الأغوار الجنوبية: مزارعون يشكون و"السلطة" تنفي وجود نقص بمياه الري

اجتماع لمزارعي الاغوار الجنوبية لمناقشة مشكلة نقص المياه-(الغد)
اجتماع لمزارعي الاغوار الجنوبية لمناقشة مشكلة نقص المياه-(الغد)
هشال العضايلة - مع بداية كل موسم زراعي في منطقة الأغوار الجنوبية التابعة لمحافظة الكرك، تتجدد شكاوى المزارعين السنوية من نقص مياه الري، فيما تفاقمت المشكلة خلال العامين الماضيين، بسبب جفاف السدود التي كانت تزود الأغوار الجنوبية بحاجتها من مياه الري وهي سد التنور على وادي الحسا وسد الكرك ووادي بن حماد. وفق عدد من المزارعين. ويؤكد مزارعون أن الموسم الحالي مهدد بشكل كبير بسبب عدم بدء غالبية المزارعين بالإعداد والتجهيز للموسم الزراعي نتيجة نقص المياه في كافة مناطق الاغوار، بعد أن كانت مناطق المزرعة والحديثة بمعزل عن هذا النقص وخصوصا في منطقة غور الصافي، مشيرين إلى أن تراجع حصص المزارع من مياه الري، والتي يرد سببها مسؤولون في وزارة المياه وسلطة وادي الاردن الى تدني منسوب الهطل المطري، والاعتداءات المستمرة على شبكة وخطوط المياه، سوف يؤدي إلى تلف المزروعات منذ بداية الزراعة والتي تحتاج إلى كميات كافية مع عمليات الإنبات الأولى وخصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة. واعتصم يوم أمس، مزارعون في منطقتي الغور الحديثة والمزرعة احتجاجا على ما وصفوه بـ "ضربة قاضية" للزراعة بتخفيض كميات المياه للمزارعين لحوالي النصف من الكمية المعتمدة كل عام بسبب تزويد أحد المصانع بالمنطقة بكميات اضافية على حساب المزارعين. وأكد المزارع سمير الحباشنة من مزارعي غور الحديثة أن الكميات التي سيتم تزويد المزارعين فيها هذا العام لن تكفي لأي زرعات وخصوصا وأن الكمية خفضت من 240 لترا بالثانية إلى 150 لترا بالثانية، مشيرا إلى أن الموسم الحالي لم يقدم أي مزارع على تجهيز أرضه بسبب نقص المياه بعد أن استولت إحدى الشركات على كميات كبيرة من المياه المخصصة للزراعة بالمنطقة وخصوصا أن مصدر المياه الوحيد هو وادي الكرك والموجب وقد جفت معا، ويتم الاعتماد على الآبار وعيون المياه الموجودة حاليا. وحذر الحباشنة من أن نقص مياه الري، بداية الموسم سوف يخلف مشكلات كبيرة، أبرزها معاناة المزارعين جراء تلف محاصيلهم، بخاصة التي تحتاج لكميات كبيرة من مياه الري، معتبرا أن تجاوب الجهات الرسمية مع مطالبهم بتوفير الكميات الكافية للزراعة ما يزال يراوح مكانه. وأكد أن المزارعين سوف يعتصمون في خطوة تصعيدية احتجاجا على قرارات سلطة وادي الأردن التي وفق قوله "لا تراعي مصالح المزارعين بشكل مطلق"، مشيرا إلى أن المزارعين أغلبهم يعانون من الديون بسبب توالي الخسائر السنوية لتردي المواسم الزراعية. وقال المزارع من الغور الصافي ورئيس جمعية التأهيل المجتمعي فتحي الهويمل إنه ورغم تكرار شكاوى المزارعين كل موسم، لكن الاستجابة لحلها ما زالت بعيدة لدى الجهات المعنية، مشيرا إلى أن سلطة وادي الأردن، تنفي حدوث نقص في المياه، وأحيانا تبرر أنه في حال حدوثه، فسببه اعتداءات على خطوط شبكة مياه اللواء. واكد ان مزارعين في الغور الصافي، يعانون من نقص كبير بكميات المياه المخصصة لمزارعهم، وبالذات الكمية المطلوبة للزراعات الصيفية من شبكة مياه سد التنور، مشيرا الى ان كمية المياه الواردة اليهم تراجعت من 900 لتر/ ثانية إلى 500 لتر/ ثانية. وبين أن الموسم الماضي، شهد نقصا حادا في مياه الري، ما تسبب بحدوث أضرار كبيرة بمزارع عديدة، بخاصة تلك التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، مشددا على أن المزارعين وبسبب نقص المياه، يضطرون الى إنشاء برك تجميع للمياه، بهدف توفير المياه لمزارعهم، لافتا إلى أن العديد من المزارعين لم يقوموا حتى الآن بتجهيز أراضيهم للزراعة وهو يعني تأخر الموسم بسبب ضعف التزود بمياه الري من مصادرها الرسمية من سلطة وادي الأردن. وبين الهويمل أن مساحة الأراضي الزراعية في اللواء تقدر بنحو 55 الف دونم، وهي مساحة كبيرة تحتاج لضبط الري وتوزيع المياه بعدالة ووقف الاعتداءات على مصادر المياه. وبين أن البرك الزراعية تنتشر على نحو كبير في المنطقة، إذ يملك كل مزارع أكثر من واحدة لتجميع المياه، وذلك لضرورتها للمزارعين، بسبب تراجع منسوب المياه في السنوات الأخيرة، إذ لا يحصل المزارعون على حاجتهم من المياه عن طريق برنامج التوزيع. من جهته، نفى مساعد الأمين العام للسلطة في الأغوار الجنوبية المهندس رائد الصعوب، وجود نقص بمياه الري في مناطق غور المزرعة والحديثة، مشيرا إلى أن كميات المياه هي نفسها ولم تتغير لأي سبب كان. وأكد الصعوب أن بعض المزارعين يقومون بزراعة الموز مع زرعات أخرى وهي مرفوضة، إضافة إلى عدم التزام بعضهم بالنمط وهي مخالفة. وبين أن هناك مصالح شخصية تحرك بعض الأشخاص نحو الشكوى بنقص المياه للري، مقرا بالوقت نفسه بوجود نقص بالمياه في منطقة الغور الصافي بسبب تراجع المياه من المصدر إلى حوالي النصف بعد جفاف سد التنور.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان