الأمير غازي يعلن عن أول جائزة لموقع "الفكر القرآني"

الأمير غازي بن محمد يفتتح أمس مندوبا عن الملك المؤتمر الـ18 لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي -(بترا)
الأمير غازي بن محمد يفتتح أمس مندوبا عن الملك المؤتمر الـ18 لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي -(بترا)
عمان- افتتح سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، رئيس مجلس أمناء مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، امس الاثنين، مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، أعمال المؤتمر العام الثامن عشر لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي تحت عنوان "سنن الله في خلقه". وقال خلال الافتتاح، "قبل أن أتطرق لموضوع اليوم ينبغي لي أن أذكر زملاءنا الذين انتقلوا إلى رحمة ربهم منذ مؤتمرنا الأسبق عام 2016، وهم السادة المرحومون بإذن الله: الدكتور عبدالكبير العلوي المدغري وزير الأوقاف السابق في المملكة المغربية، والشيخ حسين حسن أبكر رئيس المجلس الإسلامي في جمهورية تشاد، والدكتور إسحاق الفرحان وزير التربية والتعليم الأردني السابق، والدكتور أحمد مطلوب رئيس المجمع العلمي العراقي من العراق، والدكتور محمد بن شريفة عضو أكاديمية المملكة المغربية، والدكتور أحمد كمال أبو المجد وزير الإعلام ووزير الشباب سابقا في جمهورية مصر العربية، مشيرا في هذا السياق الى قوله تعالى "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ * فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ* وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" (الأحزاب). وذكر سموه أسماء الأعضاء الذين أصبحوا أعضاء عاملين، وهم الشريف الدكتور حاتم بن عارف العوني، عضو هيئة تدريس في كلية الدعوة واصول الدين في جامعة أم القرى في مكة المكرمة، والدكتور محمود صدقي الهباش، قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، الحبيب محمد لطفي بن علي بن يحيى رئيس جمعية أهل الطريقة المعتبرة النهضية من إندونيسيا، الشيخ صلاح ميتايفيتش مجييف مفتي جمهورية الشيشان، الشيخ محمد بن محمد عوامه شيخ دار الحديث السليمانية في استانبول – وهو من سورية، والدكتور مصطفى حسن البدوي مفكر إسلامي من مصر، وتم تعيين عضو مراسل جديد هو الدكتور إسماعيل العطاس أستاذ جامعي من إندونيسيا. وأضاف "بالرغم من الحزن الذي يصيبني في كل مؤتمر عندما أذكر إخوتنا الذين توفوا، فإنني أشتاق إلى هذا المؤتمر كي ألتقي بكم مرة أخرى، وأكون لأيام معدودات مع الصادقين من أمثالكم". وبالنسبة لموضوع مؤتمرنا وهو "سنن الله في خلقه"، أشار الأمير غازي الى أنه تم اختصار هذا الموضوع على محورين، وهما السنن الإلهية في الكون، والسنن الكونية، وكلاهما بناء على نصوص القرآن الكريم والسنة الشريفة". وقال، "يبدو أن هذا الموضوع أهمل كثيرا في تاريخ الإسلام إلا من قبل بعض المفسرين، وقد أحياه قبل نحو مائة سنة شيخ الأزهر فضيلة العلامة محمد عبده، رحمه الله تعالى. وكتب بعض العلماء فيه من جميع المذاهب الإسلامية، لكن لم نصل بعد إلى تحديد هذه السنن بشكل نهائي ومتفق عليه. وهذا نقص كبير لأنه يبدو لي شخصيا أن في فَهْمِ هذه السنن أسهل طريق إلى شيء من معرفة الله تعالى التي هي المراد من عبادته سبحانه، وبالتالي المراد من خلقنا، فيقول الله تعالى "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (56- سورة الذاريات). وتابع، وعطفا على ذلك، فإلى يومنا هذا، لا أعلم أحدا ربط هذه السنن في السبق الإلهي لصفات الله سبحانه وتعالى وأسمائه، فيقول الله تعالى في الحديث القدسي وفيما كتب على العرش: "إن رحمتي سبقت غضبي"، رواه البخاري ومسلم، أي بمعنى آخر، بعد استنباط سنن الله تعالى في خلقه من القرآن والسنة يجب أن نرجع كل واحدة منها إلى أسماء الله تعالى وصفاته حسب السبق الإلهي الذي تكلم فيه الحديث، والذي اتضح من ترتيب الأسماء الحسنى في القرآن والسنة، مثل في تقديم اسم "الرحمن" على "الرحيم" في البسملة. وأعلن سموه في الافتتاح عن أول جائزة لموقع "الفكر القرآني" www.quranicthought.com التي ستكون لأفضل باحث في اللغة العربية او في الإنجليزية عن هذا الموضوع، مضيفا "سترون قريبا فيلما عن موقع "الفكر القرآني، www.quranicthought.com ، الذي أسسناه وقفا يكمل مشاريع مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي". وأشار إلى أن المدة المفتوحة لهذه الجائزة ستنتهي في الأول من كانون الثاني المقبل ويمكن التقديم لهذه الجائزة من خلال هذا الموقع. وأرجو أن يتقدم الأعضاء لها بعد الاستماع إلى جميع ما يطرح في هذا المؤتمر. وختم سموه بالاستشهاد بقوله تعالى "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ" (الزمر- 9)، وقول رسوله الكريم "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما ومتعلما". من جهته، قال عضو أكاديمية آل البيت الملكية الدكتور محمد الشريف: إن شعار المؤتمر يوضح اهتمام المؤسسة بالقضايا العلمية الجادة للأمة وللعالم في حياتنا المعاصرة، وأن تراثنا الاسلامي زاخر بجهود علماء الأمة الذين أثروا الفكر الإنساني بالدراسات والأبحاث العلمية في هذه المجالات. واشار الشريف إلى ان العلماء قدموا أبحاثا علمية ستكون موضع ونظر ودراسة في جلسات العمل، وسيشهد المؤتمر مناقشات فعالة تتناول محاوره. وسلم الأمير غازي الفائز بجائزة الملك عبدالله الأول ابن الحسين العالمية من جمهورية الباكستان الدكتور محمد تقي عثمان، فيما جرى تسليم شهادات العضوية للأعضاء الجدد من دولة اندونيسيا الدكتور اسماعيل العطاس. ويشارك في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام نحو 70 عالما من أعضاء أكاديمية آل البيت الملكية، يمثلون مؤسسات إسلامية من جميع المذاهب والمدارس والاتجاهات الفكرية الإسلامية يناقشون 31 بحثا علميا. ويعقد المؤتمر العام للمؤسسة بشكل دوري مرة كل ثلاثة أعوام، ويأتي انعقاده هذا العام واختيار موضوعه في إطار السعي الدائم لمؤسسة آل البيت لتوضيح دور الإسلام في تنظيم الواقع الإنساني وانسجاما مع سنن الله سبحانه في خلق الكون والإنسان بهدف إبراز أهمية البحث في علوم السنن الإلهية ودراستها لمواجهة ما تعاني منه الإنسانية من أمراض وانحرافات. ويشارك في جلسات المؤتمر أعضاء المؤسسة والضيوف، ويمثلون 30 دولة، هي الأرجنتين والإمارات العربية المتحدة وأميركا وإندونيسيا وإيران وباكستان وبريطانيا وبنغلادش والبوسنة والهرسك وتركيا وتونس وجامبيا والجزائر والسعودية والسودان وسورية والشيشان والعراق وفرنسا وفلسطين والكويت ولبنان وليبيا وماليزيا ومصر والمغرب وموريتانيا والهند واليمن، إضافة إلى الاردن. يذكر أن مؤسسة آل البيت تأسست العام 1980 وتضم نحو 120عضوا من كبار العلماء والمفكرين من أكثر من 36 دولة في العالم ويرأس مجلس أمنائها سمو الأمير غازي بن محمد كبير المستشارين لجلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي.-(بترا)اضافة اعلان