أحمد الشوابكة
مادبا - أكد سمو الأمير مرعد بن رعد على أهمية التشاركية المجتمعية في الحفاظ على البيئة في المناطق السياحية والأثرية التي تعتبر متنفساً لأبناء الوطن والوجه الحضاري للأردن أمام الأفواج السياحية التي تؤم الأماكن السياحية والأثرية، ومنها جبل نيبو أحد المواقع الخمسة للحج المسيحي في الأردن.
جاء ذلك خلال رعاية سموه يوم أمس مبادرة ( اليوم التطوعي ) لجمعية الصداقة الأردنية الكورية الجنوبية في موقع جبل نبيو السياحي في محافظة مادبا، بهدف تنظيف البيئة المحلية.
وقال الأمير أن العمل التطوعي أصبح ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين، وممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية منذ الأزل.
واشار إلى أهمية تنشئة الأبناء تنشئة اجتماعية سليمة وذلك من خلال قيام وسائط التنشئة المختلفة بدور منسق ومتكامل الجوانب في غرس قيم التضحية والإيثار وروح العمل الجماعي في نفوس الناشئة منذ مراحل الطفولة المبكرة.
وأكد سموه أن مشكلة النفايات من أكبر المشاكل البيئية، ما يستدعي تضافر الجهود للقضاء على هذه المشكلة التي أضحت تؤرق المجتمع، مشيراً إلى أن الإرادة سر النجاح.
من جانبه قال السفير الكوري الجنوبي في عمان هيون سوك شين انه يعتبر الأردن موطنه الثاني، مثمناً للجميع مشاركتهم في هذه المبادرة التي وصفها بالمثل الجيد لمستقبل بيئي أكثر نظافة.
ودعا السفير طلبة المدارس البيئة لإقامة حملات توعوية ونظافة بيئية لكافة المواقع العامة لتجسيد مفهوم العمل البيئي الذي يكسب الإنسان الصحة والقوة، مشيرا الى أهمية دور وسائل الإعلام كافة في ترويج القيمة البيئية، من خلال برامج توعوية تتضمن الفائدة المرجوة.
وأكد وزير البيئة الأسبق د. ياسين الخياط أن هناك تقصيرا في مجال التثقيف المجتمعي بالوعي البيئي، مشيرا إلى أن قضية الإلقاء العشوائي للنفايات من أكثر المشاكل التي يعاني منها قطاع البيئة في المملكة.
وبين الخياط، أن مشروعا لإنتاج أكياس ورقية بديلة عن الأكياس البلاستيكية الضارة بالبيئة، من شأنه تحقيق فوائد بيئية واقتصادية واجتماعية.
وجاءت هذه المباردة الخيرية بدعم من شركات عدة ومنها الشركة الوطنية العربية للسيارات ( كيا الأردن ) التي وفرت اسطول نقل للمشاركين في هذه المبادرة.
واشار رئيس لجنة بلدية مادبا الكبرى المهندس غسان الخريسات الى أن الواجب الوطني والأخلاقي "يحتم علينا جميعا أن نحافظ على المواقع السياحية والاثرية التي يرتادها السياح من مختلف بقاع العالم"، كون المحافظة تمتاز بخصوصية طبيعية ومعالم اثرية مميزة وجميلة.
وقال رئيس جمعية الصداقة الأردنية الكورية الجنوبية رمزي الخوري ان حملات النظافة تهدف الى المحافظة على نظافة المواقع الاثرية والسياحية والبيئية والمحافظة على طبيعة المنطقة، بالاضافة الى نشر الوعي السياحي والبيئي لدى الشباب لتكون مقصدا سياحيا للمتنزهين.
وأضاف إن الجمعية تهدف إلى بث روح الوعي للحفاظ على المكتسب البيئي الأكثر نظافة وحيوية، مشيراً إلى أن الجمعية عملت منذ تأسيسها على التشاركية المجتمعية التي من شأنها غرس مفاهيم حب الوطن والحفاظ على مكتسباته.
فيما ثمن رئيس جمعية الصداقة للكوريين المقيمين في الأردن بارك هوك الجهود المضنية التي قامت بها الجمعية بإقامة هذه المبادرة المجتمعية، والتي تهدف إلى تكريس العمل الجماعي في بلورة مفاهيم البيئة وتكريسها على أرض الواقع.
فيما أشار صاحب مطعم موزين مادبا خليل المعايعة إلى مسألة الروح الإيجابية والعملية في نشر الوعي البيئي، والذي من شأنه تحسين النمط البيئي لدى المواطنين.
فيما ركز عضو الجمعية هيثم أبو حشيش إلى المسألة البيئية بكافة جوانبها، مشيراً إلى أن عمل الجمعية ينصب في رؤى تقديم الخدمة الأفضل للمجتمع والحفاظ على بيئته.
كما شارك المتطوعون في وضع قطع من الحجارة على أكبر خريطة فسيفساء في العالم والتي تبلغ مساحتها 180 مترا مربعا بعدد حجارة يبلغ 3 ملايين ونصف من الرخام والجرانيت والبازلت، والتي ستدخل موسوعة كتاب غينيس للأرقام القياسية، وذلك بعد زيارتهم متحف لاستوريا بمنطقة جبل نيبو السياحي في محافظة مادبا.
