الأم العاملة في رمضان .. جهد مضاعف وأفكار بيتية لتقديم الأفضل

تغريد السعايدة

عمان- تتحمل المرأة العاملة في شهر رمضان جهدا مضاعفا، لأنها تجمع ما بين ضغوط العمل والتزاماته، كذلك البيت ومتطلباته.
شادية نذير تحضر عادة  قبل حلول شهر رمضان بعض الأصناف الغذائية التي تساعدها في اختصار الكثير من الوقت في المطبخ خلال “رحلة الطبخ” اليومية، كما تسميها.
وعلى الرغم من أن ساعات العمل خلال شهر رمضان أقل من الاشهر الأخرى، إلا ان نذير تعود للبيت لتأخذ قسطاً من الراحة قبل البدء بتحضير سفرة رمضان، بالإضافة إلى باقي الأعمال المنزلية التي تترتب عليها، خصوصا وأنها تخرج بعد الإفطار للسهر مع عائلتها وأبنائها.
وتقول نذير أن حالتها هي مشابهة لأغلب الأمهات العاملات، اللواتي يخرجن للعمل منذ ساعات الصباح، بعد ساعات سهر طويلة قد تمتد للفجر، إلا أنهن يقمن بأعمالهن على أكمل وجه، حتى تجد الأسرة ما يرضيها على سفرة الطعام الرمضانية.
نهلة ابو جبر التي تعمل في إحدى المؤسسات الحكومية، تشعر بالارتباك في رمضان، حيث لا يسعفها الوقت لتحضير سفرة رمضان، لدرجة أنها تبدأ بتحضير الطعام منذ الدقيقة الأولى لعودتها من العمل، بعد أن تقوم بأخذ أطفالها من الحضانة.
وتعتقد أبو جبر أن الأم العاملة يقع على عاتقها عبء أكبر في معظم الأوقات، إلا أنه يزيد خلال شهر رمضان.
وعلى الرغم من التعب المضاعف على الأم، إلا أنها تكون سعيدة بعد أن ينتهي يومها بإرضاء عائلتها، وتخصص وقتا لنفسها بعد ذلك لقراءة القرآن، والصلاة، كما تجد الوقت لقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.
وتبقى العزائم الرمضانية وإقامة الولائم، هي الهم الأكبر أحياناً على المرأة العاملة، وختام مشهور تقوم بالتحضير لأي عزيمة قبل أيام، وعادة ما تختار توقيت عطلة جمعة وسبت، لدعوة ضيوفها على الإفطار، ليتوفر الوقت الكافي للتحضير.
وتلفت مشهور إلى أهمية مساعدة الزوج لزوجته خلال شهر رمضان بالتحديد، فهي تخرج للعمل مثله تماماً وتعود مسرعة لتحضير المائدة، ومتابعة شؤون المنزل.
وهناك أمهات عاملات، قد يجدن بعض الطرق التي قد تخفف عليهن من عبء الطبخ اليومي في رمضان، ومن ذلك ما قامت به منار الزبن، التي تعمل في إحدى الجامعات، وتضطر إلى الوصول إلى بيتها متأخرة، لذلك عمدت إلى توفير جزء من ميزانية رمضان لشراء الوجبات الجاهزة “من الطبخ المنزلي لبعض السيدات”.
وتبين الزبن أن بعض زميلاتها في العمل يقمن بذات الشيء أحياناً، إذ تعرفن على سيدة تقوم بعمل “التواصي” للسيدات وبكميات مختلفة، وتقوم بتوصيلها في الوقت المحدد.
كما قامت الزبن بالطلب من ذات السيدة بتحضير كميات كبيرة من الأطعمة التي تحتاج إلى تحضير سريع بعد ذلك مثل “الكبة، الششبرك، السمبوسك، المجمدات بأنواع مختلفة”.
وتبرر الزبن ذلك بأنها لا يمكن أن توفر لعائلتها تلك المأكولات بوقت سريع عند عودتها من العمل، عدا عن أنها تتعمد أن تؤجل بعض أيام الإجازة من العمل إلى شهر رمضان، حتى تتمكن من أخذ قسط من الراحة وكذلك توفير ما يلزم للأسرة.
من جهتها، تقدم خبيرة التدبير المنزلي منيرة السعدي مجموعة من النصائح التي قد تساعد ربة المنزل بشكل عام على التخلص من الضغط الذي قد يلازمها لأيام في رمضان من “ضيق الوقت” في تجهيز الأطعمة الرمضانية اليومية، مثل أن تقوم بتخزين كمية من للمأكولات الموسمية التي تساعد ربة المنزل على التحضير للسفرة في رمضان، مثل ورق العنف والبقوليات والورقيات الموسمية التي تختفي من السوق بعد فترة من الوقت، والحبوب التي يمكن حفظها جافة أو مجمدة.
وتعتقد السعدي أن ترتيب الوقت وإدارته تعتبر مهمه للمرأة سواءً عاملة أو ربة منزل، بيد أن المرأة العاملة قد لا يسعفها الوقت أحياناً، لذلك عليها أن تكون أكثر تدبيراً، وقد يبدأ التحضير للشهر قبل رمضان. وهناك سيدات يمكن أن يقمن ببعض الأعمال قبل الخروج صباحاً للعمل، مثل ان تقوم بتحضير بعض المقبلات الباردة أو الشوربة أو بعض انواع الحلويات والعصائر، وهذا يخفف من العبء عليها في ساعات ما بعد العودة من العمل.
وتذهب إلى أن كل سيدة لديها الدراية بطبيعة عملها وظروفها وعدد افراد أسرتها وما يتطلبه ذلك من وقت، وعليها أن تحدد كل ما تريده قبل وقته، ولا تفكر فيما تريد عمله في ذات اليوم.

اضافة اعلان

[email protected]