الأنماط العاطفية وتأثيرها على الذات

لكل شخص نمط عاطفي -(أرشيفية)
لكل شخص نمط عاطفي -(أرشيفية)

إسراء الردايدة

عمان- أنماط عاطفية مختلفة، تميز شخصا عن غيره، بحسب الأساليب والسلوكيات العاطفية وردود أفعال كل شخص، وأحيانا لها علاقة بالتنشئة الاجتماعية.اضافة اعلان
وبحسب مؤلفة كتاب "Emotional Alche أو الكيمياء العاطفية، تارا بينيت غلومان، وهي أستاذة في علم النفس ومعالجة نفسية، فإن هناك مجموعة أنماط عاطفية تحدد كل شخص وردود فعله وهي على النحو التالي:
- الانسحابيون: في هذا النمط العاطفي يصاب الأشخاص بالخوف المستمر الذي يجعلهم يغادرون أو ينسحبون، وهم يخافون جدا لدرجة أن هزة القارب أو أي هزة صغيرة يمكن ان تدفع من يحبون للمغادرة، والهرب قبل ان يتعرضوا للجرح والألم.
إذا كنت من هذا النمط العاطفي، فمن المهم ان تعلم انك لن تنهار إذا تخلى عنك شخص ما وتركك، وكن واعيا للخوف الذي يأكل قلبك ويسيطر عليك، فهو ما يجعل من حولك يبتعدون بسبب الأوهام والهلع الذي يصيبك، فتصبح شديد الحساسية من الانفصال، والنتيجة درامية جدا لشدة خوفك من الوحدة والعزلة، لهذا حاول ان تتعقل وتدرك ان الخوف لن يحميك أبدا.
-الاستحقاق: ويشعر صاحب هذا النمط العاطفي أن القواعد لا تنطبق عليه، وأفسده الدلال بالصغر، وأصحاب هذا النمط عادة ما يبالغون ولديهم عادة إخفاء الشعور ويرون أن من حقهم ان ينالوا أكثر مما لديهم وحصتهم بالتعويض، وهم عرضة لعدم الانضباط الذاتي وعدم القدرة على تأخير الإرضاء.
إن كنتم من هذا النمط يجب عليكم ان تحسنوا من طرق التعامل مع الآخر، والا تكون تصرفاتكم السلبية ذات أثر على من حولكم، ويجب أن تتعلموا كيف تلتقطوا أنفاسكم قبل أي قرار.
-المقهورون: وهذا النمط يدور حول الشعور بأهمية أخذ الاحتياجات الفردية، كأولوية في العلاقة المقربة، وهم أيضا أفراد يعطون بسهولة، ولكنهم يمكن أن يتحول استياؤهم المخفي بسبب عدم حصولهم على ما يريدون لغضب وحنق.
هؤلاء الأفراد يجب ان يتوصلوا لأسباب استيائهم كي يتمكنوا من تأكيد رغباتهم الخاصة وتحديد ما يحتاجونه فعليا، لكي يتمكنوا من تعقب ردود فعلهم التلقائية الخاصة بهم من غضب وأفكار تكاد تنفجر جراء الخوف الذي يجب ان يتحكموا به قبل ان يتحكم بهم.
-الاستبعاد: تجد نفسك خارج كثير من الأمور، ولديك رسالة تتصور أنك لست كالآخرين، وهذا الشعور عادة ما يؤدي بالفرد للبقاء على الحافة، ويعزز من شعوره بالتهميش من قبل ذاته، وهذا يؤدي إلى تجنبه المحيطين.
إن كنت تشعر انك مستبعد، تعلم كيف تتحدى مخاوفك الخاصة، وابذل جهدا من أجل البدء بمحادثات، والتقرب من الناس، وتعلم كيف تسيطر على القلق الذي بداخلك حتى لا يؤثر عليك أولا.
-عدم الثقة: الشك والمزاج المختلف والحدة في التعامل، هو نمط نموذجي لهذا النوع من الأنماط العاطفية، وغالبا ما يكون عدم الثقة نابع من الإساءة العاطفية، ويميل هؤلاء للانجذاب للعلاقات التي تؤكد مخاوفهم، ويتورطون مع من يعاملهم سيئا.
ان كنت تنتمي لهذا النمط العاطفي فربما يجب اللجوء لمعالج نفسي متخصص، ويشمل هذا إعادة النظر في الذكريات والتعبير عن الغضب وهي خطوة عاطفية أساسية لتجاوز المصاعب، ويمكنك أن تتحدى كل الأفكار التي تقودك إلى الانجذاب للشخص الخطأ.
- الفاشل: هو شعور لهذا النمط العاطفي ذي الإنجازات المحدودة الذي يؤدي بهم للشعور بصعوبة التقدم بسبب الخوف المستمر من الفشل، ويقع البعض فريسة للخوف ويظن انه ظاهرة في الفشل ولو نجح مرة يكون مستغربا من الوضع، معتقدا انها حيلة وليست حقيقة.
إن كنت ترى هذا النمط العاطفي في نفسك تعلم كيف تقدر مواهبك وذاتك أكثر، وتتقبل إنجازاتك الخاصة برغم قلتها مما يساعدك على تحدي الأفكار في رأسك خصوصا السلبية بأنك لن تنجح.
-غير المحبوب، ويفترض هؤلاء تلقائيا انهم غير محبوبين، وانهم يجلبون العار والذل لغيرهم، وهذا النمط العاطفي فيه جزأين، الأول الناس الذين لا يشعرون بانهم محبوبون، فيما الآخرين يختبئون وراء عجرفتهم ويسعون وراء التملق والاعتراف العلني بهم.
وهذا النمط العاطفي يجد أصحابه انه من الصعب ان يكونوا جديين وحقيقيين في أي علاقة، ومايساعدهم تخطي ذلك، وتعلم التقرب من الناس والسماح لهم بأن يحبوهم كما هم، ويبدأوا بتحليل الوضع بناء على هذا المنطق بأنهم محبوبين وليس العكس.
- الضعفاء: المفتاح الأساسي لهذا النوع من الأنماط العاطفية هو المبالغة والخشية من وقوع أمر سيئ وترقبه، وهذا يمكن أن يؤدي لحرمان النفس من تبني قناعات صحية، وأوهام متعلقة بمرض معين، ويصاب أصحابه بنوع من الفوبيا، مثل الخوف من الطيران، وبعض هؤلاء يبحثون باستمرار عن الطمأنة النفسية فيما البعض يقدم على القيام بمخاطرات.
والناس في هذا النمط العاطفي يمكن أن ينالوا الحرية العاطفية عبر رصد أفكارهم بوعي أكثر، ويمكن ان يساعدهم التأمل والاسترخاء قليلا والتفكير بمنطقية أكبر.

 [email protected]