الأكاديمية الملكية لفنون الطهي تهدف إلى تأهيل طلبتها لإدارة المطابخ العالمية

الأكاديمية الملكية لفنون الطهي تهدف إلى تأهيل طلبتها لإدارة المطابخ العالمية
الأكاديمية الملكية لفنون الطهي تهدف إلى تأهيل طلبتها لإدارة المطابخ العالمية

إسراء الردايدة

عمان - تعد الأكاديمية الملكية لفنون الطهي، الأولى من نوعها على الصعيد المحلي، حيث تسعى لتخريج مختصين مؤهلين في مهنة الطهي بحرفية ووفق المعايير العالمية.

اضافة اعلان

وتهدف الأكاديمية إلى تقديم قادة مستقبليين في مجال صناعة الطعام خصوصاً، بهدف تأهيلهم للقدرة على إدارة مطابخ عالمية.

الأكاديمية، التي تعتمد برنامجا دراسيا يمتد على مدار عامين وبالتعاون مع جامعة les Roches السويسرية الدولية لإدارة الفنادق، تنتشر مقراتها في كل من سويسرا وإسبانيا والولايات المتحدة.

يقع مبناها في شارع المدينة الطبية، وصمم بشكل يعبر عن الهدف الذي أنشئ من أجله ليقدم بيئة تعليمية للطلاب الدارسين بحيث لا يختلف عن أرض الواقع في مجال الطهي في المطابخ والمطاعم والفنادق العالمية.

الديكورات الداخلية للمدخل، صممت بشكل مشابه لأي بهو فندق حتى يعيش الطلبة التجربة بحاذفيرها ليكونوا مهيئين للتفاعل الحقيقي على ارض الواقع بعد تخرجهم.

الأمر نفسه ينطبق على كافة مرافق الأكاديمية، التي وفرت البيئة التعليمية البحتة، المحاكية تماماً للبيئة الحقيقية التي يعمل بها الطلبة لاحقاً بعد تخرجهم.

الفصل الدراسي الأول، هذا العام، استقبلت فيه الأكاديمية 23 طالبا وطالبة معظمهم من الإناث.

والطلبة يتباينون في الدرجات العلمية التي يحملونها بين الثانوية والبكالوريوس والماجستير وحتى الدكتوراة، إلا أنهم يتشاركون في حبهم لتعلم الطهي، ويتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات.

أساسيات القبول في الأكاديمية تكمن في شرطين هما؛ إتقان اللغة الإنجليزية، عبر الحصول على 500 نقطة في امتحان التوفل TOFEL أو 5.0 نقطة في امتحان IELTS , إضافة إلى النجاح في الثانوية العامة.

الخطة الدراسية المعتمدة في الأكاديمية تمتد على ستة فصول دراسية، كل واحد منها امتداد للفصل الآخر ومبني على أسس نظرية وتعليمية وتدرس كلها باللغة الإنجليزية.

وتمنح الأكاديمية شهادة الدبلوم في فنون الطهي بعد إنهاء الطالب ستة فصول دراسية يمتد كل منها أربعة أشهر، أو يمكن للطالب أن يخوض برنامجا دراسيا لمدة عام واحد يمنح الطالب إثر اجتيازه شهادة في أساسيات فن الطهي.

مدير الأكاديمية أنطون فورتش يبين أن المواضيع الدراسية المعتمدة للطلبة وضعت وفق منهج متسلسل مدروس، بحيث يتم تحضير الطلبة تدريجيا لكافة المهارات والمعلومات الضرورية لهم.

وتتناول المواد المدرسة في الأكاديمية العديد من البرامج الدراسية للطلبة منها المهارات الحرفية فيما يتعلق بتقنيات خدمات الطهي وأساسيات نظافة الطعام والتغذية ونظرية الطهي، وحرفة الفطائر والخبز وعلم الشراب، إضافة إلى إدارة الوصفات ومهارات الحاسوب المبتدئة والمتقدمة ومهارات الاتصال.

ويلفت فورتش إلى أن الطلبة يدرسون كيفية إدارة مشترياتهم ومطابخهم ووضع ميزانية لما يشترون، إضافة إلى تدريبهم على حساب الكميات والمقادير للطعام.

ويعتبر أن من الخطأ الشروع في صناعة الطهي لكسب العيش، رائيا أنه يجب أن تتوفر لدى الدارس القدرة على مواجهة التحديات اليومية، والإدراك أنها جزء من خطته نحو الهدف الذي يريد.

ويشدد أن الالتزام مهم لمتابعة خط العمل، معتبرا إياه السبيل للنجاح من خلال استثمار الوقت، وتحفيز الطلبة على إبقاء العقلية الإيجابية والتركيز على ما يجري، لرأيه أنه أساس النهوض والنجاح في الحياة العملية.

تضم الأكاديمية سبعة مطابخ أساسية، تختلف في الغايات التي تخدمها، من حيث التسلسل التعليمي المتبع، مطبخ يتعلم فيه الطلبة أساسيات صنع الأطعمة الخفيفة، المطلوبة لكافة أنواع الطعام.

ويوضح فورتش أن جميع الغرف الصفية مجهزة بأحدث الأجهزة والأدوات التي تخص تعليم فنون الطهي، كما وتضم المختبرات، منها مختبر إنتاج الطعام وفحصه، وهو مجهز وفق معايير عالمية، ومختبر إنتاج الحلويات، إضافة إلى مختبر يتعلق بتحضير الطعام.

ويلفت فورتش إلى أن المطبخ التدريبي تم تجهيزه من أجل تعليم الطلبة كيفية إدارة الوقت والإعداد، ليعتادوا العمل في الخارج حتى مع وجود الجمهور حولهم ومع كافة الضغوطات.

وتوفر الأكاديمية مسرحا يتضمن مطبخا مباشرا يتم فيه إعداد الطعام، وتدريب الطلبة على الأشكال المختلفة للضيافة المعتمدة في الفنادق والمطاعم والمناسبات الخاصة، حيث يتم تغيير الأجواء حولهم بصورة مستمرة.

الطاقم التعليمي في الأكاديمية، في الفصل الحالي، يتكون من أربعة مدرسين جميعهم من جامعة لاروش السويسرية وسيزداد عددهم في الفصل الثاني ليصل إلى اثني عشر مدرساً يعرفون بـ "shadow instructors" قاموا بالعمل في العديد من الفنادق والمطابخ العالمية.

ويبين فورتش أن في شهر كانون الثاني (يناير) سيصل أستاذان من لاروش وأربعة آخرون، في وقت لاحق، وذلك وفق ما تقضيه الخطة الدراسية للفصل.

ولا يقتصر التعليم في الأكاديمية على فنون إعداد الطعام وإنما تهتم بالجوانب الأخرى المرافقة لها، كمجال الخدمة والذي تم تخصيص معلم خاص من أجل تحضير الطلبة للتعامل مع العالم الخارجي، لإدراك أن تعليمهم لا يقتصر على إعداد الطعام بل يشمل التعامل مع الجمهور.

ويلتزم جميع الطلبة في الأكاديمية بزيّ خاص لكلا الجنسين، حيث يرتدي الطلبة زي المطبخ التعليمي، المتمثل برداء أبيض وغطاء للرأس، فيما يرتدي الطلبة الذين يتعلمون اللإنجليزية في مختبرات اللغة الزي الرسمي للذكور والإناث "البدلة الرسمية".

ويعتبر فورتش أنه لا فرق بين رجل أو امرأة في إدارة المطبخ، لرأيه أن ذلك يعتمد على الصلابة والالتزام بأعلى المعايير المهنية، والعمل على تطوير الذات والقدرة على فهم ما يدور حوله لبلوغ الهدف المنشود.