الأمير الحسن: تأثيرات "كورونا" تشكل صدمة لا مثيل لها

فرح عطيات عمان - أكد سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا (وانا)، أن" "الحسابات الأخيرة للعراق وليبيا وسورية والسودان واليمن، تشير إلى أن نقص التغذية يطال 26 % من السكان، من الفترة الممتدة بين عامي 2015 و2017، بالمقارنة بالدول التي لا تشهد نزاعات، وتصل فيها النسبة الى 5 % فقط". وبين، خلال الحلقة الحوارية الرابعة حول "إعادة تصور الأمن الغذائي في المنطقة العربية في مرحلة ما بعد كوفيد 19" (كورونا)، أن "ثلثي الأشخاص الذين يعانون من الجوع يعيشون في بلدان متأثرة بالصراعات، حيث شهدت هذه الدول تدميرا كاملا للبنى التحتية الانتاجية وتعطيلا شديدا فيها لسلاسل القيمة الغذائية، والتخلي المتكرر عن الأراضي الزراعية، بسبب الأضرار أو نزوح سكانها". وأضاف سموه، "لكنني لا أرى اننا نتطلع الى الوصول الى حل عادل للغذاء قادرين من خلاله على تحمل تكاليفه، وأن تعتمد الدول والمنطقة على ذاتها في سياق عالمنا المتقلب، وهذا يجعلنا بحاجة إلى تصميم جديد وبرامج في البلدان التي تشهد النزاعات، وتلك التي تمر بمرحلة ما بعد النزاع". وقال، في الحلقة التي تنظمها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) بالتعاون مع معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا، ان "البيان الختامي لمجموعة الـ20 جاء فيه أن جائحة كوفيد 19 وتأثيرها غير المسبوق من حيث الخسائر في الأروح وسبل العيش وتضرر الاقتصادات، كان صدمة لا مثيل لها، إذ كشفت عن نقاط ضعف في استعدادتنا وقدراتنا على مكافحة الوباء، وأبرزت تحديات مشتركة". بدورها، أكدت وكيلة الأمين للأمم المتحدة، والأمينة التنفيذية للإسكوا، رولا دشتي، أن "العالم بأسره يعاني من أزمة بشرية خطيرة وواسعة النطاق، لها تداعيات سلبية جديدة، اذ جاء فيروس كورونا في وقت كانت فيه الأنظمة الغذائية في منطقتنا مرهقة، والأمن الغذائي مهددا في العديد من الدول العربية، حيث تنفق 110 مليارات دولار سنويا على الوارادت الغذائية". وبينت أن "أكثر من 50 % من السعرات الحرارية المستهلكة من الأغذية في المنطقة العربية، هي من المنتجات الغذائية المستوردة، ونتيجة لهذه الجائحة ازدادت مستويات نقص التغذية عند شريحة واسعة من المجتمع العربي، وانعدام الأمن الغذائي التي يعاني منه 16 مليون شخص ما بين درجة متوسطة إلى حادة". وأضافت أن "المواد الغذائية المتاحة قد تقلصت، والقدرات الشرائية عند الفئات الأكثر تأثرا نتيجة ارتفاع الأسعار وعانت المنطقة من فقدان وهدر الأغذية نتيجة الإفراط بالتخزين وتعطيل سلاسل الأمداد". ولكي تتعافى المنطقة من فيروس كورونا، شددت دشتي على أن "الدول العربية باستثناء دول التعاون الخليجي بحاجة الى مبلغ إضافي يقدر بحوالي 50 مليار دولار، بالإضافة إلى مجموعة الحوافز المالية التي قدمتها حكومات هذه الدول، والبالغ 22 مليار دولار".اضافة اعلان