الأغوار: غياب مضخة مياه يحول حياة قاطني أسر عفيفة إلى معاناة

l6gpgjj5
l6gpgjj5

علا عبد اللطيف

الغور الشمالي - بالرغم من تجهيز التمديدات الصحية، لإيصال المياه الى إسكان الأسر العفيفة في بلدة وادي الريان، التابعة لبلدية شرحبيل بن حسنة في لواء الأغوار الشمالية بمحافظة إربد، إلا أن المياه، لا تصل الى منازل الاسكان، جراء عدم وجود مضخة لتوصيل المياه للأهالي.اضافة اعلان
غالبية قاطني الإسكان الذين يعتاشون على مساعدات صندوق المعونة الوطنية، أشاروا الى أن قدراتهم المادية لا تتيح لهم إيجاد حل عملي لشبكتهم، لضيق ذات اليد، الى جانب عجزهم المادي عن شراء حمولات مياه عن طريق صهاريج خاصة، لتغطية حاجتهم من مياه الشرب.
وطالبوا الجهات المعنية بحل هذه المشكلة، ليتمكنوا من الحصول على المياه، وليخفف ذلك عنهم اعباء شرائها من الصهاريج.
ولفتوا الى انهم يقطنون منطقة تتسم بارتفاع درجات حرارتها التي تصل الى 45 أحيانا، ناهيك عن المناخ المرهق الذي تسببه الاجواء الحارة، وهذا ينعكس على صحتهم، بالإضافة لانتشار الحشرات، كما ان بعضهم يعملون في مهن مرهقة بالمزارع والمطاعم والبلديات، وكل ذلك يتطلب أن تكون حياتهم في الاسكان محتملة، وفي غياب المياه عنها، تصبح حياتهم صعبة.
محمد أبو نعاج، أحد قاطني الاسكان، أكد ان كلف شراء مياه الصهاريج عالية جدا مقارنة بأوضاعهم المادية، وأن معضلة خطوط المياه، تعود إلى سنوات سابقة، ما ضاعف من معاناتهم خلال هذه المدة.
وبينوا أنهم يتزودون بالمياه عن طريق شرائها من الصهاريج، ما يكبدهم مبالغ تصل سنويا الى مئات الدنانير، مطالبين بإيجاد حل لمشكلتهم ومعالجة المضخة، للتخفيف عنهم، لافتين الى انه برغم تأكيدات تصلهم من تلك الجهات أحيانا بمعالجة المشكلة، إلا أنها تبقى مجرد وعود لا تقدم ولاتؤخر، فالمعاناة صار عمرها عدة سنوات.
ولفتوا الى أن الإسكان منذ لحظة إنشائه، زود بالكهرباء الى جانب شبكة مياه، لكن مديرية مياه إربد، أكدت أن المشكلة تكمن في عدم وجود مضخة، تمكن من ايصال المياه لمنازلهم برغم وجود التمديدات، لكن عدم توافر المضخة حال من قدرة شركة المياه على ايصالها، وهذا مرتبط بمتعهد الاسكان.
وبحسرة، يتحدث الاهالي عن أنهم حين جاءوا الى هنا كانوا يتطلعون لأن يكون كل شي متوفرا بخاصة المياه، لكنهم اليوم يعيشون تحت رحمة العطش، بسبب مضخة.
وبينوا أن الحصول على المياه في الاسكان، بات مرهقا ومقلقا ومكلفا، ألقى بقتامته على حياتهم، في ظل تدني دخلهم وحصولهم على مبالغ زهيدة من مساعدات صندوق المعونة، تترواح بين 45 و190 دينارا، يصرفونها على الضروريات كالأدوية والتنقل والطعام والتعليم، لكن أن تقتطع مبالغ من هذه المعونة لشراء المياه، فهذا يعقد الحياة.
يقول حسين محمود من الاهالي إننا "نضطر لشراء المياه على نفقتنا الخاصة، ولا يقل سعر نقلة المياه عبر صهريج عن 15 دينارا في الاحوال العادية، وهذا بالنسبة لنا مكلف جدا، ومع ارتفاع درجات الحرارة تزداد حاجتنا لكميات اضافية من المياه، ما يجهدنا ماديا".
وقالت علياء البكار من قاطني الاسكان، إن عائلتها تتقاضى 45 دينارا من صندوق المعونة، "وجميع المؤسسات والناس يعلمون بأننا نعاني من وضع اقتصادي صعب، واليوم نقف عاجزين عن تسديد كلفة نقلات المياه عبر الصهاريج الى مسكننا".
ولا تقتصر معاناة اهالي الاسكان على المياه حسب، بل يشتكون ايضا من تردي بنية شوارعه، لانها بحاجة للصيانة، واغلب حافلات النقل، ترفض الدخول اليه بحجة ان شوارعه غير معبدة.
من جانب آخر، قالت تركيا بني ياسين من قاطني الإسكان، إن شراء المياه من الصهاريج يتم بالفواتير، وانه جرى إخطارها مؤخرا بتراكم فواتير مياه عليها بقيمة كبيرة جدا، موضحة أن هناك فواتير يريدون ان نحاسب عليها، مع أننا لم نكن قد انتقلنا الى هنا.
علياء الكايد وام محمد وصابرين الرياحنة وغيرهن من قاطنات الاسكان، تحدثن عن معاناة أسرهن جراء ارتفاع قيمة فواتير مياه الصهاريج المتراكمة، وناشدن الجهات المعنية ووزارة المياه والتنمية الاجتماعية للتدخل لمعالجة هذه المشكلة.
ولفتن الى أن قيمة الفواتير عالية، ولا قدرة لهن على دفعها، اذ وصلت قيمة احداها الى 1000 دينار.
وقال علي التلاوي إن الأسر التي تسكن هنا، من الأسر العفيفة، وغالبية من يعشيون في الاسكان يعانون أمراض الشيخوخة والعجز، الى جانب وجود أرامل وأيتام في الاسكان، لذا ندعو المعنيين لحل هذه المشكلة.
ولفت التلاوي الى أن الإسكان ما يزال خارج حدود تنظيم بلدية شرحبيل بن حسنة، ما يعني أن البلدية لن تكون قادرة على تقديم الخدمات الأساسية له، بخاصة بشأن فتح وتعبيد الطرق التي أصبحت مهترئة.
مصدر من مديرية التنمية الاجتماعية، فضل عدم الكشف عن اسمه، قال انه جرى صرف مبلغ لكل اسرة قدره 150 دينارا لشراء المياه الى حين حل مشكلة المضخة، مبينا أن العمل جار على شراء المضخة، وأنه يجري التنسيق مع الجهات المعنية لإنهاء هذه المشكلة.
وأوضح أن سعر المضخة يصل الى 45 ألف دينار، وهذا مبلغ كبير، مؤكدا أن شركة المياه رفضت توصيل المياه حتى تحل المشكلة.