الأمير الحسن يختتم زيارة عمل إلى الفاتيكان وروما وفلورنسا

yqg2j1td
yqg2j1td

عمان - اختتم سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، ترافقه سمو الأميرة ثروت الحسن، زيارة عمل إلى الفاتيكان وروما وفلورنسا، التقى خلالها قداسة البابا فرنسيس وشخصيات دينية ورسمية وشارك في ندوات ومؤتمرات.اضافة اعلان
ففي فلورنسا، شارك سموه في ندوة "يوم الإخاء" التي نظمتها مؤسسة "أوبرا سانتا كروتشي" في ذكرى مرور 800 عام على لقاء القديس فرنسيس الأسيزي بسلطان مصر الملك الكامل الأيوبي في دمياط/مصر، مجددا تأكيد دور الخطاب الإسلامي والمسيحي في تعزيز قيم التنوع والتعددية والاحترام المتبادل وتفكيك الجدران والعصبيات العرقية والدينية.
وشارك في الندوة الكاردينال ميغيل أيوسو رئيس المجلس البابوي للحوار وشخصيات دينية ورسمية وأكاديمية. وقال سموه "أننا نؤمن بموروثنا الثقافي ومساهمات الدين ونؤمن بالفكر الذي يؤكد الإيمان، مشيرا إلى ضرورة الحديث عن توافق تحليلي لقيم الكتب المقدسة حيث أن هناك قدرا كبيرا من القواسم المشتركة".
وأشاد سموه بمبادرة البابا فرنسيس حول "إعادة بناء الاتفاقية التربوية العالمية"، لافتا الى ضرورة بناء تحالف حقيقي للثقافات والتقاء الإنجازات الحضارية.
واوضح سموه إن عصر التنوير قد تأثر بمجموعة الثقافات التي تشكل الحضارة الإنسانية، مثلما تأثر بدروب الحج وطرق الحرير والتوابل؛ متسائلا "ألا يمكن لتطور بحث الإنسان عن المعرفة عبر القرون أن يؤسس لدرب العقول المستنيرة؟".
ودعا سموه إلى إتاحة المخطوطات الأثرية والنصوص المقدسة والتاريخية للجميع حتى يتمكن المزيد من الناس من الاستفادة من حكمة الماضي كمقدمة للحاضر والمستقبل.
ونوه سموه إلى أهمية العمل على تعزيز مفاهيم الحوار والسلام، وهو ما روج له القديس فرنسيس والملك الكامل في محادثاتهما، مشيرا إلى أن الماضي لا يشتمل على الاختلافات فقط، بل اشتمل على لقاء الثقافات ودروب الأفكار.
وأكد الكاردينال أيوسو أهمية مواصلة العمل من أجل الحوار بين أتباع الديانات وضرورة وضع التحيزات والأفكار المسبقة جانبا، فيما أشار عمدة فلورنسا داريو نارديلا إلى ضرورة أن تكون المدن، بدءاً من فلورنسا عاصمة الثقافة في زمن النهضة، مدنا حية ومنابر للحوار.
واشار رئيس أوبرا سانتا كروتشي إيرين سانيسي إلى أهمية بناء جسور ثقافية وروحية جديدة تعزز المشتركات بين الشعوب.
كما شارك الأمير الحسن في المؤتمر الذي نظمته جامعة فلورنسا بالتعاون مع معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا (وانا) والذي يرأسه سموه بعنوان "الاستدامة البشرية والبيئية في زمن التغيرات العالمية والمناخية" إلى جانب شخصيات رسمية وأكاديميين وخبراء في شؤون البيئة والتغير المناخي، داعيا إلى تناول ظاهرة التغير المناخي من خلال نظرية كلية للوصول إلى حلول جذرية لمواجهة هذه الظاهرة. وتحدث سموه عن أهمية الوصول إلى نموذج متكامل في الإقليم لإدارة الموارد الطبيعية لمواجهة التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المنطقة.
ونوه إلى أهمية تعزيز مفهوم "الحِمى" كمفهوم عالمي متجدد يشمل البيئة الإنسانية والمادية؛ موضحا ان الحِمى هو تقليد إسلامي حافظ على المصادر الطبيعية لآلاف السنين وأساسه الاعتراف بالطبيعة كنظام حي ويشمل حزمة شاملة من الحوكمة الرشيدة، وترشيد الاستهلاك، والعلم، الذي يعزز رأس المال الاجتماعي والثقافي والبشري.
ودعا سموه إلى الحديث عن "المجموعة البشرية" بدلا من النهج التصنيفي، الذي يصنف البشر بمسميات مختلفة ما يسهم في التمكين والتفعيل من أجل المواطنة، مشددا على أهمية وجود قاعدة معرفية إقليمية مبنية على أسس من المعلومة الإنسانية والطبيعية والاقتصادية تسهم بصياغة السياسات وتحفيز التكامل والتشبيك في المنطقة. -(بترا)