمؤتمرات الصحفية، وكل ما يتعلق بالجائحة العالمية.
لم تكن هذه المدة الزمنية بالسهلة، ما جعل الصغير قبل الكبير مترقبا لأعداد إصابات وضحايا هذا الوباء، والتساؤل حول الإجراءات الجديدة التي ستطرأ على كل من الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
غير أن هذا الترقب والتوتر لعدد الحالات ومتابعة الأخبار على مدار الساعة؛ تضاءل مع حلول شهر رمضان الكريم، حتى أن الكثيرين وجدوا في ذلك الشهر فرصة للجوانب الروحانية، وإعطاء العائلة وقتا أكبر، وممارسة نشاطات اجتماعية مشتركة، وصولا لمتابعة الأعمال الدرامية الرمضانية.
عنود أحمد تبين أنها كانت تعاني من خوف شديد وحالة من القلق للكم الهائل من الأخبار التي كانت تتردد على مسامعها طوال اليوم، لكن مع دخول شهر رمضان باتت الحياة "مختلفة" نوعا ما، رغم التزامها بالحجر المنزلي، لكنها في النهار تحاول أن تعد أشهى الأطباق لعائلاتها، وبعد الإفطار تقوم بأداء العبادات، من ثم تجلس لمشاهدة المسلسلات والمسابقات وبعض البرامج الكوميدية والترفيهية. ذلك ساعدها على أن تقلل من متابعة الأخبار التي كانت "سببا" في شعورها بالانزعاج والقلق والخوف، والآن هي أكثر رضا وراحة واستقرارا، رغم جلوسها في المنزل.
وتقول روان عيسى إنها ومنذ بداية شهر رمضان المبارك، تتواصل مع صديقاتها لتبادل الأخبار، وما يحدث في العالم، إلا أنها وجدت نفسها الوحيدة التي تتناول هذه المواضيع، حتى عائلتها، وجميع "جروبات واتساب" تتحدث عن الأعمال الدرامية وما تعرضه القنوات والمحطات الفضائية من مسلسلات تعرض قصصا وحكايات.
وتبين أنها الآن وجدت نفسها مندمجة بمتابعة مسلسل رمضاني فيه طابع فكاهي، فلم تعد تفكر وتترقب أخبار الوباء، مبينة أن هذا الأمر كان له أثر إيجابي عليها، وحتى على عائلتها، لذلك قررت أن تبتعد عن متابعة الأخبار كافة، والاكتفاء بالعناوين العريضة، لتطلع على آخر مستجدات المرض.
وشعرت أم أنس بالكثير من الراحة والاطمئنان مع بدء شهر رمضان؛ إذ إن الجوانب الروحانية والقيام بالعبادات بشهر رمضان خفف من خوفها وقلقها، بل شعرت أيضا بسلام داخلي.
وتضيف، أنها وبأوقات الفراغ تتابع أعمالا رمضانية، وبعض البرامج بعيدا عن المحطات الإخبارية.
ويبين كمال السيد أن وباء كورونا سبب له ضغوطات نفسية، وذلك بسبب متابعته المستمرة للعديد من الأخبار المحلية والعالمية، وخاصة الانهيارات الاقتصادية، وأصبح شخصا عصبيا، وتتداخل لديه مشاعر القلق والذعر خلال اليوم، ويصعب أن يتحكم بها، على حد وصفه.
ويتابع، لكن كل هذا اختلف مع دخول الشهر الفضيل، في متابعة محطات ترفيهية؛ إذ كان لا يجد الوقت لها في العادة، لكثرة خروجه من بيته مع الأقارب والأصدقاء، ما جعل الأمر أكثر مرحا.
اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة، يؤكد أن الضغوطات الكثيرة التي عاشها المواطن الأردني، والعالم ككل، خلال الأشهر القليلة الماضية من جراء وباء كورونا المستجد، جعلت أغلب الناس يعيشون حالة القلق والتوتر واضطرابات النوم، وخصوصا مع الحجر المنزلي، ما جعل الفرد لا يقوم بالكثير من المهام، وكل ما عليه فقط سماع الأخبار والتقارير التي تتحدث عن الخطورة الصحية أو الخطورة الاقتصادية.
وينصح مطارنة بالتخفيف من الاستماع إلى الأخبار، لافتا إلى أن شهر رمضان وطقوسه التي اعتاد عليها الجميع من خلال العبادات المختلفة، وإعطاء الوقت لتحضير المائدة، وكذلك السهر على البرامج والمسلسلات الرمضانية، كلها أمور لها دور كبير في خطف الأضواء من المرض، وأين بات وكم انتشر.
ويؤكد مطارنة أن هذه طريقة صحيحة للتخلص من التوتر، وأن العقل طرد كل الأفكار السلبية وحاول البحث عما يجعله أكثر استرخاء وابتعادا عن الأشياء السلبية.
اختصاصي علم الاجتماع د. حسين خزاعي، يبين أن الإنسان الطبيعي يكره الانغماس مع الألم والأرق والتوتر، ولأن الظروف الجديدة التي طرأت على العالم ككل تحتم على الفرد العيش بهذه النفسية.
ويتابع "مع الحجر والحظر وعدم اجتماع العائلات والسهرات، كما كان في كل عام من شهر رمضان، أصبح الفرد يحاول تناسي ما يحدث حول العالم والالتفات لما كان يقوم به سابقا، ومحاولة العيش كما لو أن شيئا لا يحدث، وذلك من خلال التواصل مع البعض والحديث عن المسلسلات والترفيه عن النفس والابتعاد عن الأخبار، وما تجلبه معها من تشاؤم".

اضافة اعلان