الأميركيون يرزحون تحت وطأة القروض الجامعية

واشنطن-من خلال التبرّع بملياري دولار تقريبا لجامعته السابقة، يسعى رئيس بلدية نيويورك سابقا، مايكل بلومبرغ، إلى إضفاء تنوع في طلاب المؤسسات الجامعية النخبوية لكن هذه الهبة الطائلة تسلّط الضوء أيضا على مشكلة الديون الجامعية التي تؤرق المتخرجين لسنوات طوال.اضافة اعلان
وبحسب وزارة التعليم، كان 42.2 مليون أميركي يسددون قروضا جامعية فدرالية حتى نهاية حزيران (يونيو) 2018 تساوي مجموعة نحو 1500 مليار دولار، وهي أكبر قيمة إجمالية للديون بعد تلك العقارية الغرض. وقد أعلن الملياردير البالغ من العمر 76 عاما في بيان عن هبة بقيمة 1.8 مليار دولار لجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور التي تخرج منها سنة 1964. وسيستخدم هذا المبلغ الطائل اعتبارا من العام 2019 لتقديم منح للطلاب المنتمين إلى أسر متواضعة الحال وتسديد أقساط الانتساب إلى هذا الصرح الجامعي الراقي المقدّرة بـ 72 ألف دولار.
وذكر رئيس البلدية السابق لنيويورك بأنه ما كان ليلتحق بهذه الجامعة لولا المنحة التي حصل عليها، إذ إن والده الذي عمل محاسبا "لم يكن يكسب أكثر من 6 آلاف دولار في السنة".
وهو قال "أنا حريص على أن تكون المؤسسة التعليمية التي منحتني فرصة قادرة دوما على إعطاء الفرص عينها لآخرين".
وبفضل هذه المساهمة المالية التي تعدّ أكبر هبة تقدّم لجامعة، "سيصبح في وسعنا استقبال المزيد من الطلّاب من الجيل الأول (من المهاجرين) والمتواضعي الحال"، بحسب ما قال في بيان رونالد دانييلز رئيس جامعة "جونز هوبكنز".
و44 % من طلّاب هذه المؤسسة الجامعية ينهون دراساتهم فيها مثقلين بالديون التي تتخطى قيمتها في المعدّل 24 ألف دولار سنويا، بسحب بيانات الجامعة.
وقدّرت جمعية "كولدج بورد" كلفة التسجّل في منهج تعليمي لأربع سنوات في جامعة خاصة بما يعادل 34740 دولارا، من دون احتساب النفقات ذات الصلة بالدراسة مثل المأكل والمسكن.
ويلجأ طلّاب كثيرون إلى جمعيات خاصة أو قروض حكومية فدرالية لتسديد أقساطهم الجامعية.
لكن البعض منهم، وهم خصوصا من الأقل يسرا، يغرقون في دوامة الاستدانة المفرطة. وفي غياب فرص عمل بعد التخرج، يتعذر عليهم تسديد هذه الديون وهم يحرمون من فرصة اقتراض المزيد من المال، فيتعذّر عليهم مثلا تأمين بيت أو سيارة.
وقد أطلقت قناة محلية هذا الصيف برنامجا تلفزيونيا يسمح للمشاركين فيه بالتخلّص من ديونهم الجامعية.
وتثير هذه المشكلة قلق الاحتياطي الفدرالي. وقال جيروم باول رئيس المصرف المركزي في آذار (مارس) "إذا ما استمرّت القروض الجامعية في الازدياد، فهي ستؤثر على النموّ". بالنسبة إلى ساندي باوم المتخصصة في شؤون التعليم الجامعي في معهد "أوربن إنستيتوت" البحثي، إن هبة مايكل بلومبرغ "رائعة" لكنها "مجرّد قطرة ماء في محيط".-( ا ف ب)