هشال العضايلة
تعافت أسعار المنتجات الزراعية مؤخرا في مختلف مناطق الأغوار الجنوبية، والتي شهدت ترديا ملحوظا منذ بداية الموسم، بعد مجموعة إجراءات رسمية مرتبطة بخفض اسعار الشحن والتشبيك بين المنتجين والمسوقين وتحديد مساحات المحاصيل، ما سيسهم في تعويض المزارعين جزءا من خسائرهم السنوية، وفق مزارعين ومسؤولين بالقطاع.
وشهدت أسعار العديد من الأصناف تحسنا ملموسا، ساعد في التقاط المزارعين انفاسهم والعودة مجددا إلى جمع المحصول من البساتين بعد تركه دون حصاد بسبب تراجع الاسعار بشكل كبير بداية موسم الانتاج قبل شهر.
ومع أن الإنتاج بدأ ضعيفا لأسباب عديدة من بينها أن مساحات الاراضي الزراعية التي زرعت الموسم الحالي بأصناف مثل البندورة كانت قليلة مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أن الأسعار تهاوت بشكل كبير، واقتربت من أسعار الموسم الماضي لتصبح غير مجدية لتغطية نفقات الزراعة، وفق العديد من المزارعين.
وترجع وزارة الزراعة أسباب تعافي اسعار المنتجات الزراعية وخصوصا بالأغوار الجنوبية الى إجراءات اتخذتها الوزارة بالتنسيق مع مجموعة من الجهات ذات العلاقة والتي على تماس بعملية الانتاج الزراعي.
وأكد وزير الزراعة المهندس خالد الحنفيات، أن الوزارة تنفذ مجموعة من الإجراءات ضمن سلسلة من الخطط والبرامج التي عملت عليها خلال الاعوام 2021-2023 من خلال تنظيم آليات الإنتاج في الأغوار الجنوبية كمنطقة ريادية في الإنتاج وتنظيمه وصولا لبقية مناطق الإنتاج وبما يحقق متطلبات الأسواق المحلية والعالمية وفقا للخطة الوطنية للزراعة المستدامة وتوجيه الإنتاج.
وبين انه في إطار سعي الوزارة لفتح أسواق جديدة وتنظيم انسياب المنتجات الزراعية للأسواق الخارجية غير التقليدية عملت الوزارة من خلال ذراعها التسويقي في شركة تسويق المنتجات الزراعي على الاتفاق مع إحدى وكالات الشحن البري للوصول للأسواق الأوروبية بالمنتجات الزراعية الفائضة عن حاجة الأسواق المحلية وذات الجودة العالية وضمن التفاهمات تخفيض تكاليف الشحن لنحو 40 % هذا بالإضافة لما تقدمه الحكومة من خلال المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية (جيدكم) بدعم تكاليف الشحن البحري والجوي بـ50 % من قيمة الشحن.
من جهته، أشار مدير عام شركة تسويق المنتجات الزراعية علاء الدين أبو الخير أن الشركة تعمل بالانسجام مع خطط التسويق للمنتجات الزراعية في وزارة الزراعة، لافتا إلى أن الشركة وفرت عددا من الأسواق الجديدة وقدمت دراسات مستفيضة لآليات الشحن وفرص التسويق والأسواق الممكنة خارج الأقليم وذلك ضمن اتفاقيات أبرمت مع عدد من المزارعين في الموسم الماضي.
وأكد مدير زراعة الأغوار الجنوبية المهندس مأمون العضايلة أن الوزارة عملت على تنظيم لقاءات مع المزارعين بحضور ممثلي الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين ومدير عام الشركة للاتفاق على الأصناف والمواصفات والفحوصات المطلوبة لتحقيق متطلبات الأسواق الخارجية وضمان تعزيز تنافسية الصادرات الزراعية الأردنية في الأسواق الأوروبية.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل من خلال كوادرها المنتشرة في مناطق الإنتاج على التواصل المستمر مع المزارعين لتشبيكهما مع إدارة شركة التسويق وضمان الوصول لزراعات تعاقدية ذات تنافسية عالية تضمن تحسين ظروف المزارعين.
وبين أن الموسم الحالي يشهد انخفاض مساحات الأراضي الزراعية التي زرعت بمحصول البندورة قياسا مع المواسم السابقة، حيث زرع ما مساحته 10 آلاف دونم فقط بالبندورة لصالح محاصيل أخرى مثل البصل والثوم والحمص، وغيرها من المحاصيل ذات المردود المالي الجيد للمزارعين.
وأكد الناطق الاعلامي لوزارة الزراعة لورنس المجالي أن الفترة الحالية تشهد تعافي أسعار المنتجات الزراعية حيث بينت نشرة أسواق الجملة للخضار والفواكه الصادرة عن أمانة عمان الكبرى تحسنا ملحوظا في أسعار الخضار الرئيسية (بندورة، خيار، باذنجان، زهرة، كوسا) مقارنة مع ما كانت عليه خلال الأسبوعين الأخيرين على الرغم من زيادة الإنتاج بسبب الظروف الجوية وعدم وانخفاض درجات الحرارة.
من جانبه، بين رئيس الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين عودة الرواشدة أن أسعار الخضار تشهد توازنا هذه الفترة، نتيجة للإجراءات التي انتهجتها وزارة الزراعة وشركة التسويق الزراعية والتي ساهمت في استيعاب الفائض رغم ارتفاع درجات الحرارة والتي ساعدت في ارتفاع كميات الإنتاج من المحاصيل الزراعية، لافتا الى التعاون والتواصل مع شركة التسويق الزراعية وخطة التسويق وتوجيه الإنتاج لوزارة الزراعة.
وبحسب مزارعين بالأغوار الجنوبية، فإن أسعار الخضار تعافت مؤخرا، ما يساهم في تحسن اوضاعهم ويعوض جزءا من الخسائر المتراكمة عليهم منذ سنوات سابقة، رغم اقتراب الموسم من نهايته، حيث ارتفع سعر صندوق البندورة الذي يزن 9 كلغم، من نصف دينار بداية الموسم إلى حوالي دينار أو 75 قرشا الآن، اضافة إلى ارتفاع اسعار الكوسا والباذنجان والخيار والزهرة .
وأكد المزارع ابراهيم العشوش من غور الصافي أن أسعار بعض الخضار، وتحديدا البندورة، ارتفعت مؤخرا ما يساهم في تحسن اوضاع المزارعين بالمنطقة بعد شهر من الانخفاض، لافتا إلى انه يتم حاليا بيع الكميات المنتجة منها ولأسواق مختلفة بأسعار تتراوح بين دينار و75 قرشا وهي اسعار معقولة، مقارنة مع السعر الذي وصل إلى 35 قرشا للصندوق بداية الموسم.
وبين أن هناك مشترين يقومون الآن بشراء كميات جيدة من الخضار للتصدير للأسواق الخارجية بعد تخفيض كلفة الشحن وفتح اسواق جديدة، مؤكدا أن المزارعين يقدرون الاجراءات الرسمية وخصوصا تحديد مساحات معينة لكل محصول، خشية اغراق السوق بمنتج على حساب منتج آخر.
اضافة اعلان
