الأمير الحسن يدعو لتفعيل الحوار بين مختلف المدارس والمذاهب الإسلامية

عمّان - دعا سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، إلى تفعيل الحوار بين مختلف المدارس والمذاهب الإسلامية؛ وأن على المساجد والكنائس التفاعل مع الناس وفهم أمانيهم ورغباتهم وممارسة الحاكمية الرشيدة تجاههم.اضافة اعلان
وأشار سموه أمس خلال مناقشات اليوم الثاني من أعمال مؤتمر "المحبة والمغفرة" الذي ينظمه المعهد بالتعاون مع معهد سلام للعدالة والسلام في واشنطن إلى حادثة شارلي إيبدو في باريس وغيرها، مؤكداً أن الاغتيالات السياسية تتعدى نتائجها المباشرة لتكون اغتيالاً للمصداقية التي تبنى بين الناس.
يذكر أن مسلحين قتلوا 12 شخصا يعملون في مجلة شارلي إيبدو في باريس عقب نشرها لرسومات مسيئة للرسول، محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال سموه إنه ما لم نقم بالتشبيك وتشكيل جماعات ضغط أخلاقية، فلن ندرك الحقائق من حولنا؛ فالقضية الأمنية الأساسية هي الكرامة الإنسانية.
وأضاف "لا أستطيع فهم نوعية أي حياة مستدامة وتلتقي مع أهداف الألفية الجديدة دون أن تكون مستندة إلى محتوى أخلاقي"، مشيرا الى الميثاق الاجتماعي الذي أطلقه منتدى الفكر العربي والذي استغرق تطويره ثلاثة أعوام لتطويره في مواجهة جميع أنواع التمييز العرقية والدينية وغيرها.
وأكّد أنه في سياق أعمال المعهد الملكي وغيره من المؤسسات يجب ألا يكون الحوار بين النصوص وإنما بين النفوس؛ داعياً إلى النظر في السياق الذي توضع فيه النصوص الدينية، مشيرا الى أن ما نحتاجه اليوم هو أصوات أصيلة بالشراكة مع أولئك خارج الإقليم.
وأضاف الأمير الحسن "ما أؤمن به هو الفضيلة الإنسانية، والحقيقة الفضلى"؛ متسائلاً "كم من البشر يجب أن يسقط قبل أن يستقر الإقليم؟ ما هو مستقبل الإنسانية؟".
وركزت النقاشات على أهمية التعايش مع القيم الإنسانية وتعزيز ثقافة الحب والتسامح خاصة في المجتمعات التي تعاني من صراعات طائفية، والمعايير للتعليم المطلوب التي تؤدي لتعزيز ثقافة الحب والتسامح، ودور وسائل الإعلام في تعزيز قيم الحب والتسامح.
وطرح خلال المؤتمر تجارب واقعية كان لها أثر كبير في بناء التضامن والمحبة والمغفرة بين المجتمعات المسيحية والمسلمة، وفي كسر القوالب والصور النمطية ومناقشة السبل التي من شأنها أن تعزز الأمل والتفاؤل لدى الأجيال الشابة وشعوب المنطقة عموماً.
ويهدف المؤتمر الى تعزيز مفاهيم التضامن والمحبة والمغفرة والتعايش، حيث طرح المشاركون تجاربهم وإنجازاتهم التي كانت لها تأثيرات إيجابية في تعزيز هذه المفاهيم بالمجتمعات العربية والأميركية على حد سواء بين المسلمين والمسيحيين، كما ركز المؤتمر على بناء واستدامة علاقات فاعلة بين الخبراء ورجال الدين من الدول المشاركة. وشارك في المؤتمر أكاديميون ورجال دين وصحفيون واختصاصيون اجتماعيون من الأردن وفلسطين ومصر والسودان ولبنان والولايات المتحدة الأميركية.-(بترا)